تعقد الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث خلال الأسبوع الجاري اجتماعا لتقييم عملية كفالة اليتيم التي أطلقتها ''الفورام'' في جوان ,2003 وتم بموجبها كفالة أكثر من 3000 يتيم عبر الوطن، هذا اللقاء سيندرج ضمن احتفالات يوم الطفولة العالمي المصادف لنهار اليوم بحسب ما أدلى لنا به رئيس الهيئة البروفسور مصطفى خياطي في لقاء خاص. سجلت الفورام منذ 31 مارس 2010 الذي أقرته يوما وطنيا لليتيم 4000 يتيم جديد عبر الوطن، في حين تم التكفل ب500 يتيم منذ ذات التاريخ إلى اليوم. وينحدر معظم الكافلين من الجزائر ومنهم المغتربون من دول الخليج العربي وكذا المقيمون بأوروبا، وكندا واستراليا وعددهم حاليا 1500 كافل مغترب. ومن كافلي الأيتام كذلك أشخاص معنويون أو مقاولون وأصحاب المؤسسات، عددهم البروفسور خياطي ب30 مؤسسة، منهم من يكفل أكثر من 25 طفلا دفعة واحدة. كذلك من كافلي الأيتام عازبات قاربت أعمارهن أو تجاوزت سن ال30 ولم يتزوجن فاخترن كفالة يتيم، دون إعطاء رقم محدد أو مقارب عن هؤلاء، وصفه محدثنا بالكبير والمتزايد يوما بعد الآخر، وعلق قائلا ''اندهشت شخصيا لتواتر عدد العازبات الراغبات في كفالة يتيم، فعددهن في تزايد مستمر، ما يبين نبل مشاعر المرأة الجزائرية حاملة الثقل والأعباء في المجتمع، وأحيي بالمناسبة كل امرأة تكفلت بيتيم أو لها الرغبة في ذلك''. مليون يتيم أقل من 16 سنة إحصائيات ''الفورام'' تفيد بوجود مليون يتيم بالجزائر أقل من 16 سنة، منهم حوالي 300 ألف يتيم معوز بحاجة ماسة إلى دعم. تتكفل هيئة الفورام لوحدها بقرابة 3000 يتيم، وتسعى من خلال تنظيمها لأيام تحسيسية حول كفالة اليتيم بمختلف جهات الوطن ''إلى إشراك المؤسسات والشركات الاقتصادية والتجارية وعدد من رجال المال والأعمال الجزائريين والأجانب، في خطوة لدعم هذا المسعى النبيل، ولتثبيت كفالة اليتيم ضمن الثقافة الجزائرية، فبالرغم من كون الإسلام يوصي باليتامى خيرا، إلا أن هذه الالتفاتة تفتقر إلى محفزات بمجتمعنا الجزائري'' يقول محدث ''المساء''. وتحدث البروفسور مصطفى خياطي في مقام آخر عن تحقيقات ميدانية قامت بها هيئته تفيد بأن الشارع يحتضن ما بين 15 إلى 20 ألف طفل ربعهم يتامى، يتقاسمون أمراضا مزمنة وأخرى معدية، ويعيشون في محيط مليء بالذعر والخوف معرضين لمخاطر مادية ومعنوية لا حصر لها. ويتأسف محدثنا لانعدام تحقيقات ميدانية معمقة تدرس هذه الظاهرة بأبعادها الكثيرة فالأهم متابعة المستجدات. ومن منطلق الفراغ الذي يعرفه ملف كفالة اليتيم ''فكرت الفورام في ضرورة إنشاء شبكة وطنية لدعم يتامى الجزائر وانتشالهم من الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها، وكذا محاولة إعطائهم فرصة للاندماج بمجتمعهم تماما مثل أقرانهم''. وتعود الفكرة إلى جوان 2003 حيث بدأت الخطوة باحتشام لتتوسع العملية، وتصل الفورام نهاية 2009 إلى كفالة 2600 يتيم عبر الوطن وهدفها بلوغ 10 آلاف يتيم بنهاية ,2010 وهو العدد الممكن جدا بلوغه بتكافل جهود مختلف الهيئات وبالتنسيق مع عدة هيئات ومؤسسات اقتصادية وتجارية يمكنها تبني طفل واحد أو أكثر'' كما يقول الدكتور خياطي.
نية الاهتمام دون تجسيد فعلي
من جهة أخرى أوضح البروفسور خياطي أن ملف الطفولة عموما بدأ يأخذ نصيبه من الاهتمام منذ سنة 2000 وهذا يعود حسب البروفسور إلى دور الإعلام الذي يطرح مواضيع تعنى بصفة مباشرة بهذه الفئة الهشة، ما حتم على صناع القرار إيلاء أهمية لكل ملف يطرح حول الطفل. بالمقابل رصدت إمكانيات كبيرة للارتقاء بالطفولة ''إلا أن النية الطيبة وحدها لا تكفي، لابد من التجسيد الفعلي ميدانيا، فالجزائر التي تمثل فيها الطفولة نسبة 40 % كانت ومازالت مثلا يقتدى به في مجال العناية بالطفولة، خاصة في إفريقيا، وعليه لا بد من تحيين التدابير المتخذة في مجال العناية بهذا الملف الحساس وتجسيدها على أرض الواقع بمشاركة كل الجهات المعنية، سواء الحكومية أو غير الحكومية، ونحن نقترح مثلا إنشاء ديوان أو لجنة مختلطة أو لجنة استشارية خاصة بالطفولة تدلي برأيها في كل القضايا التي تعنى بالطفولة في الجزائر''.