ضيّع منتخبنا الوطني، أمس، فرصة دخول التاريخ بخسارته ضد أمريكا في الوقت بدل الضائع بهدف لصفر، بعد فشل البديل صايفي في التسجيل وبهجمة معاكسة سجل علينا هدف قاتل. دخل الفريقان مباشرة في المباراة، حيث وفي الدقيقة الأولى يستغل المهاجم رفيق جبور كرة مرتدة وبحركة استعراضية يقذف الكرة باتجاه الحارس، لكن هذه الأخيرة تصطدم بالعارضة الأفقية في أول تهديد صريح من الجزائر التي أكدت نيتها الدخول في المباراة بنية الفوز. بعدها، تكافأت الفرص بين الفريقين، غير أن المنتخب الامريكي الذي كان خط دفاعه يعاني في المباراتين السابقتين أظهر وجها مغايرا هذه المرة وسمح التفوق العددي لعناصره في وسط الميدان بالقيام بالعديد من الهجمات، دون جدوى. دفع سعدان بلاعبيه للمشاركة في الهجوم، كلّف الخضر خسارة وسط الميدان، وهو اتضح جليا خلال الشوط الأول الذي عرف فيه أشبال برادلي كيف ينسقون هجماتهم، لكن براعة الحارس مبولحي حالت دون ذلك. ولم يحتسب الحكم هدفا امريكيا بداعي التسلل، حيث كان ذلك في الدقيقة ال 22 وتبين ان الخضر حاولوا استغلال أي فرصة تتاح لهم من أجل التسجيل، حيث عمد رفقاء القائد عنتر يحيى إلى القذف من خارج ال 18 مترا عبر كل من زياني في 3 مرات ومطمور في مرتين، إحداهما كانت داخل الإطار ولم تشكل خطرا على الحارس. وبعد المحاولات المبكرة غير الجادة والتي باءت بالفشل، انحصرت مجريات اللعب لدقائق في وسط الملعب وكاد المنتخب الأمريكي أن يفتتح باب التسجيل من هجمة مرتدة سريعة، حيث سدد هيركيوليز غوميز كرة قوية من داخل منطقة الجزاء، لكن الحارس الجزائري وهاب رايس مبولحي تألق في التصدي للكرة. وتلقى رفيق جبور تمريرة طولية في الدقيقة التاسعة، لكنه سدد الكرة بدون تركيز لتمر بعيدا عن الشباك. وتوالت المحاولات الهجومية للمنتخب الجزائري، لكن المنتخب الأمريكي توخى الحذر الدفاعي ووجد لاعبو الجزائر صعوبة في التوغل داخل منطقة الجزاء، ليجرب كريم زياني حظه ويسدد كرتين من خارج المنطقة، لكنهما لم تسفرا عن شيء. وبعدها تراجعت سرعة إيقاع اللعب شيئا ما وأعاد المنتخب الجزائري تنظيم صفوفه وغابت الخطورة عن المرميين لفترة، وسدد كريم مطمور كرة صاروخية في الدقيقة 30 لكنها ارتطمت برأس أحد لاعبي المنتخب الأمريكي وتحولت إلى ضربة ركنية لم تستغل. وفي الشوط الثاني، دفع بوب برادلي المدير الفني للمنتخب الأمريكي باللاعب بيني فيلابير بدلا من جوميز وبدا المنتخب الأمريكي مهاجما، لكن الفريق الجزائري توخى الحذر الدفاعي، وأتيحت فرصة جيدة أمام كريم مطمور في الدقيقة 47، لكنه سقط في فخ التسلل. وسدد نذير بلحاج كرة من ضربة ركنية في الدقيقة 53 قابلها رفيق حليش بضربة رأس، ولكن وسط رقابة دفاعية لصيقة لتمر الكرة إلى خارج الشباك. وفي الدقيقة 57 انطلق جوزي ألتيدور من الناحية اليسرى ومرر عرضية رائعة إلى ديمبسي الذي سدد الكرة، لكنها