أكثر من 19 مليار دينار في 9 أشهر دق المدير العام للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء تيجاني حسان هدّام، أمس، ناقوس الخطر من تفاقم حوادث العمل والأمراض المهنية، مشيرا إلى أنه لم يعد كافيا تصنيفها بين حادث ومرض ما يستدعي - حسبه- تكثيف الجهود لمنع مالا يحمد عقباه عبر البرنامج الوقائي للصندوق الذي يعمل على تكثيف نشاطاته ووضع السبل الكفيلة لضمان السلامة والتخفيف من العواقب الوخيمة المنجرّة عن عدم الالتزام بالتدابير الحمائية الوقائية. أوضح هدّام خلال افتتاحه المؤتمر الدولي للوقاية من المخاطر المهنية بقاعة علي معاشي بالشركة الجزائرية للمعارض والتصدير»صافكس»، أن الصندوق أحصى 51552 حادث عمل أي ما يعادل 7 حوادث بين ألف عامل، من بينها 533 حادث مميت خلال سنة 2016، حيث يعد قطاع البناء والأشغال العمومية أكثر القطاعات عرضة لحوادث العمل بنسبة 43٪ والخدمات ب26٪ والحديد الصلب ب 9.41٪. أما النفقات فقد تجاوزت 27 مليار دج في مجال التكفل بحوادث العمل والأمراض المهنية، في حين بلغت بداية من جانفي 2017 إلى غاية 30 سبتمبر المنقضي أكثر من 19 مليار دج. فيما يخص الأمراض المهنية تم تسجيل 517 مرض تراوحت بنسب متفاوتة بين الصمم ب25٪، السل المهني ب 04٪ والخلل في النطق ب8٪. بحسب هدّام، يشكل المؤتمر فرصة سانحة للاستفادة من التجارب الأجنبية التي ستعرض خبراتها خلال المؤتمر ولتبادل المعارف بين أرباب العمل وممثلي العمال وأخصائيي الوقاية ما يتيح الفرصة لإيجاد الحلول المناسبة للمحافظة على سلامة وصحة العمال داخل المؤسسة. من جهتها، أوضحت د. فريدة إيلاس، مديرة المعهد الوطني للوقاية من الحوادث على مستوى «الكناس»، أن هناك الكثير من النصوص القانونية التي يمكن تطبيقها في هذا المجال، غير أن الملاحظ هو عدم تطبيق هذا الإطار القانوني، حيث تقع المسؤولية الأولى على رب العمل، مشيرة إلى أن هذا لا يعفي العامل من المسؤولية حيث لابد عليه أن يلتزم بالتدابير الوقائية والمطالبة بتحسين ظروف العمل لتفادي الأخطار المهنية. بدورها تحدثت مديرة الوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية على مستوى «الكناس» د. فتيحة طيار عن الإحصائيات ودورها الفعال في إعطاء صورة حقيقة عن الوضعية المسجلة في أوساط العمل كونها تمثل مؤشرات يرتكز عليها البرنامج الوقائي للصندوق وعلى أساسها يتم تكييفه عبر توجيه الحملات التحسيسية والتوعوية والتكوين للفئات الأكثر تعرضا للحوادث أو الأخطار والأمراض المهنية، مشيرة إلى أن ذلك سمح لها حتى باستهداف مستعملي التكنولوجيات الحديثة ومختلف شبكات التواصل الاجتماعي لتعريفهم بالتطبيقات المثلى في استخدامها دون إيذاء أنفسهم. في المقابل أشارت طيار إلى أنه لحد الآن الصندوق مازال يتعامل مع الأخطار التي يمكن التحكم فيها من خلال بعض الوسائل والتدابير البسيطة الوقائية وتحسيس العامل. يشار إلى أن تنظيم هذا النشاط الأول من نوعه والمنظم بالتعاون مع «باتيمتيك» يندرج في إطار إستراتيجية الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء الرامية إلى الوقاية من المخاطر المهنية والحفاظ على سلامة العمال بأوساط العمل، والتوعية والتحسيس بأهمية هذا الجانب بالنظر لانعكاساته الإيجابية سواء على المؤسسة أو العامل. سيناقش هذا الحدث الدولي عبر مداخلات ثرية على مدار ثلاثة أيام يعرضها 53 محاضرا ومتدخلا مواضيع متعددة تتمحور حول سبل ترقية وتكريس ثقافة الوقاية في المؤسسة، والطرق الناجعة للوقاية من المخاطر المرتبطة بالاحتكاك بالمواد الكيميائية لاسيما المسرطنة والمسممة منها. بالموازاة مع المؤتمر الدولي للوقاية من المخاطر المهنية تم تنظيم صالون عرضت فيه مختلف النشاطات والوسائل والآليات الهادفة إلى تحسين ظروف وأماكن العمل والتقليل من المخاطر المهنية باختلاف أنواعها.