الخرافات والمعتقدات عالم غريب ومتناقض، يستهوي الناس أجمعين، ومنهم أنصار النوادي والمنتخبات.. ففي حياة كل منا أدوات ومناسبات وأحداث وحركات، قد نتفاءل بها أو نتشاءم، ونعطي لها تفسيرات ذاتية ونفعية ما أنزل الله بها من سلطان.. إنها les superstitions، التي ما تزال تسكن قلوب وعقول العديد من سكان المعمورة.. قد تكون في شكل رؤية في المنام، أو رؤية قط أسود، أو سقوط ملعقة على الأرض، أو تدفق فنجان قهوة.. الأنصار الجزائريون لم يشذوا عن تلك القاعدة، وصارت تستهويهم الخرافات حتى وإن لم يشعروا أو يؤكدوا لك الأمر.. ولم يقتصر هذا الأمر على أنصار المنتخب الوطني الجزائري فحسب، بل وصل إلى الجهاز الفني والإداري وحتى اللاعبين، الذين بدورهم لهم حكايات وقصص مع الخرافات وعالم التطير، بل أن بعض هؤلاء لم يعد يجد حرجا في إظهار مدى تمسكه بهذا الأمر والاعتقاد به.. لقد عملت المعتقدات التي نصادفها في حياتنا اليومية، على إلهام عدد كبير من الخبراء الذين يقومون بترتيبها وتصنيفها وشرحها.. علماء النفس من جهتهم، يحاولون دائما فهم الأسباب العميقة لهذه الحاجة ونفي وجود الصدفة فيها، وكذلك إعطاءها تفسيرات.. وإذا كان أجدادنا وأسلافنا قد صدقوا تلك التفسيرات، فإن الأمر قد يكون مفهوما بالنظر إلى جهلهم بأمور الدين وعلوم الطبيعة والبيولوجيا والطب والأحوال الجوية والفلك، وخوفهم الشديد من الموت، المرض، الجوع، وغضب الطبيعة.. وهكذا توصّلوا بجهلهم هذا وسذاجتهم تلك إلى إيجاد تفسيرات نفعية محددة، بفضل هذه الخرافات لكل الظواهر الغريبة التي تحيط بهم... وبخصوص المنتخب الوطني فإن تسمية الخضر التي أطلقها الناس عليه منذ القدم هي السبب وراء تفشي ظاهرة التطير بخصوص التخوف من هذا اللون، علما أن هذه الظاهرة لم تكن موجودة من قبل تماما، حيث لم يكن هذا الطرح موجودا البتة.. معتقدات كثيرة متعلقة بأمور الحياة مثل الولادة، المرض والموت، الانتصار، الهزيمة الخ.. وعلى ذلك فإن لكل أمة شعار أو رمز أو وسيلة ما تتطير بها أو منها، وعند الأفارقة نجد ما يعرف بالقريقري، الذي يوضع داخل شباك الخصم قصد تحقيق الانتصار والفوز وتفادي تلقي الأهداف.. وفي الجزائر هناك قريقري من نوع آخر، منه رش المرمى بالماء، ذبح سردوك قبل اللقاء، التضحية بعتروس، أو ترديد مقولة "ما ناش ملاح"، كلها طرق تتفادي بها العين، أو نبحث من ورائها عن تحقيق الفوز.. وللحديث بقية.