يكشف اللاعب الدولي، ياسين بزاز، في هذا الحوار، عن عدة أمور كان يحتفظ بها في خلجات نفسه، بعد إصابته في أنغولا وعودته إلى فرنسا مضطرا بغية العلاج، حيث كشف عن أدق التفاصيل وعن كيفية تعرضه للإصابة بسبب أرضية الميدان التي وصفها بالكارثية، ولم يتردد بزاز في الكشف عن الطريقة التي تابع بها مباريات "الخضر" من فرنسا، كما أوضح أنه لم يتعرض لمضايقات من قِبل إدارة فريقه وأنه لا يفكر في تغيير الأجواء وأمور أخرى على بالغ من الأهمية قال أنه يكشف عنها لأول مرة ...تابعوا... بداية، كيف حالك بعد العملية الجراحية التي أجريتها؟ بخير، الحمد للّه العملية كانت ناجحة وحظيت باهتمام بالغ سواء من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أو من فريقي ستراسبورغ، وصراحة هذا الاهتمام خفف من حدة الآلام التي كنت أعاني منها، وعموما هذا قضاء اللّه وقدره ولا يمكن أن نهرب من "المكتوب". إذن غادرت المستشفى؟ أجل غادرت المستشفى وأنا الآن أتواجد في بيتي وأخضع للعلاج اللازم مع التنقل إلى المستشفى يومين في الأسبوع، للخضوع للمراقبة الطبية وسأبقى على هذا الحال لمدة أكثر من شهرين حسب ما أكده لي الطبيب الذي سمح لي بمغادرة المستشفى يوم الجمعة الفارط. قلت أن إدارة فريقك وقفت بجانبك، هل هذا يعني أنهم لم يغضبوا منك على مشاركتك وإصابتك مع المنتخب؟ في الحقيقة إدارة فريقي تعاملت معي باحترافية كبيرة، فبالرغم من أني مرتبط بعقد مع الفريق وأدرك جيدا أنهم بحاجة ماسة إلى خدماتي إلا أنهم لم يتخلوا عني ووقفوا بجانبي بعد عودتي من أنغولا دون أن يؤثروا على معنوياتي سلبا، خصوصا وأني كنت جد متأثرا من الإصابة التي تعرضت لها والتي حرمتني من إكمال المغامرة الإفريقية رفقة المنتخب الوطني. نفهم من كلامك أنه لا يوجد أي مشكل بينك وبين فريقك ستراسبورغ حاليا؟ الحمد للّه، إلى حد الآن لا يوجد أي مشكل مادام أنهم لم يعترضوا طريقي في البداية للمشاركة مع منتخب بلادي، وكانوا يعلمون أني معرض للإصابة شأني شأن كامل زملائي، وصراحة خرجة إدارة فريقي زادت من تعلقي بالنادي لأني أدركت أنهم لا يتخلون عني في وقت الشدة. هل هذا يعني أنك ستجدد عقدك؟ في الحقيقة عقدي ينتهي جوان المقبل، وبعدها إذا كانت هناك نية لدى إدارة فريقي لتجديد عقدي فسأدرس العرض بجدية، ولم لا أجدد مادام أن إدارة فريقي لم تقصّر في حقي، وحتى وإن غادرت فمستقبل اللاعب غير مرتبط بنادٍ واحد وسأحرص على أن أترك مكاني نظيفا وسأحاول بعث مشواري الكروي في نادٍ آخر. علمنا أن هناك أندية مهتمة بك وتريد خدماتك، هل هذا صحيح؟ فترة الميركاتو انتهت، وكما قلت لك عقدي ينتهي في نهاية الموسم، وحتى أكون صريحا معك، لا يوجد أي عرض رسمي، وكل ما يقال هنا وهناك مجرد اقتراحات لمناجرة، كما أني لا يمكن أبدا أن أفكر في تغيير الأجواء في ظل الظروف الحالية، فأنا مصاب ومرتبط بعقدٍ ساري المفعول مع فريقي. يظهر أن أرضية الميدان في لواندا كانت كارثية؟ هذا أمر مفروغ منه، أظن أنكم جميعا شاهدتم أرضية الميدان ولست اللاعب الوحيد في المنافسة الذي تعرض لإصابة من جراء أرضية الميدان، وكنا نضطر عادة لتغيير الأحذية ولكن هذا لم يجد نفعا أمام سوء الأرضية، وهناك أمر أريد أن أضيفه لو سمحت... أجل بالطبع تفضل. صدقني، في اللقطة التي تعرضت فيها لإصابة أدركت أني لن أتمكن من مواصلة اللعب رفقة زملائي لأن سقوطي لم يكن بطريقة عادية حيث أحسست بآلام حادة على مستوى الركبة، وحاولت استجماع كامل قواي لإكمال المباراة، ولكني لم أتمكن من ذلك أمام اشتداد الآلام التي لم أقو على تحمّلها. وماذا قال لك طبيب المنتخب الوطني بعد أن فحصك في المرة الأولي؟ طبيب الفريق الوطني لاحظت أنه تحدث مع مساعده على انفراد بعد أن عاينني، ولكنه لم يشأ إخباري بالحقيقة في البداية حتى لا يؤثر على معنوياتي، ولكني أحسست أن هناك أمرا غير عادي باعتبار أن الآلام كانت حادة للغاية، وفي اليوم الموالي اضطر ليخبرني بالحقيقة بعد أن كشف عن الأشعة واستقروا على ضرورة مغادرتي في القريب العاجل، للخضوع لعملية جراحية في فرنسا. وكيف كان إحساسك حينها؟ بالطبع أحسست باكتئاب كبير، باعتبار أني كنت آمل في مواصلة المشوار رفقة زملائي، وصدقني بكيت بحرقة ليس لتعرضي للإصابة بل لعدم تمكني من مواصلة المشوار رفقة زملائي، لكني وبمرور الوقت استسلمت للأمر الواقع. وهل تحدث معك المدرب سعدان؟ أجل تحدث معي المدرب سعدان وحاول الرفع من معنوياتي، وقال لي بصريح العبارة أني لم أقصر في حق منتخب بلدي ولكن الإصابة التي تعرضت لها تحتم عليّ العودة إلى فرنسا للعلاج، وقال أيضا أنه يقدّر المجهودات والتضحيات التي قمت بها مع المنتخب وكل هذا الكلام رفع من معنوياتي كثيرا. وماذا عن الرئيس روراوة؟ حتى أختصر الكلام.. أقول أن كل زملائي والطاقمين الفني والإداري وقفوا إلى جانبي ولم يتخلوا عني في وقت الضيق، وكلهم تأسفوا للإصابة التي تعرضت لها، والرئيس روراوة بدوره تحدث معي وحاول مواساتي ورفع معنوياتي وتكفل بالحجز لي بسرعة حتى يتسنى لي التنقل إلى فرنسا لإجراء العملية الجراحية، ولم يتوقف عند هذا الحد، بل كان يتصل بي بانتظام ليطمئن على صحتي وكل هذه الأمور حفّزتني كثيرا وأحسست أني لست لوحدي. كيف كنت تتابع مباريات المنتخب الوطني من فرنسا؟ صحيح أني غادرت أنغولا باتجاه فرنسا بغية العلاج، لكن قلبي ظل معلقا مع المنتخب الوطني وتابعت كل المباريات وعشتها بكل جوارحي ولا يمكن أن أصف لكم سعادتي بالفوز الذي حققناه على حساب منتخب كوت ديفوار، إلى درجة أني صرت أقفز دون أن أولي اهتماما للإصابة، ففي تلك المباراة أظهر زملائي الوجه الحقيقي للمنتخب الوطني المقبل على خوض المونديال. وماذا عن مباراة مصر؟ لا أريد الحديث عن هذه المباراة، أريد نزعها من ذهني تماما، لأن ما حدث لنا في تلك المباراة يندى له الجبين، ولن أختلف عن تصريحات زملائي لأن الحكم كوفي كودجيا هو الذي هزمنا وليس المنتخب المصري، فبعد طرده لثلاثة لاعبين لم تعد المباراة متكافئة، وبالنسبة لي لم ننهزم أمام مصر بل الحكم هو من هزمنا، حتى هنا في فرنسا يقرّون بأن الحكم كان النقطة السوداء في المباراة حيث أنه أفقدها نكهتها. إذن ترى أنه كان بإمكان "الخضر" بلوغ النهائي؟ هذا أمر مفروغ منه، هزمنا المنتخب المصري في مناسبتين والتاريخ يشهد أنه لم يفز علينا مطلقا في أرض محايدة، لكن سلطة الحكم كوفي كودجيا المتحيز كسّرت القاعدة، ورغم هذا أنا متأكد أن المصريين في قرارة أنفسهم يدركون أنهم لم يفوزوا علينا بطريقة رياضية، والفريق الوحيد الذي كان قادرا على مزاحمتهم في اللقب هو المنتخب الوطني الجزائري. ما تعليقك عن الاستقبال الذي حظي به المنتخب الوطني حين وصوله إلى الجزائر؟ أمور كهذه ليست جديدة على الجمهور الجزائري الشغوف بحب منتخب بلاده، صحيح أن احتلال المرتبة الرابعة في نهائيات كأس أمم أفريقيا يعد إنجازا في حد ذاته، وكل ما يمكنني قوله أني كنت أتمنى أن أحظى بنفس الاستقبال مع زملائي، ولكن للأسف الشديد الإصابة حالت دون ذلك، لكني أعد الجميع بالبقاء وفيا للمنتخب الوطني وأن ألبي الدعوة كلما كنت قادرا عليها. في ظل الظروف الحالية بات من المؤكد أنك لن تشارك في المونديال؟ اللّه غالب... هذا قضاء اللّه وقدره، يجب تقبل الأمور كما هي، الأكيد أنه لا يوجد أي لاعب في هذا العالم يرغب تضييع فرصة المونديال، ولكن هناك أمور خارجة عن نطاقي، المهم بالنسبة لي أن أواضب على العلاج حتى أشفى نهائيا وتضييعي للمونديال ليس نهاية العالم، وحتى وإن لم أتمكن من المشاركة فسأكون إلى جانب زملائي. ماذا تقصد بالضبط؟ كنت أريد المشاركة هذا أمر مفروغ منه، لكن إصابتي حالت دون ذلك، لكن هذا لن يمنعني من أكون مع زملائي كضيف شرف في المونديال، وأقولها من الآن سأكون المناصر رقم واحد لمنتخب بلادي، لعلي أتمكن من منحهم الدفع المعنوي اللازم، فمثلا تواجد ڤواوي معنا في أنغولا ساهم في رفع معنوياتنا بشكل كبير، بالرغم من أنه لم يتمكن من المشاركة. نحس من خلال حديثنا معك أنك جد متأثر؟ يا أخي ليس من السهل أن تشارك في كل المباريات التصفوية لبلوغ المونديال وتسجل أهدافا حاسمة وفي الأخير تجد نفسك غير قادر على المشاركة في الحلم الذي ضحيت من أجله، فمن الطبيعي أن تجدني متأثرا ولكن أولا وأخيرا يجب أن نقتنع أن كل شيء ب"المكتوب". يدور حديث في الآونة الأخيرة عن استدعاء لاعبين جدد، ما تعليقك؟ هذا من صلاحيات المدرب والطاقم الفني، لا يمكنني التعليق على هذه القضية، وكل ما يمكنني قوله أني مع استدعاء أي لاعب بإمكانه أن يمنح الدفع الإضافي اللازم، فالمنتخب الوطني ملك لكل الجزائريين وأنا شخصيا وبالرغم من أنه من الصعب على أي لاعب أن يقول كلاما كهذا، أقول أنه إذا كان هناك لاعب أحسن مني فأنا مستعد لترك مكاني، لأن المصلحة العليا للمنتخب تستدعي وضع كل الاعتبارات الشخصية جانبا، وصراحة سمعت عن عدة لاعبين جزائريين يلعبون في أوروبا لديهم من الإمكانيات ما يؤهلهم لحمل الألوان الوطنية. وهل يمكن أن تذكر لنا بعض أسماء هؤلاء اللاعبين؟ من فضلك لا تحرجني لأني لا أريد أن أذكر أسماء، فكما قلت لك سابقا هذه الأمور من صلاحيات الطاقم الفني وهو الوحيد المخول له استدعاء اللاعبين مثلما يشاء وهناك بعض الأخطاء حدثت في السابق أريد تفاديها. وماذا عن لحسن؟ (يبدوا أنك تحاول استدراجي بشتى الطرق والوسائل)..لحسن لاعب ممتاز ووسط ميدان من الطراز الرفيع، بدليل أنه يلعب في البطولة الاسبانية، أقوى بطولة في العالم حاليا، أظن أنه قادر على منح دفع إضافي للمنتخب، لكن شيء يتوقف على خيارات الطاقم الفني، وأنا أرحب بلحسن من الآن في المنتخب الوطني. لكن التدعيم ضروري قبل خوض تحديات المونديال، أليس كذلك؟ الأكيد أن المستوى سيكون مرتفعا في المونديال وأكثر بكثير مما كان عليه الحال في نهائيات كأس أمم إفريقيا، وبكل تواضع منتخبنا يتكون من لاعبين محترفين في أقوى النوادي الأوروبية وأنا متأكد من أن زملائي سيخوضون مباريات المونديال دون أي مركب نقص، وإذا كان هناك لاعبون جدد بإمكانهم منح الدفع الإضافي اللازم للمنتخب فمرحبا بهم. أصبحنا نتلقى مكالمات هاتفية بالجملة من المعجبات بكم يريدون الحصول على أرقام هواتفكم، ماذا تقول في هذه القضية؟ (يضحك ثم يجيب).. كنت أظن أنك ستطرح عليّ سؤالا آخرا بخصوص المنتخب ومشاركته في المونديال، ولكنك خالفت كل توقعاتي، أولا نتشرف بأن نحظى باهتمام أنصار منتخبنا بغض النظر عن كونهم رجالا أو نساءً، أما بخصوص قضية أرقام الهواتف فمن فضلكم لا تثيروا لنا المشاكل. ماذا تقصد بالضبط؟ ما أقصده واضح، كل واحد منا لديه التزامات عائلية، نقدر حقا شعور المعجبات وهذا يزيدنا فخرا واعتزازا، لكن لا يمكن أن تصبح أرقام هواتفنا الشخصية عند العام والخاص، وما دام أنك فاتحتني في هذا الموضوع أقول أننا سنفرحهم بأداء جيد فوق أرضية الميدان وسنظل أوفياء لهم إن شاء اللّه. أفضل أن أفسح لك المجال لتقول ما شئت في الختام. أشكر كل الذين وقفوا إلى جانبي في محنتي، وخصوصا زملائي وكل القائمين على المنتخب بداية بالرئيس روراوة والمدرب سعدان وكذا أعضاء الطاقم الإداري لفريقي الحالي ستراسبورغ، الذين أحسست أنهم لم يتخلوا عني بعد إصابتي، بالرغم من أنهم كانوا بحاجة ماسة إلى خدماتي، أنا جد متأثر من عدم قدرتي على المشاركة في المونديال إلا أني أتمنى كل التوفيق لزملائي، وسأكون إلى جانبهم والمناصر رقم واحد لهم، دون أن أنسى تحية أنصارنا الذين وقفوا معنا في كل الظروف والأحوال