أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، عن الشروع في عملية إحصاء الأئمة الذين التحقوا بالثورة التحريرية واستشهدوا، وكذا الذين اغتيلوا في مرحلة المأساة الوطنية، مبرزا الدور الكبير الذي قام به هؤلاء للحفاظ على الجزائر أمة مسلمة. اعتبر عيسى خلال افتتاحه، أمس، الأيام الدراسية الخاصة بمناسبة الذكرى 63 لاندلاع ثورة 1 نوفمبر، أن “نوفمبر من أيام الله التي لا يجوز أن تنسى أو تمحى” وأنه “ضمير الأمة الدينية”، داعيا الأئمة الحاضرين في اللقاء إلى تبليغ رسالة نوفمبر، و«هم لا يحتاجون إلى تعليمة وزارية ليقوموا بواجبهم تجاه أبناء وطنهم ورواد بيوت الله”. قال عيسى، إن الربط بين الحدث الوطني والديني حقيقة في الجزائر، تتمثل في صدق عاطفة الشعب، مشيرا إلى الخلفية الدينية التي صنعت نوفمبر، مبرزا أن “نوفمبر سيكون ذكرى وخيالا إذا لم نحسها، كما أحس الصحابة الكرام الغزوات”، ودعا إلى تلقين أبنائنا التضحيات الجسام التي كابدها أجدادهم من أجل عزة الوطن، مقتدين بذلك بالرسول - عليه السلام -، في سياق الوفاء للشهداء الأبرار، والثورة المجيدة التي اتخذت لها شعار “قسماً”، مستشهدا ببيت من قصيدة شاعر الثورة مفدي زكريا حينما قال “نوفمبر... بالجزائر بدرا وقمنا نضاهي صحابة بدر”، وهو تشبيه للثورة بغزوة بدر التي انتصر فيها الإسلام على الكفر. الطائفية تريد تقسيم الجزائر كما حذر الوزير عيسى من الفرق الطائفية كالأحمدية والكركرية والملاحدة التي ظهرت مؤخر والتي جاءت “لتشوه المشهد”، بالإضافة إلى الشعوذة والإباحية والتماثل وكلها “أمور غريبة جاءت لتشوش على أصالة الشعب الجزائري، والتي تريد أن تقسمه، في حين أن مذهبنا واحد”. من جهته ابرز المجاهد محمد الصغير بن علام في مداخلته البعد الوطني في الخطاب المسجدي، متوجها إلى الأئمة الذين يضطلعون بدور التوجيه والإرشاد، ومن اجل تزويدهم بالروح الوطنية انطلاقا من ثورة نوفمبر واسوة بالرسول – عليه الصلاة والسلام. فضل بن علام أن يعود للتاريخ ويبرز أسماء كاد يطويها النسيان “بل لا يعرفها الكثير من الجزائريين بالرغم من انها تركت أثارا لا تمحى”، منهم أبو مروان البوني، الذي يوجد قبره في عنابة وقد كان من كبار علماء زمانه وكان من الأوائل الذين شرحوا “الموطأ للأمام مالك” في المغرب الكبير كما أنه إمام مسجد، والذي كان في نفس الوقت قائدا للجيش البحري، وكان يصد هجمات الصليبيين على منطقة الشرق الجزائري، كما ذكر أسماء أخرى. زوخ: إذا عاد الشهداء فلن يكونوا راضين عنا أما والي الجزائر عبد القادر زوخ، فقد قال في مداخلته بالمناسبة بلغة الصراحة، “أن الشهداء الأبرار إذا عادوا إلى الحياة، فإنهم لن يكونوا راضين عنا، لأنهم تركوا لنا بيئة نظيفة ومحيطا سليما لم نحافظ عليهما”. وتحدث زوخ عن سلوكات المواطنين تجاه بيئتهم وعن التبذير في استهلاك الخبز الذي ينهى عنه الدين، مفيدا أن 10 أطنان من الخبز ترمى في المزابل أسبوعيا، بالإضافة إلى القمامات المنتشرة في الشوارع والتي عجزت مصالح النظافة في البلديات والمؤسسات ك “نات كوم”، و«إكسترا- نيت” عن الإحاطة بها، رغم تخصيص ما لا يقل عن 400 مليار سنتيم لاقتناء وسائل التنظيف وتجنيد 12 ألف عون نظافة.