فجّر عبد المالك زياية قنبلة من العيار الثقيل حين أكد بأنه لم يرفض دعوة ”الخضر” وأنه منذ تنقله للعب في الدوري السعودي لم يسأل عنه أحد وإثارة هذه القضية ليس سوى مجرد سيناريو افتعلته أطراف تعمل على جعل المنتخب الجزائري وتسييره من صلاحياتها، وذلك بقطع الطريق أمام لاعبين لفتوا الانتباه وأثبتوا أحقيتهم في تقمّص ألوان ”الخضر” مع السعي للضغط إعلاميا على مسؤولي الفاف باستقدام وجوه جديدة، كانت مجهولة بالنسبة لكل الجزائريين، لكن التأهل إلى المونديال أخرجها في لمح البصر إلى النور. الدليل على ذلك حسبه هو تداول الصحف كل يوم لاسم جديد ونقل تصريحات لاعبين مغتربين يعربون من خلالها عن حلمهم بالمشاركة مع المنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم. ليخلص زياية في تصريحه لنا، أمس الأول، إلى القول بأنه لا يمكن أن يرفض دعوة الناخب الوطني غير أن الشيخ سعدان لم يتحدث معه بشأن وضعيته مع المنتخب منذ عودة ”الخضر” من أنغولا. ومما دفع به إلى الرمي بالكرة في معسكر الناخب الوطني، مع إلحاحه على ضرورة توضيح الرؤية وتنوير الرأي العام الوطني بتفنيد التصريحات التي نسبت له، والتي وصفها بالخطيرة جدا، لأن الكلام الذي قيل على لسانه لا يمكن تصوره، ولا يتفوه به أي شخص عادي يتمتع بكامل قواه العقلية. لا يمكنني إجبار المدرب على استدعائي اعترف ذات المتحدث بأنه لن يحتم على سعدان ضرورة استدعائه للمشاركة في المونديال، لأن لكل مدرب خياراته، من دون أن تكون هناك ضجة مثل التي أثارتها الصحف الوطنية. أنا رهن إشارة سعدان كما أوضح زياية بأنه لم يرفض إطلاقا تلبية نداء الواجب الوطني، وأنه يبقى تحت تصرف الطاقم الفني الوطني بقيادة الشيخ رابح سعدان.مشيرا في هذا السياق إلى أن التصريحات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام الوطنية على لسانه كانت مفبركة، ومن اصطناع أطراف تسعى بشتى الوسائل إلى سد الطريق أمامه للمشاركة مع المنتخب الجزائري في مونديال جنوب إفريقيا، لأن تقمص الألوان الوطنية يبقى حلم كل لاعب، والمعطيات تأخذ بعدا آخر عندما يتعلق الأمر بنهائيات كأس العالم. ليتساءل حول إذا ما كان هناك لاعب واحد في العالم يرفض المشاركة مع منتخب بلاده في المونديال، فالليبيري جورج ويا يقول دوما إنه حزين لكون مشواره لم يكلل بمشاركة مونديالية رغم أنه هزّ عرش أوربا. أطراف عديدة تريد توريطي مع سعدان ابن مدينة ڤالمة ذهب إلى توجيه أصابع الاتهام إلى أطراف كانت قد أثارت بشأنه زوبعة قبل استدعائه إلى المنتخب الوطني، في شهر ديسمبر الماضي، من أجل المشاركة مع ”الخضر” في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي أقيمت بأنغولا ”إلى درجة أنني أحسست بأن الدعوة التي وجهت لي في تلك الفترة كانت نتيجة الضغوطات الكبيرة التي فرضها الوسط الكروي الجزائري على الناخب الوطني، لا سيما بعد تألقي اللافت للانتباه مع وفاق سطيف على الصعيدين الوطني والقاري. لكن أعداء النجاح يريدون توريطي مع المدرب الوطني”. علاقتي بسعدان كانت سمن على عسل واستطرد ذات المتحدث، قبل أن يؤكد بأنه كان قد نال ثقة المدرب سعدان عند إشراف الشيخ على تدريب وفاق سطيف، لأن سعدان كان قد أعرب له آنذاك عن إعجابه الكبير بمؤهلاته الفردية العالية في منصب قلب هجوم، مما يعني - حسب ذات المتحدث –- ”بأن الأطراف التي حاولت تعكير الأجواء بينه وبين الناخب الوطني عمدت إلى فبركة التصريحات والتهجم على مدرب المنتخب الجزائري، ولو أنني لم أكن أتصور إطلاقا بأن الأمر سيصل حد التأكيد أنني أرفض المشاركة مع المنتخب في المونديال”. ما زلت آمل في العودة للخضر على صعيد آخر، أوضح المهاجم الحالي لنادي اتحاد جدة السعودي بأنه على أتم الاستعداد للانضمام إلى تعداد ”الخضر”، وأنه ينتظر من حين لآخر تلقي دعوة رسمية من الطاقم الفني الوطني في إطار برنامج التحضيرات للمونديال. شعرت بإحباط في أنغولا لكن... كما أوضح زياية في سياق متصل بأنه حقيقة انهار معنويا عندما شارك مع ”الخضر” في ”كان أنغولا”، حيث لم تتح له الفرصة الكافية، لا سيما في اللقاء الترتيبي ضد نيجيريا، لما كان يعلق آمالا عريضة على مشاركته ضمن التشكيلة الأساسية، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لدفعه إلى التجرؤ على الإقدام على إعلان رفضه الدفاع عن الألوان الجزائرية في أكبر حدث كروي عالمي. غزال مفيد للخضر بدا زياية غاضبا جدا مع افتعال ضجة أخرى تربط انضمامه إلى المنتخب بجملة من الخيارات التكتيكية، لأن زياية جزم بأنه يشيد بالمردود الذي ما فتئ يقدمه المهاجم عبد القادر غزال منذ التحاقه بالنخبة الوطنية، وأنه لم يشترط إطلاقا ضرورة الاختيار بينه وبين غزال في التعداد، لأن أي عنصر لا يمكن أن يضمن مشاركته بصفة أوتوماتيكية ضمن التشكيلة الأساسية. انتظروني غدا في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين خرّيج مدرسة ترجي ڤالمة، البالغ من العمر 26 سنة، ختم حديثه بالتأكيد أنه بصدد التحضير مع فريق اتحاد جدة لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بالسعودية، لأن المقابلة النهائية ستقام غدا الجمعة، وهذه المنافسة تعد بمثابة فرصة الحظ الأخير للاتحاد لإنقاذ موسمه، بعد الإقصاء من دوري أبطال آسيا قبل أسبوع، والاكتفاء بالمركز الثاني في الدوري السعودي. لدي ما أقوله عندما أعود إلى الجزائر أشار زياية إلى أنه سيعود إلى الجزائر في منتصف الأسبوع المقبل، وأنه ينتظر تلقي دعوة من الناخب الوطني، ”لأنني – وكما قال – تعلمت الكثير من تجربتي الاحترافية رغم قصر مدتها، ونادي اتحاد جدة فريق محترف بأتم معنى الكلمة، مما مكّنني من تكثيف العمل في التدريبات مقارنة بالمستوى الذي كنا عليه في الجزائر، وهو ما يساعدني على التأقلم بسرعة مع تدريبات المنتخب، لأننا كنا قد وجدنا بعض الصعوبات في مواكبة ريتم التدريبات عند التحاقنا ب”الخضر”.