أجرت التشكيلة الوطنية منتصف نهار أمس في ملعب"أوغو"، حصة تدريبية في نفس توقيت المباراة، وهي الحصة التي لم تكن مفتوحة لرجال الصحافة بالمركز وتابعنا الحصة التدريبية بصعوبة كبيرة، إلا أننا تمكنا من تسجيل عدة نقاط منها ما تبدو عادية على خلفية أن الشيخ يفضل عامل الإستقرار ومنها ما قد تشكل للمتتبعين مفاجأة لم تكن في الحسبان، إذ لم يعمد سعدان هذه المرة على إخفاء أوراقه مثلما كان عليه الحال في حصة أول أمس على اعتبار أن الحصة كانت مغلقة ولم يسمح فيها للصحافيين الأجانب حضورها، وهذا ما قرره المدرب سعدان. قادير سيكون في الجهة اليمنى من الدفاع أولى تغييرات التي سيجريها المدرب سعدان على التشكيلة، إقحام اللاعب قادير كظهير أيمن طيلة اللقاء التطبيقي، وهو المنصب الذي يعاني منه الخضر كثيرا، وكان مطمور في كل مرة يشغله، إلا أن سعدان يفكر مليا في استغلال قدرات مطمور الهجومية، باعتباره هداف من الطراز العالي وبوسعه فك العقدة التي لازمت الخضر مطولا، وهو ما جعله يعتمد على ڤديورة ظهيرا أيمن أمام إيرلندا الذي وإن حاول جاهدا تقديم كل ما لديه، إلا أنه لم يتمكن من التأقلم مع هذا المنصب، وبالتالي بات أمرا ضروريا إيجاد مخرج لهذه المعضلة، ليكون سعدان في نهاية المطاف قد خلص إلى الإعتماد على فؤاد قادير ظهيرا أيمن، خاصة وأن قادير أظهر إمكانيات كبيرة في هذا المنصب. سيساعد منصوري وزياني أكثر وحتى وإن يبدو الخيار قابل للنقاش، إلا أن فؤاد قادير يمثل حلا من الحلول التي يمكن اللجوء إليها، إذ أن سعدان سيعتمد لا محالة على ثلاثة لاعبين في محور الدفاع، وهي المنطقة التي سيشغلها عنتر يحيى، حليش وبوڤرة، في حين أن الرواقين سيتكفل بهما كلا من قادير وبلحاج، وكلاهما يملكان نزعة هجومية، إذ أن المنصب الحقيقي لقادير في كل النوادي التي تدرج فيهم هو وسط ميدان هجومي، وبالتالي فإن شغله الرواق الأيمن سيكون بنزعة هجومية على اعتبار أن زياني سيكون في هذه الجهة مدعوما بقادير الذي سيكون سندا كذلك لمنصوري في وسط الميدان. 5/4/1 تتحول إلى 3/3/2 وهذا سلاح سعدان الجديد ومن جملة الخيارات التي اتخذها سعدان هو الإعتماد على خطة 5/4/1 التي تتحول عندما تكون الكرة بحوزة إلى 3/3/2/1، مايعني أن زياني ومطمور سيعودان لمساعدة لمنصوري ولحسن، في حين بلحاج وقادير سينضمان إلى ثلاثي محور الدفاع، على أن يبقى رأس الحربة يتحين أي فرصة تتاح له في الهجوم لمباغثة دفاع المنافس، وهي الخطة التي جربها سعدان وأعطت ثمارها في تلك المباراة التطبيقية من خلال اعتماده على كل هذه العناص،ر الحذر مطلوب والخضر بهجومات معاكسة ويتضح من هذه الخطة أن سعدان يرفض المغامرة كثيرا وسيعتمد على خطة حذرة تجعله يمتص حرارة السلوفينيين لأطول مدة على أن يستغل لاعبوه أي فرصة، ولا يمكن الجزم أن الخطة حذرة بشكل كبير طالما أن غالبية اللاعبين لديهم نزعة هجومية ويملكون قدرات على التهديف، على غرار مطمور، جبور، زياني المدعومين بالجناح الطائر بلحاج وبقذفات لحسن ورأسيات ثلاثي محور