أبرز نقطة كانت سلبية على طول في المنتخب الوطني خلال مونديال جنوب إفريقيا، هي الضعف الهجومي أو العقم التام لمهاجمي الخضر في الوصول إلى مرمى الخصوم، حيث أن خروج أشبال الشيخ سعدان دون التمكن من تسجيل هدف وحيد كان بمثابة ضربة موجعة ستبقى راسخة في ذهن المشرف الأول عن العارضة الفنية للمنتخب، ومن دون شك أن هذه المشكلة ستكون أكبر ما سيركز عليه الشيخ في المواعيد القادمة، وستكون وجهته للصيد وجلب أسماء جديدة من البطولة الأوروبية محصورة بين قائمة تبدو الأقرب ولو على الورق ليستنجد سعدان بإحداها لتدعيم قاطرته الأمامية وإيجاد حلول ناجعة خاصة أن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 ليست بعيدة وأولى مبارياتها في البرنامج مطلع سبتمبر القادم، ما يوجب على الشيخ التفكير في أوراق جديدة تمكنه من تحقيق الهدف الذي سطره مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد رواروة، وهو التتويج باللقب الإفريقي، وسيدخل المدرب الوطني رابح سعدان، السوق الأوروبية كبقية الفرق لتدعيم المنتخب بمهاجمين جدد ينشطون في مختلف البطولات، وإن كانت الأوراق التي يبدو أنها متوفرة أمامه معروفة ويعرفها الجمهور الجزائري الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة عن الجزائريين في المهجر، إلا أن الشيخ، قد تكون له مفاجآت جديدة، كما حدث في رحلته لتدعيم دفاع الخضر قبل مونديال جنوب إفريقيا. أسماء ستسقط وأخرى ستعوّضها بعد كل ما أثير وقيل في مونديال جنوب إفريقيا عن لاعبي الخضر، وما حدث في محيط المنتخب، فإن سيف الحجاج من دون شك سيقصي رؤوسا وستسقط أسماء لتخلفها أسماء أخرى، وحسب المعطيات فإن قائمة المستبعدين قد تفوق أربعة أسماء أولهم المعتزل صايفي، الذي أكد أنه سيترك الفرصة للشبان لحمل المشعل وثانيهم منصوري، الذي سيبتعد عن حسابات الشيخ وأما اللاعبان الآخران فسيقرر في هويتهما المدرب، وإن وضعت بعض الأطراف عبدون كأحد المهددين، إلا أن الفصل سيكون قبل التربص القادم استعدادا للمباراة الودية شهر أوت الداخل أمام المنتخب الغابوني. بوعزة، الشادلي وبزاز الأوفر حظا يملك الثلاثي القديم بزاز وبوعزة والعمري الشادلي، أكبر حظ لدعوة جديدة من قِبل الناخب الوطني رابح سعدان خلال التربص المقبل من أجل إعطائهم فرصة لإثبات القدرات والتأكيد على قدراتهم في منح المنتخب دفعا قويا في الهجوم، بعد أن عجز زملاءهم في صنع الفارق في عدة مناسبات، ولم العمري الشادلي يوجه أي انتقاد للناخب الوطني عقب عدم اختياره للمشاركة في المونديال، وسيمنحه سعدان، فرصة لإثبات قدراته، إلا أن بوعزة مهددا نوعا ما إثر توجيهه تصريحات وانتقادات لسعدان و"الفاف" تفيد بأنهم تخلوا عنه بعد إصابته، لكن الشيخ قد يصفح عنه ويعتبر الأمر غير مقصود بسبب تأثره بالغياب عن أكبر تظاهرة كروية عالمية، بعد أن كان قريبا من المشاركة فيها ليجد نفسه خارج تشكيلة الخضر في آخر لحظة بسبب الإصابة، في حين أن بزاز يتطلع للعودة من بوابة نادي تروا الفرنسي، وطالما كسب ثقة المدرب الوطني واعتبره أحد اللاعبين القادرين على صنع الفارق، خاصة أنه كان يشغل الرواق الأيمن بشكل جيد وتألق في مشاركاته مع الخضر في أغلب الأحيان، أما بوعزة فهو الآخر يريد الرد على سعدان من بوابة الصاعد الجديد إلى "الليغ1" أفنيون الفرنسي، نفس الشيء يطمع إليه العمري الشادلي من بوابة كايزر سلاوترن الألماني. بن يمينة ورشيد غزال في المفكرة يعتبر الثنائي الشاب سفيان بن يمينة، لاعب شتوتغارت الألماني، ورشيد غزال (شقيق عبر القادر غزال) مهاجم ليون الفرنسي، ورقتين بارزتين سيركز عليهما الناخب الوطني رابح سعدان، في تدعيمه للقاطرة الأمامية، ويملك الثنائي الشاب