أنهى المنتخب الوطني أمس مشواره في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا بتعثر ثاني أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية مما جعله يغادر المنافسة مبكرا بعد أن أبلى بلاء حسنا أمام منتخب أمريكي قوي بدنيا ومكون على مدى 8 سنوات حيث لم يستطع الأمريكان إحداث الفارق إلا في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني لكن العالم الذي تابع الحوارات التي خاضها الخضر في هذه المنافسة وقبلها المنافسات الإفريقية استنتج أن الجزائر قد ربحت فريقا واعدا. أحسن خلاص خاض المنتخب الوطني بعد ظهر أمس مباراة الجولة الثالثة المصيرية للمجموعة الثالثة أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية بملعب لوفتوس فيرسفيلد ببريتوريا تحت قيادة ثلاثي التحكيم البلجيكي الذي قاده الحكم فرانك ديبلو كار. واختار المدرب الوطني رابح سعدان إقحام نفس التشكيلة التي لعبت أمام إنجلترا تقريبا مع إجراء تغيير طفيف تمثل في إقحام جبور كلاعب أساسي. ففي الحراسة كان مبولحي ، وضم الدفاع كلا من بوقرة، حليش، عنتر يحيى وبلحاج بينما استقر الوسط على قادير، لحسن و زياني ويبدة في حين تدعم الهجوم بلاعبين اثنين هما مطمور وجبور. وأجرى المدرب الأمريكي ثلاث تغييرات بالمقارنة مع التشكيلة التي لعبت في المباريات السابقة، اثنين في الدفاع وتغييرا آخر اضطراريا في الهجوم. انطلق المنتخب الوطني بعزيمة وحذر في نفس الوقت كانت كرات مطمور وجبور في الدقيقتين الأولى والخامسة التي كادت أن تفتتح باب التسجيل لصالح الخضر وفي هجمة معاكسة في الدقيقة ال20 سجل المنتخب الأمريكي هدفا من وضعية تسلل لم يحتسبها الحكم البلجيكي في محاولة أخرى للمنتخب الوطني ضاعت في الدقيقة 25 وهي نفس المحاولة التي ضاعت في الدقيقة 29 من زياني الذي نفذ ركنية لم تفلح في سبيل التسجيل وكان مبولحي في الموعد مع لقطة أمريكية خطيرة في الدقيقة 35 وأخرى في الدقيقة 36 وكما أعلنها الناخب الأمريكي برادلي كانت إرادة المنتخب الأمريكي كبيرة لقتل المقابلة في الشوط الأول وهذا ما لم يتمكن منه إلا أن المنتخب الوطني ظل ناقص الفعالية في الهجوم وبقي عقيما في تحويل الفرص القليلة إلى أهداف ظهرت نقائص فيما يتعلق بالتنسيق بين الخطوط الثلاث وحتى التعليمات التي قدمها المدرب الوطني بالقذف من بعيد لم تجد الإتقان اللازم وخصوصا في التايمينغ. ولوحظ أن وسط الميدان زياني كان يلعب دورا في بطؤ اللعب والحلول دون القيام بهجمات سريعة ومباغتة وشهد الشوط الأول كذلك تألق الحارس مبولحي الذي أنقذ المرمى الجزائري من أهداف محققة. وعلى العموم كان مستوى الشوط الأول رائعا حيث تميز بالاندفاع إذ لم تتم إضافة إلا دقيقة واحدة من الوقت بدل الضائع. وكان لابد للمدرب رابح سعدان أن يقدم تعليمات لتدارك هذه النقائص. أما الشوط الثاني فعرف المنتخب الأمريكي تغييرا بدخول وسط الميدان مكان مهاجم وحاول المنتخب الوطني عن طريق مطمور أن يطرد النحس لكنه كان في وضعية تسلل في الدقيقة 46. وتواصل الضغط الأمريكي مع هجمات معاكسة للخضر تحولت إحداها إلى ركنية تصدى لها الدفاع الأمريكي وأخرى جانبت المرمى بعد رأسية من جبور.وضيع الأمريكان هدفا في الدقيقة 56 بعد أن اصطدمت بعارضة مبولحي مع تواصل الضغط الأمريكي الرهيب في الدقائق الأولى من الشوط الثاني. وفي أول تغيير للمنتخب الوطني دخل غزال مكان جبور وثاني تغيير في المنتخب الأمريكي بخروج إيدز ودخول مهاجم أمريكي وتصدى مبولحي في الدقيقة 64 لمحاولة خطيرة وحولها إلى ركنية كما دخل قديورة في مكان زياني وفي هجمة معاكسة للخضر كادت أن تتحول إلى هدف من مطمور لكن الكرة راحت جانبية. وظهر التعب جليا على الفريق الوطني الذي وجد صعوبة في الحفاظ على النتيجة مع نقص الفعالية في الهجومات المعاكسة القليلة. وتواصلت الحملات الهجومية الأمريكية على دفاع جزائري منهك ارتكب أخطاء مثل المخالفة المباشرة التي تصدى لها مبولحي بأعجوبة في الدقيقة 79. ومثلها نفذها الأمريكان من على بعد 30 متر من مرمى مبولحي راحت فوق المرمى وشهدت الدقيقة 85 خروج مطمور ودخول صايفي. لكن صمود الفريق الوطني لم يستمر إلا للدقيقة 1 من الوقت بدل الضائع قبل أن يسجل الأمريكان هدفهم الأول ويتلقى عنتر يحيى بطاقة حمراء ليواصل الخضر الدقائق الأخيرة بعشر لاعبين قبل أن يصفر الحكم معلنا عن نهاية اللقاء بهدف لصفر لصالح أبناء العم سام وهي النتيجة التي حرمت الخضر من التأهل للدور الثاني حيث تموضعت الجزائر في المرتبة الأخيرة بعد إنجلترا وسلوفينيا والولاياتالمتحدةالأمريكية. وبعد نهاية اللقاء هرع لاعبو الخضر لتحية الأنصار الذين رافقوهم طيلة إقامتهم في بلدة منديلا التي لم يكتب لها أن تتواصل لكن المسيرة التي خاضها الخضر أظهرت عودة قوية للجزائر إلى المحفل الكروي العالمي ولكن هذه المرة بأسلوب احترافي يتماشى مع التطور الذي تعرفه كرة القدم في العالم.