الدفاع، ومع ذلك الإنطلاق بسلسلة من الهجومات لما لا لمباغثة دفاع المنافس الذي يبقى منظما جيدا في الخلف. سعدان لن يغامر بيبدة ويضعه كجوكير وإذا ما سلمنا على خلفية الحصة التدريبية المغلقة أن سعدان سيعتمد على هذه الخطة، فإنه يتضح جليا أن حسان يبدة سيبقى بمثابة "الجوكير" طالما أنه تلقى الضوء الأخضر للإلتحاق بالمجموعة أمس فقط، في حين لم يبق عن مباراة سلوفينيا سوى 72 ساعة فقط، وهو وقت غير كاف للدخول في منافسة من حجم المونديال، إلا أن يبدة يبقى قيمة ثابتة ومن الممكن جدا اللجوء إلى إقحامه في مبارة سلوفينيا في الشوط الثاني على الاقل من تغيير طريقة اللعب من أجل إعطاء مفس آخر للخضر. وأخيرا غزال يحال على الإحتياط والمثير للإنتباه، أن غزال فقد الكثير من النقاط في المبارتين الوديتين الأخيرتين، ما يجعله يفقد مكانة أساسية خاصة أنه لم يتمكن إطلاقا من التهديف ما عدا إزعاج المدافعين وإبقائهم في مكانهم، إلا أن ذلك غير كاف طالما أن الخضر بحاجة ماسة إلى من يسجل الأهداف خاصة في ظل القحط الذي يمرون به، وبالتالي يبدو أن جبور الأوفر حظا، خاصة وأنه سريع مقارنة بجبور السريع، والذي سيكون في الهجوم لمفرده، حيث سيتلقى من دون شك من صانعي اللعب زياني ومطمور لتسجيل لما لا الأهداف. عنتر، بوڤرة وحليش منذ البداية ولا تغيير في الدفاع ولا يمكن الحديث عن التشكيلة الأساسية دون التطرق لخط الدفاع الذي بدا أكثر استقرارا بعودة ثلاثي محور الدفاع، عنتر، بوڤرة وحليش الذين تمكنوا من تحصين الخط الخلفي جيدا أمام الإمارات، وهو ما يعطي الإنطباع أن سعدان سيقود هذا الثلاثي الذي اعتاد على اللعب سويا، على أن يكون الحارس الأول فوزي شاوشي الحارس الأول بدون منازع في كل المباريات الرسمية، وهو ما قرره المدرب سعدان الذي وضعه منذ البداية. هكذا سعدان يتفادى ما حدث له سابقا وعن حراسة المرمى يكون سعدان قد اقتنع أنه لا مناص من اختيار حارس واحد والإستقرار على هذا الخيار، على خلاف ما قام به من خيارات في مونديال مكسيكو، حين اعتمد على العربي الهادي في لقاء إيرلندا ثم دريد أما البرازيل، إذ أن هذا المنصب لا يجب أن يعرف تغييرات كثيرة طالما خط الدفاع مطالب بالتنسيق جيدا، وفي هذه الحالة الإعتماد على مبولحي خيار غير محمود العواقب طالما ذات الحارس لم يلعب مع ثلاثي محور الدفاع عنتر، بوڤرة وكذا حليش، في حين شاوشي هو الحارس الأول لدى المدرب سعدان. البدائل متوفرة ولا خوف على المنتخب .. ويعتزم سعدان الفوز بأول مباراة لإدراكه التام أن المأمورية ستكون صعبة أمام إنجلترا وأمريكا، وبالتالي يكون قد عمد على هذه الخيارات وفق مبدأ الأكثر جاهزية والإستقرار، لكن دون التفريط في عدة أوراق رابحة على غرار بودبوز الذي بوسعه تغيير مجرى أي مباراة أو ڤديورة الذي لديه من الإمكانات ما يسمح بتحصين وسط الميدان وكذا الانطلاق بهجومات معاكسة من خلال البدائل الكثيرة التي سيراهن عليها كثيرا في المباراة الأولى أمام سلوفيينا التي ستكون مصيرية للنخبة الوطنية.