في حوار أجرته معه ''الجزائر نيوز'' ذكر مدير جامعة الحاج لخضر بباتنة البروفيسور موسى زيرق، أن إعادة هيكلة الجامعة جاءت استجابة لمتطلبات النظام الجديد وتماشيا مع ما هو حاصل من تطور في ظل المشاريع المتعددة التي استفادت منها على غرار قطب فسديس الجديد الذي تراهن عليه الجهات المسيرة لاعتلاء الريادة وطنيا، بالإضافة إلى مراكز البحث والمخابر التي جعلت من جامعة باتنة قطبا علميا متميزا إحتل الصدارة في الكثير من المجالات من بينها الإلكترونيات الدقيقة والخلايا الكهروضوئية·· وعلى بساط السؤال والجواب، تطرق المسؤول الأول بجامعة الحاج لخضر إلى الكثير من القضايا من بينها الهدوء الذي تعرفه الجامعة حيث قال أنه نتيجة منطقية لسياسة الحوار التي تعتمدها الإدارة في التعامل مع التنظيمات الطلابية، موضحا بأن جديد الموسم الدراسي المقبل سيتمثل في بطاقة بيومترية ستمنح للطلبة الجدد على أن تعمم العملية مستقبلا على جميع الطلبة·· أولا، هل لك أن تعرفنا بجامعة الحاج لخضر؟ جامعة الحاج لخضر بباتنة تعد من أكبر الجامعات على مستوى الوطن، هي من المراكز الجامعية الأولى بعد تلك المتواجدة بكل من قسنطينةوالجزائر ووهران، وقد فتحت أبوابها عام 1977 بمعهدين، الأول متخصص في اللغة العربية وآدابها، والثاني في العلوم القانونية، وأول دفعة احتضنتها ضمت 300 طالب أطرهم 28 أستاذا معظمهم أجانب، بعدها شهدت الجامعة عدة تغييرات أنجزت على مراحل في كل واحدة منها تضاف منشأة جديدة قبل أن يصبح عددها حاليا 7 كليات و4 معاهد، زاول الدراسة بها السنة الماضية أزيد من 54 ألف طالب في التدرج و3635 في مرحلة ما بعد التدرج (ماستر ودكتوراه) ينحدرون من 48 ولاية، في حين يعد عدد الطلبة الأجانب على الأصابع· ما هي التخصصات الموجودة بها؟ جامعة باتنة تضم العديد من التخصصات، من بينها تلك التي تنفرد بها على المستوى الوطني، فبالإضافة إلى الطب، العلوم الإسلامية، الآداب، التسيير، اللغات، التكنولوجيا الفلاحية البيولوجيا وغيرها من الشعب ذات الانتشار الواسع، تدرس بجامعة باتنة كذلك الوقاية والأمن الصناعي والهندسة الصناعية، وهما تخصصان لا نجدهما إلا في جامعة الحاج لخضر التي يؤطر طلبتها حاليا أزيد من 1700 أستاذ· من بين المواضيع الأكثر إثارة للجدل في الساحة الجامعية اليوم، نظام LMD، كيف تعاملتم معه وهل نجح تطبيقه في جامعتكم؟ نظام ال ''أل أم دي'' مضى وقت طويل على تطبيقه في الجزائر ولا تراجع عنه، وحاليا أصبح الإهتمام به ينصب على مسائل التوجيه والاختيار بعدما اقتنع الطلبة به وصار الإقبال عليه كبيرا، خاصة في الشعب العلمية بدليل أنه لدينا بعض الإحصائيات الخاصة بكلية الهندسة تظهر أن عدد طلبة هذا النظام فيها يقدر ب 3545 طالب و3904 في الاقتصاد، وفي العلوم الإسلامية والاجتماعية 2143 طالب، وهذا دليل على الإقبال الكبير للطلبة على هذا النظام حيث تم تجاوز كل العقبات التي رافقته في بداية التطبيق، أما بخصوص العدد الإجمالي لعدد الطلبة المسجلين فيه بجامعة باتنة فيقدر ب 15152 طالب يمثلون 25,28 % من مجموع الطلبة المسجلين في الجامعة، موزعين على مجموعة من التخصصات من بينها العلوم الاقتصادية اللغة الفرنسية العلوم الإنسانية وغيرها· شهدت مختلف جامعات الوطن خلال الموسم المنقضي العديد من الاضطرابات والحركات الاحتجاحية الطلابية، كيف كان الحال بجامعة الحاج لخضر؟ بجامعة باتنة هناك تقاليد متعارف عليها في التعامل بين الإدارة والتنظيمات الطلابية تقوم أساسا على الحوار ومناقشة كل المشاكل بهدوء، الشيء الذي سمح لنا بالحفاظ على النظام العام وسير الموسم الجامعي بصورة جيدة، قل ما نشهدها في باقي الجامعات، وقد ساعدنا في ذلك كذلك الطبيعة المحافظة التي تمتاز بها المنطقة، حيث ولا يزال طلبتها متمسكون بها، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد لدينا مشاكل حيث نسجل بعضها في الكثير من المجالات من بينها الخاصة بالتأطير الذي يختلف من تخصص لآخر حيث يكون في بعضها بمعدل أستاذ لكل 10 طلبة بينما يرتفع في أخرى إلى أستاذ لكل 45 طالب خاصة في مجال العلوم القانونية والاقتصادية، ومن أجل سد هذا النقص نلجأ للأساتذة المشاركين والمؤقتين· ومن حيث التحصيل العلمي، أين يمكن تصنيف جامعة باتنة؟ التحصيل العلمي في جامعة باتنة لا بأس به إن لم نقل أنه جيد وفي تطور مستمر من سنة إلى أخرى، وحسب آخر إحصاءات شونغاي نجد أن جامعة الحاج لخضر احتلت المرتبة الثانية وطنيا بعد جامعة تلمسان بالنظر لما تتوفر عليه من إمكانات ومراكز بحث جد متطورة، إلى جانب استقطابها لإطارات كفأة مستعدة لتقديم كل ما عندها قصد إحداث ثورة علمية في الجزائر· وكيف هي علاقات الجامعة بنظيراتها في الدول الغربية والشرق أوسطية؟ معروف على جامعة باتنة كثرة الملتقيات والتظاهرات العلمية التي تنظمها في كل مرة، وقد وصل عددها السنة الجارية إلى 21 تظاهرة، تم تنظيم 14 منها في السداسي الأول بينما سنكمل البقية مع الدخول الجامعي المقبل، أما في مجال العلاقات فلدينا 30 اتفاقية تعاون وتبادل مع جامعات غربية وحوالي 15 اتفاقية مع جامعات من الشرق الأوسط، بموجبها تم إرسال حوالي 800 أستاذ إستفادوا من تربصات وعطل علمية زاروا خلالها العديد من مراكز البحث والمخابر في محاولة منا لمواكبة الحركية التي يتطلبها نظام ال LMD· ستكون جامعة باتنة خلال الموسم الجامعي القادم على موعد لاستلام قطبها الجديد بفسديس، هل لك أن تعرفنا به؟ القطب الجامعي الجديد بفسديس والذي ستكون جميع هياكله تابعة للجامعة الأم وليست جامعة جديدة كما يعتقد البعض، سيوفر لنا أزيد من 22 ألف سرير ويحتوي على خمس مجمعات هي على التوالي مجمع معاهد الجامعة ويحتوي على 5500 مقعد، مجمع العلوم الاجتماعية والانسانية بطاقة استيعاب تقدر ب 5550 مقعد، مجمع علوم الأحياء والعلوم الطبية بقدرة استيعابية تقدر ب 4000 مقعد، مجمع علوم التسيير والتجارة والحقوق ويضم 3500 مقعد، وأخيرا مجمع العلوم التكنولوجية