تكريسا للمواطنة وغرس ثقافة التكافل والتضامن والتآزر بما يخدم الإنسانية في المجتمع الجزائري في أبهى معانيها، نظمت نهاية الأسبوع بقصر المعارض مؤسسة ترقية الصحة وتطوير البحث »فورام« بالتعاون الوثيق مع النادي السياحي الجزائري »التورينغ« وشركة »أليانس« الخاصة بالتأمينات يوما إعلاميا حول كفالة اليتيم، كان محوره الأساسي التحسيس من أجل تقديم يد العون والمساعدة للأيتام الذين يقدر عددهم بالجزائر بنحو 300 ألف طفل. وقد تم بالمناسبة التوقيع على اتفاقيات بين الفروع المنتسبة لمجموعة النادي السياحي الجزائري التي يرأسها الحاج عبد الرحمان عبد الدايم، ومؤسسة »فورام« التي يديرها البروفيسور خياطي، يلتزم بمقتضاها كل من: »سياحة وأسفار«، »كالطام سياحة«، »الملتقيات الدولية للسياحة«، »رحلات بلا حدود«، »الجزائر للاستثمار السياحي«، »الجهات الأربع للأسفار« بتقديم بصفة منظمة مبلغا ماليا معينا لمؤسسة »فورام« لتقوم بدورها بتوزيعه على الأيتام. وعلى نهج جمعية النادي السياحي الجزائري التي كانت سباقة لمثل هذا العمل الخيري بتوقيعها سنة 2007 اتفاقية مع »مؤسسة ترقية الصحة وتطوير البحث« انضم إلى هذه المبادرة كل من الشركة الجزائرية للمعارض »سافكس« ومؤسسة »أليانس« للتأمينات، لتتوسع بذلك أسرة فاعلي الخير، على اعتبار أن العمل الخيري هو عمل إنساني وعبادة وواجب مقدس في ذات الوقت. وقد استهلت الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها مباشرة كلمة السيد محمد تقية الوزير الأسبق للعدل وحافظ الأختام، رئيس اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، شدد فيها على مكانة اليتيم في الإسلام وفي المجتمع الاسلامي، مستشهدا ببعض الآيات القرآنية وبأحاديث نبوية شريفة في الموضوع، ملحا على أهمية التكفل باليتيم. أما السيد عبد الرحمان عبد الدايم فقد استهل مداخلته بتوجيه الدعوة لذوي البر والإحسان وأصحاب القلوب الرحيمة قائلا: »فيا فاعل الخير أقبل«، وذكر بأن »الأطفال الأيتام في الجزائر في حاجة إلى من يرعاهم ويتكفل بهم الى أن يبلغوا سن الرشد«، مشيرا في هذا السياق إلى العلاقة الوطيدة التي أقامتها المجموعة التي يترأسها مع »فورام«، داعيا بحماس شديد وإيمان قوي الآخرين »للإنضمام الى ما وصفه بالمشروع المقدس الذي أصبحنا نشعر بتجسيده ميدانيا يوما بعد يوم«، مضيفا: »فقد انتابنا منذ ذلك الحين شعور بالمسؤولية وأكثر منذ أي وقت مضى تجاه هذه الفئة المحرومة من الحنان والتي نعتبرها من فلذات أكبادنا«. وقال بخصوص هذا اليوم الإعلامي والهدف من تنظيمه: »نحن نسعى جاهدين من خلاله للمساهمة في غرس هذه الثقافة وإرسائها بالوسط الذي ننشط فيه على مستوى مجموعة »التورينغ« وإبراز القيم السمحاء، وذلك عن طريق الالتزام بإبرام اتفاقيات بين مؤسسة »الفورام« والشركات الفرعية للمجموعة«. وأوضح بأن هذا الإلتزام يتمثل في تكفل كل شركة من الشركات الست المنتسبة لمجموعة النادي السياحي الجزائري بعدد معين من الأطفال الأيتام، لكن الهدف الذي نصبوا إليه كما قال هو: »جعل هذه المبادرة ذات الأبعاد الإنسانية الكبيرة تتوسع في المستقبل، وتتواصل في ذات الوقت لتشمل جيل الغد، بما يضمن استمرارية هذا الفعل الخيري«. أما الهدف الثاني من تنظيم اليوم الإعلامي فيتمثل في »وضع اليد في اليد مع كل الفاعلين من أجل دعم أسس هذا العمل النبيل بكل ما من شأنه أن يسهم في تشجيعه وخلق المبادرات التي تخدم هذه الشريحة من الأطفال الأيتام في الجزائر الذين يقدر عددهم حاليا ب 300 ألف طفل يتيم، تتكفل مؤسسة »فورام« بفضل مثل هذه المبادرة الطيبة ب 3 آلاف طفل فقط«. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال اليتامى في الجزائر سجلت خلال العشرية السوداء التي عاشتها بلادنا، وأصبحت اليوم والحمد لله من الماضي. ولا شك أن مثل هذه المبادرة الطيبة التي تقودها مؤسسة »فورام« ومجموعة »النادي السياحي الجزائري« ستكون قاطرة الفعل الخيري التي يتوقع لها التوسع و الرواج وسط مختلف شرائح المجتمع، تعزز دور الدولة الهام في المجال الخيري وتثمن قيم الخير والفضيلة المتأصلة في نفوس أبناء الوطن، حتى أصبح الإحساس بأمر الآخرين والاستثمار بقضاياهم الإنسانية سلوكا يوميا بمشاركتهم جميعا، كما أنها والجهود النبيلة التي يضطلع بها الخيرون والمحسنون منهم في مجالات العطاء الإنساني لا تقتصر فقط على شريحة الأطفال الأيتام، بل وحتى بعض الشرائح الأخرى من أطفال الفقراء والمعوزين، لكن مهما كان حجم هذه الجهود والوسائل المسخرة فهي تبقى بحاجة ماسة لمساندة ودعم الكل، لأن القضية تعني الجميع.