دعا الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل أمس الاثنين بالجزائر إلى التحلي بعزيمة '' راسخة'' في مكافحة تمويل الإرهاب بإفريقيا. و في تدخل له خلال افتتاح الملتقى حول مكافحة تمويل الإرهاب بشمال وغرب إفريقيا أكد مساهل أنه ''بالتراجع أمام الضغوطات والاستسلام للمساومات و الموافقة على مطالب مختطفي الرهائن فإننا نشجع بذلك المنظمات الإرهابية على الاستمرار في نشاطاتها الإجرامية". و أمام مثل هذه الأوضاع يقول مساهل فان '' الصرامة و العزيمة يجب أن تكونا راسختين إذا أردنا أن ننجح في مكافحة تمويل الإرهاب خصوصا في منطقتنا". في هذا الإطار دعا الوزير المجموعة الدولية و هيئات منظمة الأممالمتحدة و شركائها إلى مساعدة إفريقيا على التزود بالوسائل القانونية و الهياكل التي تسمح لها بالتكيف مع المقاييس و الالتزامات الدولية في مجال مكافحة تمويل الإرهاب. كما أردف الوزير يقول '' يجب أن يرتكز الجهد على تطوير التكوين في مجال العدالة الجزائية و على المساعدة التقنية التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار تطوير القطاعات المالية و الأخطار الحقيقية لكل بلد". و إذ ذكر بأن الجزائر '' قد عانت من ويلات الإرهاب و أنها واجهتنا بمفردها بكل عزم و بوسائل محدودة'' فقد أوضح مساهل أن الإرهاب '' يشكل ويبقى يشكل خطرا قاتلا ومستمرا طالما أن المجموعة الدولية لم تعتمد إجراء صارما و تشاوريا من أجل القضاء عليه نهائيا من على سطح الأرض". و بعد أن أبرز ''الدور الريادي'' الذي لعبته الجزائر في مجال التعبئة و التنسيق في مكافحة الإرهاب ذكر قائلا أن ''إفريقيا أدركت في الجزائر بالذات هذا الخطر من خلال إسهامها في المكافحة الدولية للإرهاب خلال قمة منظمة الوحدة الإفريقية في .1999 وسجل مساهل أن قانون 6 فيفري 2005 الذي يشكل في الجزائر الإطار المرجعي لمكافحة تبييض الأموال و تمويل الإرهاب ''قد استلهم من الاتفاقية الدولية حول قمع تمويل الإرهاب الصادرة في 9 ديسمبر ,''1999 مشيرا إلى ''أهمية'' الوقاية و مكافحة الإرهاب ضمن ''أولويات الجزائر". واعتبر من جهة أخرى أن محاربة تمويل الإرهاب و تبييض الأموال ''أصبحت صعبة'' مع أنها تشكل ''تحديا حقيقيا'' بالنسبة لمنطقة الساحل الإفريقي معربا عن أسفه ل''عجز بعض دول المنطقة الذي لا يفسر'' أمام عمليات التهريب التي تسجل على حدودها. وأضاف ''نعتقد أنه بإمكان التعاون و التضامن الإقليميين سد هذا العجز. واعتبر مساهل أن الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت مدينة بومباي بالهند والتي أدانها الرئيس بوتفليقة بشدة إنما تذكر المجموعة الدولية بأن الإرهاب ليس له حدود. وأكد أن التحلي باليقظة و تعزيز التعاون و التنسيق الدوليين أضحيا أمرين ضروريين أكثر من أي وقت مضى لإحباط الأفكار السوداء التي تراود مدبري هذه الأعمال الشنيعة و تجند مدعميها و تشجع منفذيها. و ينظم هذا الملتقى المخصص لمكافحة تمويل الإرهاب بشمال و غرب إفريقيا المركز الإفريقي للدراسات و البحث حول الإرهاب بالتعاون مع مركز الدراسات الإستراتيجية في إفريقيا والذي سيستمر إلى غاية الجمعة المقبل .