المتطورة بطاقة استيعابية تقدر ب 3500 مقعد، الأخير من بين المعاهد الجد متطورة في الجزائر ويضم تخصصات نادرة من بينها تخصص الطاقة المتجددة تكنولوجيات الإعلام والاتصال والهندسة التكنولوجية· وبالإضافة إلى القطب الجديد، ستستفيد جامعة باتنة كذلك من ملحقة جديدة ببريكة تتوفر على 2000 مقعد بيداغوجي وحي جامعي ب 1000 سرير، وعليه فإن مشكل النقص لن يطرح بالجامعة تماما، أما التخصصات والكليات التي سيتم نقلها إلى مجمع فسديس فلم يتم تحديدها بعد، والأمر متروك للتشاور مع كل المعنيين وسيتم الفصل في ذلك خلال اجتماع مجلس الجامعة· بالإضافة للمجمعات، ألا يتوفر القطب على هياكل مرفقة؟ لقد راعينا في إنجاز القطب الجديد بفسديس إحترام المعايير المتعارف عليها دوليا ومن بينها توفير مجموعة من الهياكل المرفقة مثل مكتبة مركزية وقاعات كبرى للمحاضرات ومنطقة حياة تتوفر على مرافق رياضية هامة وعلى رأسها مسبح نصف أولمبي وملعب لكرة القدم يتسع ل 10 آلاف مقعد، إلى جانب قاعة متعددة الرياضات وغيرها من المرافق الأخرى ·· وبخصوص الإيواء؟ نسبة الإيواء في جامعة باتنة تعد من بين أعلى النسب المسجلة على مستوى الوطن كون 50% من المتمدرسين مقيمون، وإذا سجلنا سابقا بعض النقص، فإنه مع استلام القطب الجديد بفسديس سيزول الإشكال تماما لأن القطب سيسمح بتوفير 12 ألف سرير جديد، وهو ما سيجعلنا في راحة تامة، يضاف إلى ذلك استلام الحي الجامعي الجديد ببريكة والذي يتوفر على 1000 سرير وكلها منجزات ستساعد على إنجاح مخططات التطوير التي تعتمدها الجامعة·· من بين المشاكل المتوقعة عند افتتاح القطب الذي يبعد عن وسط مدينة باتنة ب 15 كلم، مشكل النقل، كيف ستتعاملون مع ذلك؟ لن تكون هناك أية مشاكل وقد أولت الجامعة إهتماما خاصا للقضية حيث أنه سيتم توفير النقل عن طريق السكة الحديدية بمعدل قطار كل ساعة من وإلى القطب، وهو ما سيسهل تنقل الطلبة والأساتذة، يضاف لذلك النقل الجامعي الذي ستسخر كل إمكاناته لتجنب حصول أي إشكال· شرعت جامعة باتنة مؤخرا في اعتماد مخطط تطوير تم خلاله إعادة تقسيم الكليات ودمج بعض التخصصات مع إعادة تسمية أخرى، ما مضمون العملية وما الهدف منها؟ جامعة باتنة، وعلى غرار جامعات الوطن، لديها مخطط تطوير يحدد كل خمس سنوات، وآخر مخطط وضعناه كان الهدف منه التوجه نحو إنشاء المعاهد المتخصصة في مجال النقل والإمداد والبيئة والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى معهد آخر في علم الآثار والفندقة، إلى جانب إضافة مجموعة من التخصصات لا نجدها في الجامعات الأخرى وعملية إعادة الهيكلة هذه جاءت استجابة لمتطلبات النظام الجديد المطبق على مستوى الجامعة لبعث حركية جديدة في بعض التخصصات وتجسيد الانسجام بينها ضمن الكليات والمعاهد ونتوقع أن تأتي العملية بثمارها في المستقبل القريب إن شاء الله· إلى موضوع البحث العلمي والتكنولوجيات الحديثة، كيف تسير الأمور عندكم؟ وما هو الجديد في المجال؟ جامعة باتنة تتوفر على مخبر دقيق هو الفريد من نوعه في الجزائر يسمى بالقاعة البيضاء وبها يتم صناعة الصفائح والخلايا الكهروضوئية شبة ناقلة والإلكترونيات التقنية الدقيقة التي تمكن من تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية، يشرف على المخبر لجنة بحث من جامعة باتنة بمشاركة الطلبة الذين يستفيدون على دفعات من تربصات ودورات تكوينية بالمخبر· هذا وقد استفادت جامعة الحاج لخضر في إطار الصندوق الوطني للبحث العلمي من عدة مشاريع، ويوجد بها حاليا 31 مخبرا معتمدا على مستوى الجامعة في مختلف التخصصات من بينها مركز بحث في علم الفلك بأعالي جبال مشرية، وآخر مختص في التاريخ جار إنجازه حاليا بالقرب من متحف المجاهد، ومن بين أهم مراكز البحث كذلك نجد آخر مختص في التطوير والتحويل التكنولوجي، وآخر مختص في الهندسة الكهربائية، مع العلم أن عدد المشاريع المعتمدة CNEPRU لسنة 2010 يتقدر ب 41 مشروعا، أما عدد المشاريع المقترحة لإعادة اعتمادها لنفس السنة فهو .134 هذا وينشط بمخابر جامعة باتنة حوالي 50% من العدد الإجمالي للأساتذة الباحثين، وقد منحت الوزارة جامعتنا مبلغا ماليا يقدر ب 50 مليار سنتيم لاقتناء تجهيزات علمية ثقيلة ذات استعمال مشترك· مع العلم أنه سيشرع بداية من الموسم الجامعي المقبل في التسجيل الإلكتروني للطلبة عن طريق تسليمهم بطاقة بيومترية وسيخص بها الطلبة الجدد فقط على أن تعمم العلمية مستقبلا خلال السنوات المقبلة على جميع الطلبة· هل يتم تسويق منتوج مخبر القاعة البيضاء؟ المخبر تم فتحه منذ ثلاث سنوات وقد تم إنجازه في إطار التعاون مع جامعة برلين التقنية وفي إطار الموارد البشرية المرصودة من قبل الصندوق الوطني للبحث العلمي، ونحن لا نزال في مرحلة التجريب، أما التسويق فهو ليس من صلاحية الجامعة، لكننا نحاول التفاعل مع مختلف الشركاء الذين تربطنا بهم اتفاقيات تعاون في المجال الاقتصادي لتفعيل دور المخبر الذي استفاد مؤخرا من ميزانية تقدر ب 20 مليار سنتيم من أجل جلب بعض التجهيزات الحديثة لتدعيم المخبر بها· فتحت الجامعة أبوابها لاستقبال الطلبة الجدد، كيف تمت العملية؟ بالنسبة للدخول الجامعي المقبل نحن ننتظر استقبال 10 آلاف طالب بزيادة تقدر ب 3000 طالب عن السنة الماضية ليرتفع بذلك عدد الطلبة في الجامعة إلى 60 ألف طالب، وقصد ضمان دخول جامعي ناجح، وفرنا كل الإمكانات من بينها فتح القطب الجامعي الجديد بفسديس حيث سيتم استغلال مجمعين بطاقة استيعاب 4000 مقعد وفتح جزء من أجنحة الحي الجامعي الذي يتوفر على 12 ألف سرير لإيواء الطلبة· كلمة أخيرة؟ أولا أهنئ أبنائي الطلبة الجدد بعد نجاحهم في شهادة الباكالوريا، وأعد جميع من يختارون جامعة باتنة بأنهم سيحضون بأفضل استقبال، وبينما أتمنى لهم جميعا مشوارا دراسيا ناجحا، آمل منهم أن يستفيدوا من الإصلاحات والإمكانات التي وفرتها الدولة للنهوض بقطاع التعليم العالي لأننا نعيش نهضة عملية علينا استغلالها أحسن استغلال·