بعد انتهاء العمل مساء أمس، بعد انتهاء العمل مساء أمس، وبينما كان من بقي معي من الزملاء بالمكتب يتابع مباريات بعض البطولات الاوروبية عبر التلفاز، كنت أعوم في السحاب، شارد البال، بحثا عن فكرة عمود.. لست أدري كيف ولماذا، ومن دون شعور مني، وجدتني أكتب على جهاز الكمبيوتر اسم عبد المالك زياية، الذي تأكدت من حب الجزائريين له، خاصة منهم الشباب الذي يتحفنا بكل جميل عبر المنتديات.. قيل الكثير عن ابن مدينة قالمة المجاهدة، الذي خطف الأضواء في الأشهر الماضية من الجميع وكان الأبرز على جميع المستويات.. هذا اللاعب صنع الحدث أولا بتسجيله للثنائيات، ومرة سجل ستة أهداف في أسبوع واحد، ثم باحتلاله الصف الثالث ضمن هدافي العالم بفضل توقيعه لستة عشر هدفا في كأس إفريقيا مع النسر السطايفي، فريقه السابق، الذي حلق معه عاليا، وقبل ذلك كان عبد المالك يشد أنفاسنا مع بزوغ كل يوم جديد بسبب الغموض الذي أحدثه عدم تضارب الأقوال بخصوص وجهته المستقبلية، وتردده بين نادي سوشو الفرنسي واتحاد جدة السعودي، قبل أن تميل الكفة لصالح الأخير.. اتحاد جدة زادت شعبيته بفضل شعبية زياية، الذي لم يتوقف عن صنع المتعة والفرجة وتوقيع الأهداف رسميا ووديا، حتى صار يعرف بلقب "زياية قول".. لو كنت موجها سؤالا لعبد المالك الآن لقلت له: يا زياية، فهمنا أنك من طينة الكبار، و استوعبنا أنك تملك حسا تهديفيا رهيبا، وعلمنا أنك ذهبت للاحتراف في الخارج حتى تبرز وتتألق ويسطع نجمك.. لكننا لم نفهم السر وراء تلك الإشارة باليد، والتي تتعمد القيام بها عقب تسجيلك لكل هدف في مرمى الخصم.. هل نحن مضطرون لنسأل عنها لوكا توني.. رجاء أخبرنا عن هذا الباعث اللعين الذي يدفعك في كل مرة إلى الاحتفال بالهدف على طريقة المجنون.. لماذا لا تريد الإفصاح عن السبب.. أتصورك الآن تلوّح بيدك اتجاهي وتقول: أنت مجنون.. من هو هدا المجنون الذي حرمنا منك.. زياية.. من تقصد.. وللحديث بقية.