اصطدمت بالقائم. وسدد حسن يبدة كرة خلفية مزدوجة من داخل منطقة الجزاء، لكنها مرت بجوار القائم. وفي الدقيقة 62، أشهر حكم المباراة البطاقة الصفراء للأمريكي ألتيدور بسبب الخشونة. ودفع برادلي باللاعب إدسون بودلي بدلا من إيدو في الدقيقة 65 ثم دفع رابح سعدان المدير الفني للمنتخب الجزائري باللاعب عبد القادر غزال بدلا من جبور. وشكل المنتخب الأمريكي خطورة كبيرة على المرمى الجزائري، لكن مبولحي والدفاع الجزائري أحبطوا العديد من الهجمات. وتصدى مبولحي لكرة خطيرة في الدقيقة 68 ثم أهدر زياني فرصة ثمينة للمنتخب الجزائري حيث تلقى عرضية نموذجية، لكنه تباطأ في تسديد الكرة ثم سددها بجوار القائم. وبعد ثوان دفع سعدان باللاعب عدلان قديورة بدلا من زياني. وحصل عنتر يحيى على إنذار في الدقيقة 76 بسبب الخشونة. ودفع برادلي باللاعب داماركوس بيزلي بدلا من جوناثان بورنستاين في الدقيقة 81. وفي الدقائق الأخيرة، سيطر التوتر شيئا ما على اللاعبين وأصيب ديمبسي في فمه، لكنه واصل اللعب وحصل مهدي لحسن على بطاقة صفراء في الدقيقة 83. وقبل خمس دقائق من نهاية اللقاء، دفع رابح سعدان باللاعب رفيق صايفي بدلا من كريم مطمور وكادت المباراة تنتهي بالتعادل السلبي، لكن لاندون دونوفان نجح في حسم المباراة وبطاقة التأهل لصالح المنتخب الأمريكي، حيث سجل هدف الفوز 1/0 إثر تمريرة عرضية من إدسون بودلي، وأنهى المنتخب الجزائري المباراة بعشرة لاعبين حيث طرد قائده عنتر يحيى لحصوله على الإنذار الثاني. لهذه الأسباب لم يكسب "الخضر" أي مباراة لم يتمكن، أمس، أشبال المدرب رابح سعدان من تجاوز عقبة الولاياتالمتحدةالامريكية في لقاء عرف اندفاعا بدنيا كبيرا، وظهرت في الغلبة من الناحية البدنية للأمريكان الذين كانوا في احسن لياقتهم، عكس الخضر الذين انهاروا الواحد تلو الاخر بعدما بذلوا كل ما في وسعهم لصد الانجليز في اللقاء الثاني، الا ان تداعيات ذلك انعكست في مباراة امس. واجمع الخبراء الذين حضروا لقاء، أمس، أن رفقاء عنتر يحيى كان بامكانهم حسم المباراة في اللقاء الاول لو احسنوا الكرات التي وصلتهم، حيث ان المنتخب الامريكي بدا عليه نوع من التخوف و الحذر، حيث كانت تعليمات برادلي تقضي بتوخي الحيطة من الهجمات المعاكسة بقيادة مطمور. فرصة جبور لن تتكر ألف مرة ولعل لقطة جبور حين اصطمت كرته بالقائم الافقي في الدقيقة الاولى، كانت ابرز فرصة اتيحت للخضر طيلة المباراة وكان بالامكان تحويلها الى هدف من شأنه كسر عزيمة الولاياتالمتحدةالامريكية في اول وهلة، ومن ثم تسيير المباراة دون ارتباك و اللعب على الكرات القصيرة. تغيير الخطة التكتيكية فتح مساحات للخصم ومن الناحية التكتيكية، لعب الخضر بشكل مغاير ومختلف تماما عما كان امام الانجليز، وكان لاشراك مهاجمين وقعه على كامل التشكيلة، وظهرت المساحات التي استغلها الخصم، لكن يقظة