محمد ارجع لبلادك.. عربي وسخ.. بيكو.. أسوَد نتن.. خذ حقيبتك وامش.. وغيرها من الألقاب والشتائم، وأنواع أخرى عديدة من السباب التي سمعناها وما زلنا إلى اليوم، مع أننا كنا نعتقد ساذجين أنها انمحت نهائيا من وقاموس بعض الفرنسيين، مرضى القلوب.. ذات الشتائم انتقلت من الشارع إلى الملعب الفرنسي.. حالة تضامن واسعة دشنها العديد من الأحرار مع لاعب المنتخب الوطني الجزائري الشاب الشاذلي العمري، الذي تعرض لاعتداء مقيت وسوء معاملة من طرف رجال من البوليس الفرنسي بالزي الرسمي قبل ثلاثة أيام.. ناديا أجاكسيو وباستيا بمنطقة كرسيكا، مثالان صارخان للعنصرية الرياضية في فرنسا.. حالات مشابهة للعمري الشاذلي وقعت فعلا وتقع دائما في الملاعب العالمية، الأوروبية خاصة.. ممنوع للسود والكلاب واليهود، هذه هي الجملة التي كانت تعلّق في لافتة عند مداخل المقاهي والمطاعم والأماكن العامة في أمريكا قبل عقود من الآن، لكن انظروا أين هي فرنسا اليوم من أمريكا على مستوى العنصرية، الفرق شاسع.. العنصرية آفة حاربتها الأديان والشرائع، وهي غير مقبولة ولا مبررة مهما كانت.. جرت العادة أن يتعرض مهاجرون أو أبناؤهم في بلاد "فافا" لعمليات تمييزية باسم العنصرية، تصل أحيانا حدّ القتل، لكن أن يعرف لاعب دولي في منتخب محترم ذا سيادة مثل ما عاشه العمري فذلك ما لا يعقل ولا يفهم ولا يتصوره عقل عاقل..العنصرية تعني أن يكرهك البعض بسبب دينك أو عرقك أو لغتك، وأحيانا بسبب جنسيتك.. ما وقع للعمري الشاذلي يصب رأسا في بوتقة النقاش حول الهوية في فرنسا اليوم.. مشكل الهوية تغذيه تصرفات وتصريحات لا مسؤولة، ترفض فكرة التعايش السلمي وتقبل الآخر.. ما لا يعلمه البعض هو أن فرنسا نفسها هي من شجع الشعوب المستضعفة على الهجرة إليها، التاريخ يؤكد ذلك.. نعم، لا تتعجبوا.. فرنسا كانت تبحث عن الأيدي العاملة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، مثل بحثها عن مجندين في مستعمراتها للدفاع عن ألوانها الثلاثة، هي إذن من خلق هذا المشكل.. تلكم هي فافا التي لن ترضى عنا مهما فعلنا.. وللحديث بقية.