اعتمدت الحركات التحرّرية في العالم وخاصة في القارة السمراء كثيرا على الفن والثقافة من أجل إعلاء كلمتها وإبلاغ رسالتها إلى الرأي العام الدولي فكان للفن السابع دورا فعالا في التوثيق للأعمال الثورية ولفك الحصار الذي يفرضه دوما المستعمر على الشعوب المحتلة. وقد شكلت السنيما روابطا هامة بين الجزائر التي أصبحت بعد الاستقلال أكبر مساند للحركات التحررية لشعوب أفريقيا مساهمة في توصيل صوت القارة السمراء إلى أوروبا والقارات الأخرى من خلال الفيلم والوثائقي. انصبّ المشاركون في ندوة النقاش تحت عنوان: الجزائر جذور افريقيا: التي نظمتها الوكالة الوطنية للنشر والاشهار بقاعة الجزائر بقصر المعارض الصنوبر البحري، موازاة مع فعاليات سيلا 2017، على الدور الفعال الذي لعبته الجزائر في مساندة حركات التحرّر بالقارة السمراء من خلال الروابط السينماتوغرافية القوية الجزائرية الافريقية. أشاد الناقد السينمائي احمد بجاوي بالمجهودات الجبارة التي قامت بها الجزائر بعد الاستقلال، خاصة خلال العصر الذهبي للسنيما الوطنية من الستينات إلى السبعينات، مشيرا إلى أن فكرة تأسيس فيديرالية السينمائيين الأفارقة انطلقت من الجزائر سنة 1969 على هامش فعاليات المهرجان الثقافي الافريقي «البناف»، خلال مؤتمر السينما الافريقي الذي شارك فيه 35 سينمائيا من القارة السمراء. وذكر بجاوي أن الجزائر التي كانت مكة الثوار هي أيضا ملاذا لرجالات الفن والثقافة من كل الجنسيات، مشيرا إلى أن المخرج السينغالي فيسمبين عصمان قد لجأ إلى الجزائر لإنتاج فيلمه التاريخي «محتشد تياوري» الذي يؤرخ لأحداث ماي 1945، وهمجية فرنسا الاستعمارية ضد الجنود الأفارقة العائدين من الحرب العالمية الثانية بعد خدمتهم العسكرية في صفوفها والذي موّل بنسبة 50 بالمائة من قبل الحكومة الجزائرية وشارك في إخراجه لخضر حمينة. وشكّل اللقاء فرصة للحديث عن أسماء لامعة في السنيما الافريقية جعلت من الجزائر وجهة لها ولعمالها التي تؤرخ الى ذاكرة القارة السمراء ونضالها التحريري أمثال يوسف شهين وإلى افلام قوية مثل معركة الجزائر والليل يخاف من الشمس والعصفورة وعودة الابن الضال والاسكندرية ليه وفيلم وهي الأعمال السنمائية التي تترجم وتعكس البعد التاريخي للعلاقات التي تربط الجزائر ب\ افريقيا سواء في النضال من أجل التحرر أو في معارك الصمود والبناء والنهوض بشعوب القارة السمراء وازدهارها. وكشفت من جهتها جازية كركب نجلة الراحل مختار كركب عن مشروع إصدار كتاب يحكي سيرة والدها أثناء وبعد ثورة التحرير الوطني، إلى جانب فكرة مشروع انجاز فيلم وثائقي يقدم ما قام به كركب الذي كان ضابطا في صفوف جيش التحرير الوطني والذي كانت له بعد الاستقلال بصمة قوية في مساعدة حركات التحرّر بافريقيا وشعوبها في نضالها من أجل تقرير المصير.