إصرار كبير لمسناه عند عناصر المنتخب الوطني عند حلولهم بكاب تاون منتصف نهار أمس، حيث أظهر اللاعبون إرادة وعزيمة قوية للظهور بوجه طيب والوقوف الند للند مع المنتخب الإنجليزي المدجج بترسانة من النجوم الكبار، وبالرغم من أن ملامح الضغط بدت واضحة على وجوه عناصر المنتخب الوطني، باعتبار أن أي نتيجة أخرى غير الفوز ستجعل حظوظهم ضئيلة أو منعدمة في المرور للدور الثاني، لكن بالمقابل يحاول الناخب الوطني رابح سعدان التخفيف من حدة الضغط المفروض على لاعبيه قصد تمكينهم من الظهور بكامل إمكاناتهم، حيث يؤكد لهم أنهم لن يخسروا شيئا وأنهم مطالبون باللعب بحرارة ودون أي مركب نقص بغض النظر عن النتيجة النهائية التي ستؤول إليها المباراة، وفي كل الظروف والأحوال يمكن القول بأن المعنويات مرتفعة والأجواء تبعث على الإرتياح، على أمل التأكيد فوق الميدان وتحقيق أحلام أكثر من 35 مليون جزائري يعلقون أمالا كبيرة على هذا المنتخب. الضغط موجود ولكن اللاعبين يحاولون تجاوزه ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن ننكر وجود الضغط لأن الأمر يتعلق بمباراة مونديالية ومع منتخب يعد من أكبر المرشحين للتتويج باللقب، ناهيك أن عناصر المنتخب الوطني جلهم شبان ولا يملكون الخبرة اللازمة باعتبارهم يلعبون كأس العالم لأول مرة في مشوارهم الكروي، لكن عموما يحاول اللاعبون تجاوز الضغط من خلال التركيز في المباراة ومن خلال رفع معنويات بعضهم البعض، على غرار ما يفعله بوڤرة الذي يؤكد لزملائه في كل مرة أنه سيتكفل بحراسة روني، وأنه لن يفلت منه وأنه سيعرف اليوم من هم حقا الجزائريون. سعدان قام بدور طبيب نفساني وحتي نصف الأجواء على ماهي عليه حقا يجب أن نؤكد بأن ملامح الخوف أيضا بدت واضحة على وجه الناخب الوطني رابح سعدان، والذي سينال حتما أكبر نصيب من الإنتقادات في حال ما إذا كانت النتيجة سلبية باعتباره المسؤول الأول عن العارضة الفنية، ولكن رغم هذا يحاول سعدان أن يخفي قلقه، وأن يخفف أيضا من روع أشباله، علما أنه ركز بعد مباراة سلوفينيا على الجانب البسيكولوجي إدراكا منه أن اللاعبين محضرين جيدا وأنهم تأثروا من الهزيمة الأولى أمام المنتخب السلوفيني التي جاءت مخالفة لكل التوقعات، وحتى رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم بدوره لم يعاتب لاعبيه بعد هزيمة سلوفينيا، بل بالعكس حفزهم إدراكا منه أن الحفاظ على معنويات اللاعبين مهم جدا مادامت الحظوظ مازالت قائمة. بوڤرة خاطب زملائه وشحن بطارياتهم والظاهر من خلال احتكاكنا بعناصر المنتخب الوطني أن صخرة الدفاع مجيد بوڤرة هو أكثر اللاعبين حماسا وإرادة، باعتبار أنه لا يعاني من أي ضغط وواثق إلى أبعد الحدود من إمكاناته إلى درجة أنه لا يتردد في مخاطبة زملائه كلما سمحت الفرصة، ليؤكد لهم أنهم لا يقلون شأنا عن الإنجليز وأن الجزائر بإمكانها الفوز، في محاولة منه لمنح خبرته المعتبرة لباقي زملائه الذين يفتقدونها. إصرار كبير على الفوز و"القلب" سيكون حاضرا وبالرغم من إدراك رفقاء لحسن لصعوبة المأمورية في مواجهة اليوم أمام المنتخب الإنجليزي القوي، إلا أنهم عازمون على رفع التحدي وقول كلمتهم، والأكيد أننا سنشاهد مباراة مجنونة تكون روح أم درمان حاضرة فيها، باعتبار أن الخضر سيلعبون مصيرهم، والهزيمة تعني أنهم لن يتمكنوا في أي حال من الأحوال من بلوغ الهدف المنشود المتمثل في بلوغ الدور الثاني من المونديال، وهو الحلم الذي يراود كل الجزائريين. المباراة ستبدأ من المدرجات ومما لا شك فيه أن الحضور الجماهيري سيكون قويا وقويا للغاية في مباراة اليوم من خلال تواجد أعداد هائلة من أنصار المنتخب الإنجليزي في كاب تاون جاءوا خصيصا لمساندة منتخب بلادهم في المونديال وكذا تدفق أنصار الخضر الذين يرتقب أن يصل عددهم إلى أكثر من 10 آلاف مناصر بدعم أهالي كوازينوناتال الذين تنقلوا من دوربان إلى كاب تاون لمناصرة الخضر، وبالتالي فإن المواجهة ستبدأ في المدرجات أولا قبل أن تصل إلى أرضية الميدان. فوز سويسرا على إسبانيا زاد من حماس الخضر لصنع المفاجأة بالمقابل تمكن المنتخب السويسري من هزم نظيره الإسباني مما زاد من إرادة وعزيمة عناصر المنتخب الوطني على إحداث المفاجاة والسير على خطى المنتخب السويسري الذي لم يكن ليرشحه أي أحد للتغلب على الإسبان وإيمان عناصر المنتخب الوطني بأن الأبواب مفتوحة على كل الإحتمالات وأن عامل المفاجأة وارد إلى أبعد الحدود، في انتظار التأكيد فوق أرضية الميدان عشية اليوم أين ستكون كل الأنظار مشدودة نحو ملعب ڤرين بونت بكاب تاون، التي ستبقى شاهدة على الحضور الجماهيري الجزائري القوي لمساندة الخضر في المونديال.