وجه المتحدث الرسمي لاتحاد الكرة المصرية، مدحت شلبي، تهديدا وقحا لمحمد رورواة على المباشر على برنامجه في قناة "مودرن سبورت"، أول أمس الثلاثاء، حيث وجه تحذيرا لرئيس الفدرالية الجزائرية محمد روراوة قائلا: "أحذر روراوة من اللعب بالنار والتأثير على زملائه في لجنة الانضباط لتوقيع عقوبات رادعة على مصر، لأن ذلك سيعيد دوامة الكراهية بين شعبي البلدين بعد أن شهدت الفترة الأخيرة هدوءا نسبيا". ويبدو أن الآلة الإعلامية المصرية بدأت تسترجع أنفاسها وتحضّر حملة انتخابية مسبقة تبدأها من الجزائر. ومن جهة أخرى، قدم المجلس القومي لما يسمى بحقوق الإنسان في مصر، تقريره السنوي للرئيس حسني مبارك يضم في أحد بنوده ما تقول عنه الأوساط المصرية إعتداء الجزائريين على الجماهير المصرية في الخرطوموالجزائر. والظاهر أن الخيبة الداخلية التي مني بها نظام مبارك، فرضت نفسها من خلال اختلاق عدو وهمي اسمه الجزائر وتوجيه أنظار الشعب إليه للاستثمار الانتخابي. والغريب في هذا التقرير، أنه لم يتطرق مطلقا لما تعرض له المنتخب الجزائري في القاهرة رفقة بعثته الرسمية وجماهيره التي عاشت الجحيم، رغم خطورة ما ارتكبته القاهرة. ولو صدر التقرير من هيئة غير مهتمة بحقوق الإنسان، لمر الأمر مر الكرام، ولكن أن يصدر مثل هذا التقرير من هيئة يفرض فيها أن تنظر بعين المساواة للإنسان، سواء أكان في الجزائر أو في مصر، فهذا لا يدل إلا على أن النظام المصري بقيادة مبارك أفلس تماما ولم يبق في جعبته ما يقدمه للشعب، سوى ما يسميه أحداث الجزائر أو الخرطوم، رغم أن الكل يشهد بما فيهم سمير زاهر أنه لم يحدث ولا اعتداء واحد على الجماهير أو اللاعبين المصريين. والأكثر من هذا، أكد زاهر على حسن الضيافة الجزائرية والجو الممتاز الذي وفرته لهم الجزائر. وأمام كل هذا الأحداث الجديدة، يمكن أن يتأكد أي ملاحظ أن النظام في مصر يعلق آمالا كبيرة على الجزائر التي جعلها العدو الأول لمصر، للاستثمار فيها انتخابيا وإيصال نجل الرئيس مبارك إلى الحكم، بعدما ظهرت على الساحة الانتخابية المصرية وجوه جديدة، مثل محمد البرادعي الذي ينتظر منه الشعب بأن يعيد للمواطن المصري كرامته بعدما جعلها مبارك تحت الأقدام.