على هامش المباراة الاعتزالية لعمر بطروني، التقينا المدافع القوي للمولودية سابقا، طارق لعزيزي، المتوج رفقة المنتخب الوطني بكأس إفريقيا سنة 90 وهو لا يتجاوز ال18 سنة، وأجاب بكل عفوية عن الأسئلة التي طرحناها عليه، كما أن علامات الفرحة كانت بادية على محياه بعد تتويج العميد باللقب الذي غاب عنه 11 سنة كاملة. بداية كيف هي أحوالك طارق؟ الحمد للّه أحوالي جيدة وأنا سعيد جدا بتتويج المولودية بلقب البطولة وشاءت الصدف أن أكون حاضرا في يوم كهذا والعميد يحصل على اللقب السابع وكذلك الاحتفال الكبير بمناسبة إقامة المباراة الاعتزالية للنجم الكبير الذي قدم الكثير للمولودية وللجزائ بطروني، كما أن المنتخب الوطني مقبل على المشاركة في كأس العالم وهو في حد ذاته إنجاز يجب الافتخار به. ما دمت قد تحدثت عن المنتخب الوطني، كيف تقيّم تحضيراته للموعد العالمي لحد الآن؟ أرى أن المنتخب يقوم بتحضيرات في المستوى، وهو الآن في ألمانيا لمباشرة التربص الثاني بعدما أنهى الفترة الأولى من التحضيرات في تربص كران مونتانا بأعالي سويسرا، وهي منطقة رائعة ومناسبة لشحن البطاريات بعد أن قضوا موسما شاقا سواء مع أنديتهم و مع المنتخب الوطني، أين خاضوا تصفيات ماراطونية للتأهل إلى المونديال، كما أن الاتحادية وضعت كل الامكانات تحت تصرفهم ووفرت كل شروط الراحة والعمل والكرة الآن في مرماهم لأننا في السابق كنا نحضر في ظروف صعبة مقارنة بما يعيشه المنتخب حاليا. لكن المنتخب فشل في أول خرجة ودية، ما رأيك في تلك المباراة؟ الحقيقة أنها مباراة ودية وستبقى كذلك، صحيح أن المنتخب مر جانبا أمام إيرلندا لكن هذا ليس معناه أن المنتخب الوطني ضعيف، خاصة أنه عانى من بعض الغيابات المؤثرة، وهو ما انعكس سلبا على أداء التشكيلة التي خاضت اللقاء. الدفاع تلقى ثلاثة أهداف كاملة وهو ما يثير بعض المخاوف في المونديال؟ أظن أن الأمور تختلف والدفاع لعب لأول مرة ببلعيد وحليش في وسط الدفاع، وهو منصب حساس جدا، يجب أن يكون التفاهم والانسجام كبيرين بين المدافعين وهو ما غاب عن المنتخب في تلك المباراة، ما جعل الفريق يتلقى ثلاثة أهداف، كما أن المدرب الوطني كان بصدد تجريب بعض اللاعبين والحلول ليحكم على مستواهم، وهو أمر طبيعي لأن وسط الدفاع يستلزم الاستقرار كما قلت، لأنه منصب حساس ومهم جدا ومن الأحسن عدم المغامرة فيه. أوضح أكثر طارق، ماذا تقصد بعدم المغامرة؟ حسب رأيي الخاص، فإن الإبقاء على الثلاثي الذي خاض التصفيات أفضل حل في المونديال، لأن حليش وبوڤرة وعنتر أظهروا تناسقا وتفاهما بينهم وتعودوا على بعضهم البعض، وهو شيء مهم، والمواصلة بهذا الثلاثي أمر لابد منه لأنه سبق وأن أعطى نتائج في المستوى وكان أحسن خط دفاع في التصفيات، وأثبتوا جدارتهم باللعب في التشكيلة الأساسية، وبعودة عنتر وبوڤرة من الإصابتة فإنني أظن أنه لا خوف على الدفاع في جنوب إفريقيا بحول اللّه. إذن الوافد الجديد بلعيد لم ينل إعجابك؟ لا أعرف هذا المدافع ولا يمكنني الحكم عليه خلال مباراة واحدة، لأن ذلك صعبا وسعدان لما استقدمه يعني أنه يعرف إمكاناته، أما رأيي فقد قلت لك أنه لا بديل عن الثلاثي حليش، عنتر وبوڤرة. إذن أنت متفائل بأن المنتخب الوطني سيحقق نتائج إيجابية في كأس العالم؟ التفاؤل لابد منه، وأتمنى أن يحقق الخضر شيئا ما في المونديال ويمروا إلى الدور الثاني على الأقل، لكن الواقع أمر آخر، لكن إذا كان الحظ بجانبه وتخلصت العناصر من الإصابات ولعبوا دون عقدة أمام نجوم إنجلترا فمن الممكن جدا أن نحقق شيئا ما في المونديال. المدافعون الحاليون يسجلون الأهداف كما كنت تفعل أنت، ما رأيك؟ شيء جميل أن يساعد الدفاع الهجوم في تسجيل الأهداف، مثلما يدافع المهاجمون، فهذه هي كرة القدم الحديثة، أما أنا فقد كنت دائما أريد مساعدة فريقي والمنتخب الوطني وأحاول استغلال الكرات الثابتة للتسجيل دائما، وكنت سعيدا جدا بمساعدة زملائي لكن الفرق بيننا هو أن المنتخب الحالي يعتمد على الكرات الثابتة بشكل كبير في تسجيل الأهداف، لأن المهاجمين الحاليين يعجزون عن التسجيل، وهذه مشكلة حقيقية لأن الضغط سيكون أكبر لما تتاح ركنية أو مخالفة، كما أن المنتخبات الأخرى أصبحت تعرف نقطة قوة الخضر وستحاول الوقوف في وجه اللاعبين لما تكون هناك كرة ثابتة، وهو الأمر الذي يجب أن ينتبه له سعدان كما يجب إيجاد الحل للعقم الهجومي. ومباراة الإمارات هل ستكون اختبارا حقيقيا للخضر قبل التوجه إلى جنوب إفريقيا؟ بغض النظر إلى المنافس، أظن أن كل مباراة لها فوائدها، فالمنتخب الحالي محتاج إلى لعب أكبر عدد من المقابلات حتى يحقق الإنسجام اللازم بين لاعبيه، ومباراة الإمارات فرصة للوقوف على تحضيرات الخضر، قبل التنقل إلى جنوب إفريقيا، ولا يهم ضد من نلعب بقدر ما يهم تحقيق التجانس بين العناصر الجديدة والقديمة، صحيح أن الإمارات لا تملك فريقا قويا نقيس به مستوى الخضر، لكن أهداف هذه المقابلة واضحة وهي رفع المعنويات وخلق الانسجام أكثر من أي شيء آخر. لقد تحدثنا كثيرا عن المنتخب الوطني ونسينا المولودية، كلمة عن اللقب؟ الشبان الذين اعتمدت عليهم المولودية يستحقون اللقب، وأثبتوا جدارتهم هذا الموسم من خلال تسيدهم البطولة منذ أول مواجهة إلى غاية نهايتها، والمولودية تستحق اللقب أكثر من أي فريق آخر، وإن شاء اللّه سيواصلون العمل ويحققون نتائج أفضل في السنوات القادمة. كلمة أخيرة لعزيزي.. ستستمر الأفراح إن شاء اللّه ويحقق المنتخب نتائج جيدة في المونديال ويفرح الشعب الجزائري الذي يحتاج إلى هذه النجاحات وتحيا المولودية ويحيا المنتخب الوطني وربي يحفظ لنا بطروني وشكرا لكم.