مواصفات قد تجعلهما كذلك الأقرب لدخول مفكرة الشيخ، وقد ينضم كريم بن يمينة، لاعب إتحاد برلين الألماني إلى القائمة، إذ أن عودته الأخيرة الموفقة في مباريات فريقه الودية ستعطيه ثقة لاستعادة قوته التهديفية السابقة وربما سيكون حلا مفيدا لسعدان. فغولي وطافر في الانتظار إلى غاية حسم الصراع يبتعد كل من فغولي وطافر في الوقت الراهن عن المنتخب الجزائري، إذ أن كل واحد منهما لا يفكر إلا في البحث عن تحسين مستواه مع فريقه والتألق، فالأول انضم مؤخرا إلى فالنسيا الإسباني ويعول على البروز في "الليغا" لجلب اهتمام البارصا والريال، حيث أن تصريحات مناجيره أكدت أنه يركز حاليا مع فريقه، لكنه سيختار الجزائر لأنه يحبها، ما يعني أنه لن يكون ضمن الأوراق التي ستكون متوفرة مع بداية مشوار التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2012، وبذلك سيكون في الانتظار إلى غاية حسم صراع الخضر والديكة عليه، والذي انطلق فيه رئيس "الفاف" محمد رواروة، الباحث عن خطف موهبة فالنسيا الجديدة، ونفس الأمر ينطبق على طافر، مهاجم ليون الفرنسي، الذي تعتبر قضيته مشابهة لقضية فغولي واستفادة الخضر من خدماته في أقرب الأوقات صعب ومؤجل إلى إشعار آخر. سلطاني ومحمد دحمان ضحية وسط الميدان ذهب كل من كريم سلطاني، لاعب أدودن هاغ الهولندي، ومحمد دحمان، وسط ميدان بروج البلجيكي، ضحيتان لتواجد وسط ميدان قوي في المنتخب قبل المونديال، وبذلك سقطا من تشكيلة سعدان، ويسير الثنائي إلى نفس المصير ولا يعتبران من الأسماء القريبة لتدعيم المنتخب الوطني بسبب تركيز الشيخ، على البحث على مهاجمين قادرين على فك لغز العقم الهجومي، وبما أنهما يشغلان منصب وسط ميدان، فإن ذلك يُنقص كثيرا من حظوظهما في دخول قائمة اهتمامات سعدان القادمة. نجاح بودبوز قد يجعل سعدان يفكر في ورقة الشبان كان الناخب الوطني رابح سعدان، يتفادى دائما ضم لاعب شاب في بداية مشواره إلى تشكيلة المنتخب، وكان في كل مرة يؤكد أنه يتابع المواهب الشابة وسيستدعيها مستقبلا، لكن هذه المرة قد تتغير المعطيات وقد يعوّل عليها لمنح المنتخب دفعة قوية في الهجوم، حيث أن نجاح بودبوز صاحب 20 سنة سيجعل سعدان يبحث عن لاعبين من نفس العيار، يملكون الإرادة والحماس والإمكانات الفنية لتدعيم الخضر في أقرب وقت، ويوجد الكثير منهم في البطولة الفرنسية على غرار محامحة، لاعب ليون الفرنسي، وحمومة لاعب كان الفرنسي. جابو، غزالي، حاج عيسى وجاليت مطالبون بإثبات قدراتهم لطرق بوابة الخضر سيمنح الناخب الوطني رابح سعدان، فرصة جديدة للاعبي البطولة الوطنية من أجل الانضمام للمنتخب وتدعيم الهجوم في المواعيد القادمة، وسيدخل الشيخ في ورشة للبحث والتنقيب عن أسماء بمقدورها تقديم الإضافة مستقبلا، فبعد رحلة الشتاء التي قام بها سعدان من قبل لتدعيم الخضر، جاء موعد رحلة الصيف للبحث عن المهاجمين، ورغم أن البطولات الأوروبية كانت الخزان والسوق الأول الذي يقصده الناخب الوطني، إلا أن مهاجمي البطولة الوطنية ستكون لهم فرصة لطرق أبواب المنتخب وإثبات قدراتهم ورد الإعتبار للاعلب المحلي والتأكيد على أن سعدان أخطأ حين اعتمد على المحترفين في المونديال الأخير، ومن بين الأسماء التي تملك المواصفات الأولية لدخول مفكرة الشيخ، نجد مهاجمي وفاق سطيف جابو، غزالي، جاليت وحاج عيسى، وهم الأقرب ليكونوا محل متابعة من قِبله لعله يتمكن أحدهم من إقناعه وإثبات قدراته، وكان الناخب الوطني قد أكد في عدة مرات أن أبواب المنتخب تبقى مفتوحة أمام الجميع، وأمام ذلك فقد منح الشيخ، أملا جديدا لزملاء جابو، سيجعلهم يبحثون عن التألق خلال مباريات البطولة الوطنية قصد الإقناع والفوز بمكانة ضمن صفوف الخضر.