رمي مئات الأطنان من المسحوق الصيدلاني بسبب أخطاء في خلط المواد دعا البروفيسور كمال داود أستاذ في التكنولوجية الصيدلانية بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا إلى تشجيع الباحثين الجزائريين على مستوى الجامعات ومرافقتهم من طرف المتعاملين الصناعيين في المجال الصيدلاني، بحكم كفاءتهم وخبرتهم في الميدان، مشيرا إلى أنه سنويا يتم رمي مئات الأطنان من المسحوق الصيدلاني بسبب الخطأ في خلط المواد. أبرز البروفيسور داود على هامش انعقاد الملتقى الثاني حول الهندسة الصحة بجامعة باب الزوار، دور الكفاءات الوطنية في تطوير المخابر وإيجاد الحلول لتصنيع الأدوية، قائلا إن هدف الملتقى البحث عن حل يربط الجامعة والباحثين على مستوى المخابر، من خلال إحضار باحثين مختصين لعرض تكنولوجيات جديدة تسمح باكتشاف إن كان الدواء أو المسحوق الصيدلاني حقيقي أو مقلد، وكذا استخراج أحسن الأبحاث على مستوى الجامعة. وأضاف أن هناك عشرة جامعات ممثلة في الملتقى، وتم اختيار أفضل الأعمال البحثية، لإظهار للمتعاملين الاقتصاديين أن هناك كفاءات جزائرية على مستوى الجامعة الجزائرية ينبغي وضع الثقة فيهم، ومرافقتهم لأن أعمالهم معترف بها من طرف المختصين الأجانب وهناك لجنة علمية تختار الأبحاث الجيدة، كما أن هذه الكفاءات يمكنها إيجاد الحلول للمشاكل المطروحة داخل مصانع الأدوية. وأشار إلى أن الطبعة الأولى للملتقى سنة 2013 تناولت عدة مواضيع، وهذه السنة شهدت حضور عدة مخابر لإنتاج الأدوية وتم حصرها في موضوع المسحوق الصيدلاني، باعتباره المادة الأولى المستعملة في تصنيع الأدوية والأكياس من طرف المخابر بنسبة أكثر من 80٪. مؤكدا أنه بدون بحث لا توجد حلول وينبغي على الصناعيين تشجيع الباحثين ومساعدتهم.علما أنه ستكون هناك طبعة ثالثة. وحسب أستاذ تخصص التكنولوجية الصيدلانية، فإن المشكل المطروح هو الخلط في الجرعات وعدم التحكم في التكنولوجيات، مما يؤدي إلى رمي مئات الأطنان من المسحوق الصيدلاني سنويا، وهذا معناه ضياع ملايير الدولارات. وفي رده عن سؤال جريدة «الشعب» حول عدد الطلبة المسجلين في شعبة الهندسة الصيدلانية التي انطلقت في 2004 وتعرف إقبالا كبيرا، أوضح البرفسور داود أنه تم تكوين أول فوج من الطلبة في الماستر بنظام «أل.أم.دي» سنة 2007، بفضل الماجستير والدكتوراه التي انطلقت بجامعة باب الزوار تم فتح التخصص بجامعات الولايات الداخلية، التي تقترح هذه الشعبة. في هذا الصدد، أشار أستاذ الهندسة التكنولوجية إلى أن الهدف من تكوين الطلبة في تخصص الهندسة الصيدلانية هو توفير الإطارات للعمل بعد تخرجهم مباشرة في مصانع إنتاج الأدوية، وأيضا السماح لهم بالقيام بأبحاث على مستوى المخابر سنويا نفتح ثلاث مناصب دكتوراة، بحيث أنه هذه السنة ستكون مسابقة في أكتوبر، مرجعا العدد القليل للمناصب إلى نقص المؤطرين المتخصصين في هذه الشعبة. وأضاف أنه سنة 2007 كان عدد الطلبة المسجلين في شعبة الهندسة الصيدلانية، 13 طالبا، وحاليا أصبح العدد 130 طالب، أي بارتفاع 90 بالمائة، مؤكدا أن جامعة هواري بومدين لديها الإمكانيات لتدريس الطلبة ولها علاقات مع أجانب لإرسال الطلبة للقيام بتربصات بدول أوروبية. وفي سؤال حول تقليد الأدوية في الجزائر، قال البروفيسور داود إنه يجب أن نتوفر على آلات دقيقة لمعرفة ذلك مثل جهاز «ما تحت الحمراء» المستعمل بفرنسا، مؤكدا أن كل الأدوية التي تستورد أو تصنع في الجزائر تمر عبر المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية، لأن لديهم إطارات تكتشف التقليد وتمنح الترخيص لاستهلاك الدواء. من جهته، استعرض البرفسور «جون بيار دوبوست» من جامعة بوردو بفرنسا أحدث جهاز لاكتشاف الغش والتقليد وتطبيقه على المواد الصيدلانية، قائلا إنه من 12 إلى 19 سبتمبر 2017 تمكنت مصالح الشرطة الدولية «الأنتربول» خلال عملية لها من حجز ما قيمته 25 مليون طن من الأدوية المقلدة وغير قابلة للاستهلاك، مشيرا إلى أنه حسب إحصائيات المنظمة العالمية للصحة فإن قيمة الأدوية المقلدة سنة 2014 كانت 200 مليار دولار بعدما كانت 75 مليار سنة 2010.