تقيم الرسامة يمينة العيفة معرضها "الفن والجمال" برواق "عائشة حداد" إلى غاية 28 نوفمبر الجاري، حيث نسمت هذا الرواق بعطور الورد وبالوجوه الحسان وبالطبيعة الخلابة التي ترافق التراث حيثما حل واستقر. التقت "المساء" الفنانة في يوم افتتاحها للمعرض مستقبلة ضيوفها من الزوار ومبتهجة بهذا المعرض الأول لها بالعاصمة، إذ لم تعرض قبلها سوى في بجايةوسطيف وقسنطينة، وقالت إنها قادمة من ولاية بجاية التي تقيم فيها منذ سنوات بعد زواجها وانتقالها من مسقط رأسها سطيف اليها، علما أنها تعمل مهندسة معمارية (رئيسة مصلحة) . مشيرة إلى أنها حملت معها 22 لوحة ركزت في أغلبها على عنصر الجمال والأمل، مؤكدة أن الجمال يبقى ابن الطبيعة والمرأة بلا أدنى شك. عن تناثر الورد في كثير من لوحاتها أشارت إلى أن ذلك يعكس حب الجمال خاصة من المرأة التي تعلقت دوما بالورد ربما –كما تقول- لأنها هي وردة في حد ذاتها . سألتها "المساء" عن الفرق بين مختلف الورود التي تقدمها من كل صنف ونوع (علما أن بعضها رسمته في تونس)، فأشارت إلى أن الفرق يكمن في استعمال التقنيات والألوان، لا غير فكل الورود والأزهار جميلة تعكس الحياة والأمل والفرح. أوضحت الفنانة أنها تميل أكثر للورود البيضاء كونها الأمل نفسه في وجدانها، تبعث على التفاؤل والحياة وتجعل النفس أكثر إقبالا على كل ما هو جميل تختاره وتستمتع به كي لا تقف عند ما يعكر الخاطر والمزاج، فكل ما يرتبط بالورد جميل مثل قطرات الندى وإطلالة الشمس الهادئة وباقات المناسبات السعيدة وهكذا. رسمت الفنانة أيضا لوحات في التراث منها لوحة "القصبة"، وعنها قالت إنها تراث عالمي وبالتالي فمن غير اللائق تجاوزها في المعرض، فهي تعكس التاريخ والهوية وكل أمر جميل وزاخر. من اللوحات التي تحدثت الفنانة عنها ل "المساء" لوحة "تسليث" وتعني العروس تلبس ثوبا تقليديا وتضع الحلي الجميلة لتقول "جعلتها امرأة جزائرية أمازيغية، لكني تعمدت أن يكون وجهها لا يحمل نفس تقاطيع وملامح الجزائرية الأمازيغية، وجعلت من الوشاح الذي تلف به شعرها يشبه ذلك الوشاح الأفريقي لأعطي بعدا عالميا لتراثنا الوطني". تتوالى لوحات المرأة منها تلك المتعلقة بسر الألم الذي تخفيه المرأة رغم حملها الأثقال على كاهلها الناعم والضعيف خدمة لغيرها، كذلك لوحة "الجمال المخفي" تظهر فيه سيدة حسناء بظهرها الملفوف بالحرير الناعم، وغير بعيد عنها يظهر جمال مخفي آخر من خلال سيدة يختفي رأسها الجميل تحت باقة ورد بديعة وهو دليل على أن الجمالين واحد بين المرأة والورد. أكدت الفنانة أنها تلتزم بالأسلوب الواقعي، وأنها لا تميل البتة للتجريدي ولا تتعاطاه، كما أنها لا تخوض في قضايا الراهن ومسائل السياسة وغيرها ماعدا في بعض الحالات مثل الحرب على غزة، لذلك خصصت لهذا المعرض لوحة عن غزة بعنوان "فلسطين" تظهر أما تحمل طفلها لحمايته من هول الحرب ووراءها النيران تشتعل نتيجة قوة وكثافة القصف. عن علاقتها بالفن التشكيلي، قالت إنه عندها هواية وأنها فنانة عصامية لم تتعلم أبجديات الرسم ولا تقنياته في أي مكان، لكنها ذكرت أن والدها المتوفى كان رساما وكانت هي مولعة بما يرسمه وكان يشجعها على الرسم ويرافقها، وحين وفاته هجرت الريشة وأدوات الرسم ل8 سنوات ثم انطلقت نحو مسارها الفني على الرغم من أن التجربة في عمومها ليست سهلة، فهي تؤكد أنها تقوم بعدة مهام وأعمال في نفس الوقت فهي أم وزوجة ومهندسة مرتبطة بمهنتها وهي أيضا فنانة، لكن يبقى الرسم، كما تضيف، متنفسها من كل الضغوط. أكدت الفنانة أنها زارت الأردن في أكتوبر الماضي للمشاركة في المعرض الدولي للفنون التشكيلية ممثلة للجزائر، بحضور الكثير من دول العالم ولاقت هناك التشجيع والإعجاب وقد زارها في معرضها سفير الجزائر هناك مشجعا لها، علما أنها قدمت لوحة "أمل" وهي موجودة في المعرض الجارية فعالياته تصور امرأة كأنها تتنفس الصعداء وتقبل مجددا على الحياة. كما أكدت المتحدثة أنها زارت تونس مرتين للمشاركة في معرض دولي آخره تحصلت فيه على الجائزة الثالثة ، متمنية بالمناسبة أن تنظم عندنا في الجزائر مثل هذه المعارض الدولية الكبرى. في الأخير، عبرت الفنانة عن وفائها لريشتها وألوانها (ترتبط أكثر بالهادئة منها) وكذلك بوظيفتها كمهندسة عمرانية قائلة "لن أفرط في كليهما أبدا" مؤكدة أن الرسم هو علاج لها.