حافظ المنتخب الوطني على كل حظوظه في التأهل إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم المقامة حاليا بجنوب إفريقيا، حيث يتعين عليه الفوز في المباراة القادمة التي ستقام بملعب بريتوريا أمام المنتخب الأمريكي يوم 23 جوان الحالي لتحقيق حلم كل جماهير الكرة الجزائرية والعربية، على اعتبار أن محاربي الصحراء هم الكتيبة الوحيدة التي تحمل لوائها في هذا العرس العالمي الكبير. النتيجة الإيجابية التي حققها المنتخب الوطني أمس أمام المنتخب الإنجليزي الذي يعد أحد المرشحين للتتويج باللقب العالمي، تؤكد أن اللاعبين الجزائريين لا يؤمنون بشيء إسمه مستحيل، حيث دوما يكونون في الموعد خلال اللقاءات الهامة مثلما كان عليه الحال في المباراة الفاصلة بالسودان أمام المنتخب المصري ثم مباراة الدور ربع النهائي في كأس إفريقيا الأخيرة أمام المنتخب الإيفواري، والتي تعد أحد أروع المباريات التي لعبها الخضر في العشر سنوات الأخيرة . الإرادة تقهر النجوم وأكد المنتخب الوطني مرة أخرى، أنه يتمتع بإرادة خارقة للعادة، تظهر دوما في اللحظات الحاسمة مثلما كان عليه الحال أمس، حيث تمكنوا من الوقوف في وجه الآلة الإنجليزية المدعمة بأرمادة من النجوم الذي يصنعون أمجاد أقوى الأندية الأوروبية في الوقت الحالي، غير أن ذلك لم يجدي نفعا أمام رفقاء زياني الذي عادوا إلى المستوى الذي مكنهم من التأهل إلى هذا العرس العالمي الكبير، بعدما تسرب الشك إلى نفوس الكثير من الأنصار خاصة مع توالي النتائج السلبية منذ الدور قبل النهائي كأس أمم إفريقيا، والفضيحة التي تسبب فيها كوفي كودجيا الذي كاد أن يقضي على معنويات المنتخب الجزائري الذي لم يستعيد أنفاسه إلا أمس. الرجال يبانوا في وقت الشدة بالمونديال تألق المنتخب الوطني أمس يعد صفعة لمن شكك في قدرته خلال هذا المونديال، خاصة بعد التعثر الذي سجله في اللقاء الأول أمام سلوفينيا، والذي تأكد أنه لم يكن سوى كبوة جواد، خاصة وأن الكثير من المنتخبات قد تعثرت في بداية هذا المونديال على غرار المنتخب الإسباني الذي يعد أبرز مرشح للتتويج باللقب العالمي في الوقت الحالي. معركة الجزائر تصنع معركة كاب تاون وكان لاعبي المنتخب الوطني قد أكدوا أول أمس عشية مباراة إنجلترا أنهم شاهدوا فيلم معركة الجزائر الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان كان، وهو الفيلم الذي أكدوا انه منحهم إرداة خارقة للعادة بالنظر للصورة الرائعة التي نقلها عن المقاومة الجزائرية للاستعمار الفرنسي الغاشم، الذي سقط أمام عزيمة أبناء الجزائر. 18 جوان .. 18 نوفمبر التاريخ يعيد نفسه ومن باب الصدفة الجميلة، فان الملحمة التي صنعها المحاربون أمس صادفت تاريخ 18 جوان، وهو نفس اليوم من شهر نوفمبر الماضي الذي رسم فيه رفقاء عنتر يحيى عودة الجزائر إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب دام 24 سنة كاملة غاب فيها اسم الجزائر عن هذا الموعد العالمي الكبير، الذي اشتاق فيه الجزائريين كثيرا لرؤية علم بلادهم يرفرف فيه عاليا.