بعد النقائص الكبيرة التي ظهرت على التشكيلة الوطنية في المقابلة الودية الأخيرة أمام إيرلندا، خاصة من الناحية الهجومية، حيث كان خط الهجوم عقيما ولم يقم بأي محاولات تذكر رغم وجود كلا من غزال، جبور وصايفي، الذين كانت تنقصهم الفعالية وإحرلج دفاع الخصم، مما يجعل الجمهور الجزائري يخشى من عدم وصول الخضر إلى شباك خصومهم خلال المونديال ولو لمرة واحدة، خاصة مع الدفاع القوي الذي تملكه المنتخبات المنافسة للمنتخب الوطني في الدور الأول من المونديال الإفريقي، إضافة إلى عدم وجود خليفة للعناصر الثلاثة التي يعول عليها في الهجوم، ما يجعل المدرب الوطني قد يندم بنسبة كبيرة على عدم توجيه الدعوة لعامر بوعزة وكمال فتحي غيلاس، كونهما الوحيدان اللذان يلعبان في الهجوم ويمتلكان مؤهلات لا بأس بها وقادرين على منح الشيء الإضافي، خاصة إذا كان بحاجة إليهما لقلب الموازين في الشوط الثاني من أي لقاء. تعرضهم إلى إصابة والعقوبة يزيد الوضع تعقيدا وقد يزداد الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة للمنتخب الوطني في حالة تعرض أحد اللاعبين الثلاثة المعول عليهم في الهجوم إلى إصابة أو عقوبة، حيث يستحيل إيجاد خليفة لهم ويكون بذلك الناخي الوطني مضطرا إلى إقحام لاعب من وسط الميدان مكانهم، كون الذين يلعبون في هذا المنصب كثيرين ويكون التنافس كبيرا وهو ليس في محله لأن عناصر الوسط لا يمكنها منح الفعالية للهجوم، وكلنا شاهدنا لقاءات المنتخب الوطني وفشل عناصر وسط الميدان في تجسيد الفرص المتاحة لها كزياني الذي اكتفى بالتمريرات فقط. وضع الدور الثاني كهدف يتطلب عدة مهاجمين وبما أن المدرب الوطني رابح سعدان، وضع الدور الثاني كهدف، فإنه سيكون مجبرا على التسجيل لكسب النقاط، مما يعني أنه كان محتوما عليه جلب عدد كبير من المهاجمين وليس ثلاثة فقط، لأنه في حالة ملاحظة النقص في أحد فيهم فسيكون لديه البدائل، وكذا خلق التنافس بينهم، أم أن سعدان يعتمد على المدافعين للوصول إلى الشباك، كما حدث خلال التصفيات وكأس إفريقيا الأخيرة بأنغولا، لكن الأمور تختلف والمنتخبات التي نواجهها في كأس العالم قوية ومستواها أحسن من المنتخبات الإفريقية. في مونديال 86 بستة مهاجمين سجل الخضر هدفا واحدا وربما أن المدرب الوطني رابح سعدان، نسي ما وقع له في مونديال 86 لما وضع ستة مهاجمين في قائمة المونديال وكلهم كانوا يملكون مؤهلات لا بأس بها كماجر، بن ساولة، حركوك، زيدان، مناد وعصاد، ولم ينجح بهم بعد أن سجل المنتخب الوطني هدفا واحدا فقط أمام إيرلندا عن طريق زيدان، رغم أنه خلال التصفيات سجلوا سبعة أهداف أمام المنتخب التونسي ذهابا وإيابا، ما يعني أن هناك فرقا كبيرا بين المنتخبات الأوروبية والإفريقية، فما بالك خلال المونديال القادم بجنوب إفريقيا أين سيعتمد على ثلاثة مهاجمين فقط قد يجعلنا لا نسجل هدفا واحدا، خاصة وأن الشك انتاب أنصار الخضر بعد العقم الكبير في اللقاءات الودية. أغلبية المنتخبات ركزت على مهاجمين كبار كما أن المنتخبات المشاركة في المونديال حتى الإفريقية منها، هي بدورها ركزت في قائمتها على عناصر تلعب في الهجوم أكثر من الدفاع ووسط الميدان، لكونهم يفضلون الخطة الهجومية على الدفاعية، رغم أن هناك من يملكون إمكانات محدودة كمهاجمي كوريا الجنوبية والأوروغواي، مما يجعل المدرب سعدان يرى أن الأمور ستكون صعبة للغاية وبعدها يتحجج ببعض الأشياء الوهمية بعد المونديال إذا حدثت الكارثة.