أشرف وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، أمس، على الافتتاح الرسمي لفعاليات ورشات الأشغال الخاصة بالطبعة 11 للاحتفالات بيوم الشباب الإفريقي، التي جاءت هذه السنة تحت شعار «الاستفادة من النمو الديموغرافي للاستثمار في الشباب» وكان ذلك بالمدرسة الوطنية للفندقة والإطعام بعين البنيان. شهدت الأشغال حضور كل من وزير الأشغال العمومية والنقل عبد الغني زعلان، الأمين العام لوزارة الخارجية نورالدين عيادي، إضافة إلى سفراء الدول الأفريقية، سفير دولة فلسطين التي كانت ضيف شرف الطبعة، ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد، إلى جانب طلبة ممثلين لأربعين دولة إفريقية وعدة أسماء وشخصيات لها علاقة بالشباب وسبل إيجاد الحلول المثلى لتوظيف طاقاته فيما يخدم الصالح العام للقارة الأفريقية. اعتبر ولد علي في كلمة له بالمناسبة، أن هذا اللقاء بمثابة مناسبة سعيدة لإحياء اليوم الأفريقي للشباب، الذي أطلق عليه هذه السنة شعار «الاستفادة من النمو الديموغرافي للاستثمار في الشباب» وهذا عن طريق استغلال الإمكانات والقدرات الهائلة لأفريقيا في الموارد البشرية القائمة على فئة الشباب، الذي يعد قوة التنمية والتجديد. من هذا الباب، فإن الإحصائيات الأخيرة لمنظمة الأممالمتحدة بخصوص نسبة الشباب، فإنها تمثل 60 بالمائة من المجموع العام للقارة وأكثر من 40 بالمائة سكان فاعلون». أضاف الوزير في ذات السياق، أن «الرهان المحوري للاتحاد الأفريقي من ضمن البرنامج المتعلق بآفاق 2063، يتمثل في تعبئة الشبيبة بصفة فعالة. علما أن القادة الأفارقة اتفقوا في ماي 2013 على الإسراع في وتيرة التنمية والتطور والرفاهية لكل أبناء القارة خلال 50 سنة القادمة واليوم يعود الأمر إلى الشباب الأفريقي للتغيير الإيجابي في القارة، باعتباره المحرك الحقيقي لذلك من خلال تكريسه في أجندة 2063 الذي يتمحور في التطور بالارتكاز خصوصا على قدرات ومؤهلات فئتي الشباب والنساء، مع التأكيد على ضرورة إعطاء الأولوية للطفولة وتشجيع المشاركة وإرساء ثقافة الاكتفاء الذاتي لدى الشباب. إن الجزائر تعتز اليوم بعيشها الكريم في ظل الاستقرار المبني على الوئام والمصالحة الوطنية اللذين كرسهما رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة». الجزائر تعد مثالا للاستثمار في الطاقات الشبابية واصل ولد علي قائلا: «تعمل الدولة جاهدة على وضع نصب أعينها التكفل بانشغالات الشباب في ظل السياسة الحكيمة في برنامج الرئيس وذلك من خلال إنشاء المجلس الأعلى للشباب واتخاذها جملة من التدابير والقرارات لصالح الشباب، كتدعيم التشغيل، إقرار سياسات خاصة بالتمدرس والتكوين والبحث العلمي، تطوير الرياضة والترفيه. وبحسب الديوان الوطني للإحصاء، ستعرف الجزائر عن قريب، تعداد إجمالي عدد سكانها ما يفوق 50 مليون مواطن آفاق 2030، وعليه تعمل الحكومة بكل حزم وصرامة برئاسة معالي السيد الوزير الأول وتحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية على تنويع الاقتصاد الوطني وتحرير المبادرات لخلق مناصب شغل للقضاء على البطالة وتلبية احتياجات ورغبات