حاولنا قدر المستطاع محاورة الناخب الوطني رابح سعدان، للحديث عن مستقبله على رأس العارضة الفنية للخضر، ولكنه دائما يعارض بل ويرفض رفضا قاطعا الحديث عن الأمور المستقبلية، وكأنه لديه تعليمات عليا بعدم الخوض في مثل هذه المواضيع، ولكن من خلال احتكاكنا بالناخب الوطني خلال هذا التربص، تأكدنا من أنه لن يبقى على رأس العارضة الفنية للخضر عقب المونديال، سيما وأن كل المؤشرات توحي باقتراب موعد نهاية عهد سعدان ومنح الإشراف على زمام العارضة الفنية لمدرب آخر بنسبة كبيرة سيكون أجنبيا، وبعد المجد الكبير الذي حققه سعدان مع المنتخب الوطني، فإن الأكيد أنه سيترك مكانه نظيفا وسيغادر من أوسع الأبواب، كيف لا وهو المدرب الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الجزائرية، وحقق التأهل مع الخضر ثلاث مرات للمونديال، وهو الإنجاز الذي لم يسبقه إليه أي مدرب. ليس لديه ما يخسره بعد الانجازات الكبيرة التي حققها ولعل من بين أهم العوامل التي من شأنها أن تجعل المدرب سعدان يضع حدا لمشواره التدريبي على رأس العارضة الفنية للخضر، وناهيك عن العروض التي بحوزته للإشراف على منتخبات أخرى وتقدمه في السن، هو أنه حقق إنجازات كبيرة مع المنتخب وتمكن من إعادة الخضر إلى الواجهة في فترة كان يأمل فيها ويتمنى أنصار المنتخب الوطني النهوض من النكسة والوصول على أقصى تقدير لنهائيات كأس أمم إفريقيا، وبالتالي فإن سعدان ليس لديه ما يخسره وستبقى إنجازاته راسخة في أذهان كل الجزائريين. يعمد إلى تخفيف الضغط على نفسه ولاعبيه ومن بين التصريحات التي أدلى لنا بها الناخب الوطني خلال هذا التربص، والتي فيها عدة دلالات قوله: "بالرغم من أننا نعمل بجدية في هذا التربص إلا أني وجدت راحتي، ففي الجزائر كنت أنام 4 ساعات في اليوم، وهنا كل شيء مضبوط"، كما أن سعدان، وإدراكا منه بأن الضغط من شأنه أن يؤثر سلبا عليه وعلى لاعبيه، تجده دائما يحاول التخفيف من حدته، من خلال ممازحة لاعبيه أو حتى الاستجابة لمطالب الأنصار، باعتباره وقّع على عدد كبير من الأوتوڤرافات للأنصار، على هامش حصة أول أمس، التي كانت مفتوحة، وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على سعة ورحابة صدره وعدم اكتراثه بالضغط، مادام أنه حقق الأهداف المرجوة إلى حد الآن. حتى معاملته للصحافة تغيّرت وفي الوقت الذي أكد فيه الناخب الوطني، خلال الندوة الصحفية التي عقدها بالجزائر للإعلان والكشف عن أسماء اللاعبين المعنيين بتربص سويسرا، أن التعامل مع الصحافة التي سترافق الخضر إلى كرانس مونتانا سيكون مضبوطا بأوقات محددة وأنه سيعقد ندوتين صحفيتين فقط خلال التربص، إلا أننا وجدنا خلال تواجدنا بكرانس مونتانا كل الترحاب من قِبل الناخب الوطني الذي فتح الأبواب في وجوهنا ولم يبخل علينا بالتصريحات، حتى أنه عادة ما يتجه نحونا لمباشرة لعبة السؤال والجواب، وكل هذه الأمور توحي بعدة دلائل. يريد الخروج من أوسع الأبواب ومما لا شك فيه، أن سعدان، يعتبر وجه السعد على المنتخب الوطني والمدرب الجزائري الوحيد الذي يملك مفاتيح الوصول إلى المونديال، وجميله سيبقى على رأس كل الجزائريين، وإن اقترب موعد رحيله فإنه حتما سيغادر المنتخب من أوسع الأبواب عقب المونديال، بعد كل الذي قدمه للمنتخب الوطني، حتى أننا لاحظنا أن المدرب سعدان أضحى لا يقلق من الحديث عن المدرب الذي سيخلفه على رأس الخضر، ما دام أنه اقتنع شخصيا بضرورة فسح المجال لغيره.