نظمت مؤسسة "فنون وثقافة"، أول أمس، بفضاء "بشير منتوري"، حفلا على شرف الفائزين في الطبعة التاسعة عشر لمسابقة الكلمة المعبرة تحت عنوان "أوّل نوفمبر 1954، 70 سنة من بعد" ومسابقة القصة القصيرة في طبعتها السابعة عشر بعنوان "قصيدة لفلسطين". كما عرفت الفعالية تقديم الدكتور عاشور فني لمداخلة بعنوان "الثورة التحريرية الجزائرية في الأدب العالمي". بداية، قرأ، رئيس لجنة تحكيم مسابقتيّ الكلمة المعبرة والقصة القصيرة، البروفيسور عبد الحميد بورايو تقرير نتائج هاتين المسابقتين اللتين نظمتا أيضا في اطار الاحتفال بسبعينية الثورة التحريرية، فقال إنه تم انتقاء 23 نصا (17 باللغة العربية و5 باللغة الفرنسية) بالنسبة لمسابقة القصة القصيرة، ليكشف عن أسماء الفائزين وهم: ميلود كاس الذي فاز بالجائزة الأولى في مسابقة القصة القصيرة المكتوبة باللغة العربية عن قصته "صفحات هشة من سيرة رجل صلب"، كما ظفر مصطفى بن دهينة بالجائزة الثانية عن قصته "قابلة من زمن الكفاح" في حين نالت حميدة لغويطر الجائزة الثالثة عن قصتها "بين أزمنة مرهقة". أما في شطر اللغة الفرنسية لمسابقة القصة القصيرة، فاز زيان قديم بالجائزة الأولى بقصته "ماء الورد لا يكذب"، بينما نال محمد رحماني الجائزة الثانية عن قصته "الثورة التحريرية في قسم التاريخ". أما الجائزة الثالثة فعادت للخضر عمراني بقصته "معمودية النار". وأشار بورايو إلى حجب القصص المكتوبة باللغة الأمازيغية بسبب مشاركة نص واحد فقط، لينتقل الى نتائج مسابقة الشعر باللغة العربية التي بدورها تنقسم الى شعر فصيح وشعر ملحون. أما في الشعر الفصيح، فقد ظفر خليل عباس بالجائزة الأولى بقصيدة "بانوراما لفلسفة الضوء". الجائزة الثانية لعائشة جلاب عن قصيدة "فتيل من سراج غزة" والثالثة لرشيد دحمون بقصيدة "نشيد الطوفان". بينما في الملحون، عادت الجائزة الأولى لعبد الغفار عبد الحفيظ بقصيدة "صرخة القدس" والثانية لعطية عمارة بقصيدة "زهرة المدائن" فيما حجبت الجائزة الثالثة. ولاحظت اللجنة ضعف مستوى القصائد المشاركة باللغة الأمازيغية ليتم حجب الجائزتين الأولى والثانية وتسلم الجائزة الثالثة لعثمان بن مدور. وحجبت أيضا الجائزة الأولى للشعر المكتوب باللغة الفرنسية، لتحصل دليلة بومغار على الجائزة الثانية بقصيدة "سلام حب" ونور الدين بن عمارة على الجائزة الثالثة عن قصيدة "فسطين". بالمقابل، قدم الدكتور والشاعر عاشور فني مداخلة بعنوان "الثورة التحريرية الجزائرية في الأدب العالمي"، قال فيها إن مؤسس الشعر الجزائري الحديث هو الهادي السنوسي الزاهري الذي صدرت له أشعار عام 1926، أيضا ظهرت الكتابة المسرحية الجزائرية في فترة الاستعمار الفرنسي قبل اندلاع الثورة التحريرية حتى النصوص السردية كانت لها مكانتها وهذا قبل أن يكون للحركة الوطنية الجزائرية أدبها الخاص واسماؤها التي تشدو لها وتتقاطر وطنية، فظهرت العديد من القصائد الثورية والملاحم مثل قصيدة أبو قاسم سعد الله التي ألفها عام 1957 وقال في مقدمتها: "يارفيقي لا تلمني". تلتها قصائد محمد صالح باوية وطاهر خباشة وغيرهم. وأضاف فني أن الكثير من الشعراء والكُتاب واصلوا تقديم ابداعهم بعد الاستقلال، كما تأثر العرب أيضا بالثورة التحريرية فكتبوا عنها وهو ما كشف عنه العديد من المؤلفين الجزائريين مثل عثمان سعدي في مؤلفه "الثورة الجزائرية في الشعر العربي" وعبد الله شريط في كتابه "الثورة الجزائرية في الصحافة الدولية". وذكر فني كتابة الكثير من الشعراء العرب عن الثورة الجزائرية مثل السياب ومهدي جواهري بالإضافة الى اهتمام الغرب بها مثل الشاعر الكبير رويس أراغون الذي كتب ديوانه المشهور "مجنون إلزا" عن الجزائر. وكذا بيان 121 مثقف الذي وّقعه مثقفون فرنسيون، من بينهم سارتر، مناهضة للاستعمار. بالإضافة الى دور شبكة جونسون لحاملي الحقائب في نصرة القضية الجزائرية. وقدم فني عدة احصائيات حول موضوع المحاضرة، فقال إنه عام 1970 نشر في فرنسا 805 كتاب عن الثورة الجزائرية، وفي عام 2023 نشر 502 كتاب حول نفس الموضوع بنفس البلد، ما يظهر جليا اهتماما كبيرا بالثورة التحريرية في هذا البلد. كما تطرق المحاضر الى دور فرانس فانون الكبير في التعريف بالثورة التحريرية الجزائرية في العالم، خاصة بعد ترجمة كتاباته وأعماله الى اللغة الانجليزية، ليدعو المحاضر الى إعادة قراءة الثورة ليس من منظور السلاح والرصاص بل من منظور ثقافي. للإشارة، قرأ بعض المتوجين أعمالهم الفائزة، نذكر خليل عباس الذي قال في قصيدته "بانوراما لفلسفة الضوء": كنغمة في المدى المبحوح أعزفها غيبية من فم الأجراس أحرفها مواكب النور صوت العرش حين دنت مخضّل من دم الأبرار مصحفها. أما عبد الغفار عبد الحفيظ فقال في قصيدته "صرخة القدس » : سهلي يارب في قولي نبدا قول انما يبداش بسمك ذا مردود من مدة قلب معلق في رفدا حب افرفر والقضا عندو مسدود أما رشيد دحمون في قصيدته "نشيد الطوفان" : يتصاعدون أعزة وكراما ملأوا الطريق الى السماء زحاما لم يعبأوا بالنار فوق رؤوسهم لم يشعروا بالسقف صار حطاما وكذا عطية عمارة في قصيدته "زهرة المدائن": «يا زهرة المدن يا احلى زهرة يامن فيكي ريحة الوليا لخيار ارض الانبياء بيهم مشهرة ومهد الرسالات للشرفا لطهار".