إجراءات لدعم الناشرين مطلع السنة الجديدة «ميزانية الثقافة» تضاعفت 12 مرة منذ وصول الرئيس بوتفليقة إلى الحكم انطلقت، أمس، فعاليات الصالون الدولي للكتاب «سيلا» في الطبعة 22 بقصر المعارض الصنوبر البحري «صافكس»، حيث دشن المعرض الوزير الأول أحمد أيحيى باعتباره محطة هامة للترويج لصورة الجزائر من خلال المنتاج الفكري بعيدا عن المادة الاقتصادية حسب ما أكد عليه لدى توقفه بمختلف الأجنحة. البداية كانت من الجناح المركزي مرفوقا بوفد وزاري هام وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر والهيئات الحقوقية والمنظمات السياسية، حيث توقف عند جناح المحافظة السامية للأمازيغية التي احتفلت بمئوية الكاتب مولود فرعون، وشدد الوزير الأول بالمناسبة على ضرورة تجاوز الحديث عن ترسيم الأمازيغية إلى الدفع بالكتاب المدرسي في هذه اللغة الوطنية وتعميم تدريسها حتى تكون مكسبا حقيقيا في الميدان. وبجناح الوكالة الوطنية للإشهار والنشر، أكد أويحيى على ضرورة مساهمتها في تزويد المكتبات الجوارية المنتشرة عبر البلديات، لتشجيع المقروئية وتقديم الكتب الجزائرية للقارئ الوطني للاطلاع على النتاج الفكري المحلي وتشجيعه، وبالديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، حث على المساهمة في إخراج النتاج الفكري الجزائري إلى العلن والاستفادة منه وإطلاع القارئ عليه والانخراط في المنظور الاقتصادي، وأمر بتبني أطروحات الدكتوراه الممتازة من خلال نشرها. وبالدار المصرية اللبنانية استمع الوزير الأول لبعض الاقتراحات التي تتعلق الموافقة على عقد شراكات بين الناشرين وتمكينهم من مساحة أكبر، أما بدار الحكمة فتم التطرق للعراقيل التي يتلقاها صانعو الكتب خاصة فيما تعلق بحقوق النقل أو الضرائب الجمركية المترتبة عن ذلك رغم أنها ملغاة في العالم، إلى جانب فرض ضريبة معتبرة على الكتاب الوطني مقدرة ب 12 بالمائة و 9 بالمائة على الكتب الأجنبية مطالبين بتخفيضها لتسهيل عملية الذهاب إلى التصدير وتشجيع هذا التوجه. ونفس الأمر بدار الهدى حيث طالب القائمون عليها بالاستفادة من دعم صندوق الصادرات للكتاب، أما بدار القصبة للنشر فتم طرح إشكالية العراقيل الإدارية التي تحول دون تطوير عملية التصدير في هذا المجال. في هذا الإطارقال أويحيى إنه يتعين الحرص على عدم جعل الكتاب مادة اقتصادية واستغلالها في الترويج لصورة الجزائر باعتبار ذلك يندرج في سياسة رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن ميزانية الثقافة تضاعفت 12 مرة منذ وصول رئيس الجمهورية الى إلحكم، ما يؤكد دعم الحكومة للقطاع ومن ثم لابد من استغلال الشباب، الثقافة والتاريخ في خدمة صورة بلادنا. التأكيد على أهمية الشركات مع الاطراف الاجنبية وبجناح «آشات» الفرنسي شدد الوزير الأول على أهمية الشراكة بين الجانبين لاسيما في تبادل الكتب حتى يكون لها جانب إيجابي من خلال التعريف بالكتاب الجزائري بالخارج ولا يكون مناسباتيا عبر المعارض وإنما بالسماح له بالتواجد عبر المكتبات الأجنبية. ولدى توقفه بجناح سفارة إسبانيا أشاد بنوعية العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين إلى جانب العلاقات الاقتصادية والسياسية، مثمنا إحياء هذه الروابط الثنائية للحكومة الإسبانية الحالية. أما بسفارة فلسطين فعاد المسؤول الأول بالجهاز الحكومي ليؤكد الدعم اللامشروط واللا محدود للجزائر تجاه القضية الفلسطينية العادلة والمقدسة دولة وشعبا. من جهة أخرى، توقف أويحيى عند جناح الطفولة، حيث كان في استقباله براعم أنشدوا للجزائر وتعلقهم بها، وطاف بمختلف الأجنحة واطلع على مختلف المنتوجات التعليمية الموجهة لهذه الفئة. وتمثل هذه التظاهرة التي ستدوم فعاليتها إلى غاية 05 نوفمبر المقبل موعدا ثقافيا هاما ينتظر سنويا من جمهور واسع، خاصة وأنه سيعرض 232 ألف عنوان من بينها 77 ألف عنوان جزائري ويستضيف 85 ضيفا من بينهم 55 كاتبا من الجزائر، حيث عاد في طبعته 22 إلى أجنحة قصر المعارض لما يحمله من رمزية كبيرة لبداية موسم أدبي جديد في مجالات أدبية ومعرفية متنوعة تترجم نهج المعرض ومبررات وجوده. تعزيز المقروئية من خلال تقديم عناوين مختلفة وتهدف هذه التظاهرة الثقافية إلى تشجيع الترويج للكتاب كوسيط أساسي في نقل المعرفة وهو ما يتماشى مع شعار هذه الطبعة «الكتاب كنز لا يفنى»، ناهيك عن الفرصة التي يتيحها للإطلاع على الإنتاجات الفكرية الجديدة، الأدبية والعلمية والفنية في الجزائر وجميع أنحاء العالم والتعريف بها، بالإضافة إلى المساهمة في تعزيز المقروئية من خلال تقديم عناوين مختلفة في مختلف المجالات ترضي رغبة القارئ فضلا عن توفير فضاء خصب لتطوير شراكات مهنية في مجالات النشر والتوزيع للكتاب وطنيا ودوليا، وتعزيز الحوار والتبادل الثقافي والفكري.