المواطنين المتزايدة». وتطرق إلى دور وزارة الشباب والرياضة في هذا المجال «في هذا النهج تعمل وزارة الشباب والرياضة بكل ديناميكية على بعث برامج تنموية لفائدة الشباب، على غرار المبادرات الأخيرة المتمثلة في القافلة المقاولاتية للشباب، التي أعطينا إشارة انطلاقها يوم الفاتح نوفمبر 2017 وهي عملية بالدرجة الأولى إعلامية، تحسيسية، لمرافقة الشباب الحامل للمشاريع على نطاق واسع، لأن اعتقادنا الراسخ يهدف للإسراع في وتيرة التحولات الاقتصادية وبسط قواعد التطور الاجتماعي والاقتصادي في تدعيم الاستقرار على كافة الأصعدة، يجعل قارتنا الأفريقية ملزمة ومطالبة بترقية الروح المؤسساتية لدى الشباب الأفريقي ولهذا أتوجه لكم في هذه الكلمة لممثلي الشباب الأفريقي للاجتهاد في تجديد قارتنا». للإشارة، فإن الأمين العام لوزارة الخارجية ألقى كلمة تطرق فيها إلى التحديات الكبيرة التي تنتظر الشباب الأفريقي في أفاق 2063 من خلال العمل الجماعي لكل الفاعلين في القطاع وقادة الدول الأفارقة لوضع الأسس المثلى للاستفادة من طاقات شباب القارة الهائلة وحمايتها من الأخطار التي تحدق بها وفي الطليعة تجند من الإرهاب، المخدرات، الهجرة غير الشرعية حتى نستطيع بناء القارة الأفريقية وجعلها أكثر تقدما في كل المجالات خلال السنوات القادمة. استغلال الطاقات الشبابية الهائلة لأفاق 2063 كما أكد الأمين لوزارة الخارجية خلال تدخله، أمس، في افتتاح أشغال الورشات الخاصة بيوم الشباب الإفريقي، أن الدولة الجزائرية سطرت برنامجا طموحا لأفاق 2063 من أجل استغلال الطاقات الشبابية الهائلة من خلال المنطلق الذي ينص على العلاقة المباشرة الموجودة بين التنمية والشباب، لأنها تعتبر السلاح الأمثل ضد الآفات والمخاطر التي تهدد القارة الأفريقية والمتمثلة في الإرهاب الذي أضحى الهاجس المباشر، الراديكالية والهجرة غير الشرعية تطرق عيادي أيضا، إلى الحلول التي تنتهجها الجزائر في هذا المجال، انطلاقا من تجربتها، لأن الرهان يتحقق إلا بتضافر جهود الجميع من قادة أفارقة وكل الفاعلين في القطاع لوضع الأسس المثلى للاستفادة من طاقات الشباب الذي يشكل النسبة الأكبر في أفريقيا وحمايته من الأخطار التي تحدق به، لأن هذه الفئة هي الأساس حتى نستطيع بناء القارة الإفريقية وجعلها أكثر تقدما في كل المجالات خلال السنوات القادمة. وأضاف الأمين العام للخارجية الجزائرية، أن التقدم مرهون بفئة الشباب في الخمسين سنة القادمة، لهذا تندرج ضمن المحاور الأساسية لسياسة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والتي تعد نقطة هامة لدى كل قادة الدول الأفارقة وأدرجت في أجندة آفاق 2063 للاتحاد الإفريقي من أجل تطبيق العمل الذي يقوم على طاقات الشباب في الخمسين سنة القادمة من أجل الاستثمار في هذه النقطة التي تعد ثروة هامة وكبيرة بالنسبة للقارة من اجل التطور في المجال الاجتماعي والاقتصادي لكل البلدان. وذكر ذات المتحدث ، أن هناك نسبة كبيرة من الإطارات الإفريقيين الذين تكوّنوا في الجامعات الجزائرية وعددهم مئة ألف إطار من كل الدول الإفريقية مع تخصيص 5000 منحة لهم على مدار السنة.