أحدث اللاعبان ڤديورة ومبولحي طوارئ في معسكر المنتخب الوطني صبيحة أمس، إلى درجة جعلت المكلفين بالأمن يعيشان فترات صعبة للغاية بعد اختفائهما من داخل الفندق، بحيث أن الكل ظن أن اللاعبان قد اختطفا أو أصابهما مكروه، وهو ما جعل من أوكلت له المهمة يجري في كل مكان مخافة حدوث لهما أي مكروه من منطلق أن المسؤولية تقع على عاتقه، بالرغم من أن يبقى واضحا أن لا شيء ممكن حدوثه في كرانس مونتانا التي تتميز، بهدوء تام ولطف من السكان، إلا أن الإشكال يكمن في أنصار الخضر المتربصين باللاعبين في مخرج الفندق من أول يوم للتربص التحضيري والذين غالبا ما يأخذون من وقت اللاعب كثيرا في التقاط الصور أو في إمضاء الأتوغرافات، وقد يصل الحال بهم إلى حد التهافت على اللاعبين للظفر بالصورة، ما من شأنه أن يعرضهم إلى أي مكروه. خرجا للتجول بعد الراحة التي منحها سعدان للاعبين وبالعودة لحيثيات القضية، فقد كان سعدان قد برمج في صبيحة أمس راحة لكل لاعبي المنتخب الوطني، على أن يباشروا التحضيرات في الحصة المسائية، وهو ما جعل اللاعبان يعتقدان أنه مسموح لهما الخروج والتجول خارج الفندق، في حين أن الحقيقة غير ذلك تماما، طالما أن اللاعبين ستمنح لهم حرية التجول بعد لقاء إيرلندا الودي والإلتحاق بذويهم، إلا أن ڤديورة كان السباق للخروج من الفندق ثم لحق به الحارس مبولحي. ورغم أن اللاعبان خرجا من الفندق على حسن نية، لعدم معرفتهما بالقانون الداخلي للمنتخب، إلا أن السبب من وراء القلق الذي أبداه رجال الأمن، راجع إلى تخوفهم من تعرضهم لمكروه خارجا. الأنصار لم يصدقوا عندما وجدوهم في الشارع وشبعو تصاور معهما ڤديورة وما إن خرج من الفندق حتى وجد أمامه بعض الأنصار، والذين لم يصدقوا أنفسهم وهم يروه في الشارع، وتقربوا منه بطبيعة الحال وأخذوا معه صورا بالجملة، وهو الطلب الذي لم يرفضه، والحال نفسه بالنسبة للحارس مبولحي الذي نزل عند رغبة الأنصار ثم هرول للحاق بزميله ڤديورة متجهين نحو وسط كرانس. اللاعبان وبحكم أنهما قضيا أربعة أيام في الفندق فضلا استغلال الراحة التي منحها المدرب للتجول في كرانس الجميلة للغاية والهادئة على حد سواء، إذ لم يجد أي حرج في التجول، خاصة وأن الشوارع كانت خالية (وهو الحال في سائر الأيام)، إلا أن ڤديورة فضل دخول إحدى المكتبات واقتنى جريدة للإطلاع ربما على الأخبار الرياضية، في حين قرر مبولحي العودة بعدها للفندق. سعدان "خاف" عليهما والكل يجري داخل الفندق وقد وصلت مسامع المدرب الوطني رابح سعدان، خبر عدم وجود اللاعبان داخل الفندق، مما جعل الجميع يبدي تخوفه من إمكانية تعرض اللاعبان لمكروه، وحتى وإن لم يرتكب ڤديورة ومبولحي أي جرم أو خطأ فادح، إلا أن المكلف بالأمن وعندما أدرك أن اللاعبين ليسا في الفندق، بدأ يجري في كل اتجاه ومن حسن حظه أن الأنصار الذين كانوا متواجدين بالقرب من الفندق هم من وجهوه على الطريق الذي سلكه اللاعبان فشق طريقه إلى أن التقى بالحارس مبولحي ثم سأله عن ڤديورة فوجده يتأهب للخروج من المكتبة بعد أن اقتنى جريدة، ليطلب من اللاعبين الإلتحاق مباشرة بالفندق. تحدثا مع المدرب ولا يستحقان العقوبة ويبقى مؤكدا أن ما أقدم عليه اللاعبان لا يستحق أي عقوبة ولا حتى إنذار، إلا أنه وبحكم أنهما وافدان جديدان إلى المنتخب الوطني، فقد تم وضعهما في الصورة جيدا من قبل الطاقم الفني، والذي أكد لهما أن التعليمات تتطلب عدم الخروج عن نصها، طالما أنهما لم يبقيا وسط كرانس سوى أقل من ربع ساعة من الزمن. وحتى وإن كانت نوايا اللاعبين سليمة، وليس المراد منها عدم الامتثال للتعليمات، طالما أن خروجهما من الفندق كان في الصبيحة وبعد أربعة أيام فقط من التربص التحضيري، إلا أن حادثة تشبهها حدثت في التربص الذي أجراه المنتخب الوطني قبل مونديال 1982، والتي عرفت تسلل قريشي ومجادي من الفندق والسهر ليلا، وهو ما كلفهما الطرد من المنتخب بقرار صارم من المدرب خالف محي الدين، ليتم الشفاعة لقريشي فيما بعد أن تدخل اللاعبون، وهو ما كان شكل آنذاك الحدث.