فرنسا التي نحب، تشن اليوم حربا غير معلنة، ضد كل ما يمت بصلة للجزائر.. الجزائر اليوم تملك خير سفير عبر العالم: الرياضة، الممثلة في كرة القدم.. نعم، الطبع يغلب التطبع، صحيح.. لقد قرأت يوم أمس تصريحا غريبا للمدرب الوطني رابح سعدان عبر موقع جريدة "فرانس فوتبول" الفرنسية، نقلا عن إذاعة منونتيكارلو.. ولقد هالني ما قرأت، لسبب بسيط، وهو أن الناخب الوطني قال كلاما خطيرا عن الصحافة الوطنية، ووصفها بأقبح النعوت، ونطق كلاما لا يليق به كجزائري، قبل أن يكون مدربا.. ومن شدة وقع الصدمة لم أصدق ما قرأت، ورحت أندب وأولول وأهرول وسط الزملاء، متصورا مضمون صحف الغد بخصوص ذاك الكلام.. لكنني سرعان ما عدت إلى رشدي، حيث استشعرت ضرورة الاتصال بالمعني أولا، قبل التعبير عن أي موقف، إذ كان لزاما علينا كإعلاميين أن نقطع الشك باليقين، وأن نستفسر عن الأمر قبل أن تفعل بنا الشائعة فعلتها.. وما حزّ في نفسي أكثر هو أن الشيخ لم يعوّدنا على كلام مماثل، حتى وإن كان أحيانا ينزعج لانتقاداتنا بعض الشيء، وهو موقف معقول إلى حدّ ما.. وكم ارتحت عندما نفى الرجل في حديثه إلينا، جملة وتفصيلا، كل الكلام الخسيس الذي نسب الفرنسيون إليه، حيث ردّ بطريقته، ووصف ناقل الكلام بأوصاف تبرّد القلب.. فأدركت حجم المؤامرة الدنيئة التي تحيكها فرنسا ضد الخضر.. مصادرنا التي لا يرقى إليها الشك قالت لنا مساء أمس أن اللاعبين الذين تودّ الجزائر الارتباط بهم رسميا للدفاع عن ألوانها، يعيشون حالة غير معقولة من الضغط الرهيب حتى لا ينضموا لبلد الشهداء.. فرنسا الديمقراطية، لماذا لا تترك هؤلاء اللاعبين يختارون بحرية لأي بلد يلعبون.. حرية، مساواة، أخوة، هذه هي عملة فرنسا الرسمية.. استعمار، تفرقة، معاداة، هذه هي معادلة فرنسا الحقيقية.. ما أروع التاريخ حينما يكشف عورات فرنسا التي لا تريد أن تنسى أنها كانت دولة استعمارية.. ما أجمل التاريخ عندما يعرّي لنا فرنسا التي نحبّ، ويفضحها أمام الملأ.. ما أصدق الرجال عندما يقولون لا ل "قمير"، وقمير اسم لامرأة جميلة، كان الجزائريون يطلقونه على فرنسا في عهد الاستعمار.. هذا ما تقوله ألسنتهم، وما تخفي صدورهم أكبر.. بالأمس جاء يبدة، مغني، لحسن، عبدون، عنتر، بلحاج، بوقرة.. وغدا ستأتي البقية.. أصلك أصلك لا تغرنّك جنسيتك.. وللحديث بقية.