بدا واضحا، على أن كل المصريين مذعورين من القرارات المنصفة التي ستتخذها في حقهم هيئة الفيفا، بعد جلسة الإستماع التي تمت أمس، إذ لم ينتظر الفتى الجميل مدحت شلبي كثيرا وبادر بإطلالة على قناة مودرن سبورت في برنامجه، مساء الأنوار، كشف من خلالها عن أن سمير زاهر رئيس إتحاد الكرة المصري تلقى تعليمات من جهات سيادية بعدم تقديم أي اعتذار للجانب الجزائري بشأن الأحداث التي صاحبت لقاءات منتخبي البلدين ضمن منافسات تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2010. وأكد شلبي أنه إذا كانت مصر أخطأت في حق الجزائر قبل مباراة الجولة الأخيرة في ذات التصفيات والتي أقيمت يوم 14 نوفمبر العام الماضي، في المقابل مارس الجزائريون أبشع صور الإرهاب – حسبه - ضد الجماهير المصرية التي سافرت للسودان. ووجه شلبي اتهاما شديد اللهجة لمحمد روراوة، عندما حذر رئيس الفاف من استغلال منصبه كعضو في لجنة الإنضباط بالفيفا في استصدار عقوبات ضد مصر، قائلا...أحذر روراوة من اللعب بالنار والتأثير على زملائه في لجنة الإنضباط لتوقيع عقوبات رادعة على مصر، لأن ذلك سيعيد دوامة الكراهية بين شعبي البلدين بعد أن شهدت الفترة الأخيرة هدوءا نسبيا. فضلوا لغة الوعيد والتهديد..مع بلد الثوار ولم يكن للناطق الرسمي لإتحاد الكرة المصري، مدحت شلبي، الظهور على الشاشة وفتح ملف الأحداث التي طبعت لقاء مصر أمام الجزائر في القاهرة وبتلك اللهجة، لو لم يدرك أنه لا مناص من صدور عقوبات صارمة من الفيفا تعاقب من خلالها مصر، كما أن الجهات السيادية التي تحدث عنها بكل فخر واعتزاز تكون بدورها أدركت أن الجزائريين لن يفرطوا في دماء أبنائهم التي سالت في أرض كنا نظنها ستحتضنهم، الأمر الذي جعله لا يكتفي بالتذكير أن زاهر تلقى تعليمات بعدم الإعتذار وفقط، وإنما راح ينتهج لغة الوعيد والتهديد التي لن تجدي نفعا مع أبناء الثوار، ظنا منه أن الشكوى ستسحب وأن روراوة لن يدافع عن ملف الجزائر، في خرجة تبدو من الوهلة الأولى أن اليأس من يدفعها. أعادوا أسطوانة أم درمان دون ملل ولا خجل خرجة الفتى الجميل ذو الشعر الأسود القاتم (شعر مصبوغ) لم تتوقف عند حد التهديد والوعيد، وإنما كشف من خلالها أن المصريين لن يرضوا أبدا أن يوضع رأسهم تحت مقصلة الفيفا دون أي رد فعل، فراح يؤكد أن الوفد المصري الذي يرأسه سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة والدكتورة سحر الهواري رئيس لجنة العلاقات الخارجية، وعمرو وهبي عضو لجنة التسويق وأيمن حافظ الذي كان مرافقا لمنتخب الجزائر خلال وجوده بالقاهرة في مباراة العودة، سيطالب باستصدار عقوبات صارمة على الجزائر التي استعملت وسائل حربية أرهبت بها الوفد المصري في السودان على هامش المباراة الفاصلة. ..وطالبوا باستبعاد الجزائر من المونديال وليت الوقاحة وصلت حد الإصرار على عدم الإعتذار الذي جاء على شكل توصيات في بادئ الأمر ثم تبلور إلى موقف صارم، وإنما كبرياء المصريين جعلهم يلجأون إلى مهنتهم المفضلة، ونعني بها التمثيل الدرامي، على شاكلة ضربني وبكى..وسبقني واشتكى، إذ أصر المصريون في جلسة الإستماع التي جرت فعاليتها أمس في مقر الفيفا بزورخ، على المطالبة باستبعاد الجزائر من المشاركة في كأس العالم المقبلة التي ستقام في جوهانسورغ، مستندين إلى مجازر نفتها السلطات السودانية جملة وتفصيلا، وليس هذا وفقط بل فضلوا لعب دور المسدي للنصح مؤكدين ومنذرين بحدوث كارثة في حالة مشاركة الجزائر في كأس العالم المقبلة.، وهو دليل دامغ يؤكد للمرة الألف أن مشاركتنا في مونديال جنوب إفريقيا لم ولن يتم الإعتراف بها في مصر لا لشيء سوى أن لازالت كالكتلة الحارقة لقلوبهم. خطوتهم تكشف العزة بالإثم ولم يكن للمصريين التأكيد على أن العلاقات الجزائرية المصرية ستحددها القرارات التي ستتخذها الفيفا في أعقاب استماعها للطرفين، وهي إشارة واضحة المراد منها الضغط على الجزائر بسحب شكواها في خطوة تكشف العزة بالإثم.