الدفاع حالت دون تسجيل اهداف على الجزائر. وبدا واضحا من ان المنتخب الوطني. والاضافة الى عقم هجومه، فهو لا يحسن تسيير المباريات ويلعب بقلق وبدون تركيز، عكس تعليمات المدرب القاضية بالاحتفاظ بالكرة اقصى قدر ممكن والذهاب الى مرمى الخصم بهجمات منظمة و منسقة. كسبنا حارسا كبيرا وان كان مردود الخضر في لقاء الامس متوسطا ان لم نقل دون المتوسط، الا ان النقطة الايجابية التي يمكن الخروج بها هي اكتشاف المونديال، حيث ابل الحارس رايس وهاب مبولحي بلاء حسنا ووقف في وجه كل الكرات الخطيرة، وكادت النتيجة تكون ثقيلة لو سجلت الكرات الخطيرة و التي تجاوزت ال 5، و هو مؤشر ايجابي وبامكانه اراحة الطاقم الفني مستقبلا، الذي عيه البحث عن مهاجم قوي ينسينا في غزال، جبور وصايفي. ... ورحلة البحث عن مهاجم بدأت الآن وتاكد الجميع من استحالة تسجيل الخضر هدفا، في ظل غياب مهاجم قوي وفعال، وظهرت محدودية الثنائي جبور ومطمور، وحتى غزال وصايفي، وإن دخل في الدقائق الاخيرة، لكن دخوله اقترن بفرصة حقيقية للتهديف ضيعها واستغلها الخصم للقيام بهجمة مرتدة تمكن على اثرها من هز شباك مبولحي. زياني تراجع مستواه النقطة الاخرى التي وقف عليها الجميع في مباراة امس، هي الاداء الذي قدمه صانع العاب الخضر كريم زياني والذي كان خارج الاطار في المباريات الثلاث، ويرى البعض ان العقم الهجومي الذي يعاني منه الخضر يعود بالاساس الى تراجع مستوى كريم زياني، مما انعكس سلبا على اداء الفريق من الناحية الهجومية، حيث ضيع لوحده اكثر من 6 كرات وجميع تسديداته كانت خارج الاطار، ما يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل اللاعب مع الفريق، سيما اذا لم يلعب بانتظام في فريق اوروبي. نهاية المشوار لصايفي، منصوري وڤاواوي وكانت مباراة الامس الاخيرة للثلاثي منصوري، صايفي وڤاواوي، وان لم يلعب منصوري أي مباراة هو وڤاواوي زيادة على صايفي الذي لعب دقائق فقط، لكن التقدم في السن وقدوم عناصر جديدة سيعجل برحيل الثلاثي، خصوصا وان التصفيات المؤهلة لكاس افريقيا 2012 ستنطلق شهر سبتمبر المقبل. قالوا عن اللقاء شعبان مرزقان "الخلل كان في قلب الهجوم" المنتخب الأمريكي منتخب قوي وكان مستعدا ومحضرا جيدا للمباراة، وشاهدنا إنسجاما تاما بين اللاعبين الأمريكيين، بينما المنتخب الجزائري كان ينقصه الإنسجام وأكبر خلل كان على مستوى قلب الهجوم الذي كان ضعيفا بالمقارنة مع المنافس، كما كان يجب على المدرب سعدان إحداث بعض التغييرات الضرورية على الفريق مثل زياني ويبدة اللذان بدا عليهما التعب وكان من الضروري إقحام بودبوز الذي يمتاز بتقنيات عالية في اللعب. بالإضافة إلى كل هذا، ضيعنا فرصا كثيرة وأهمها تلك التي حظي بها جبور في الدقائق الأولى من بداية المباراة وكذا فرصة ثمينة لزياني، ولكن المهم أننا كسبنا فريقا جيدا سيكون له شان كبير في المستقبل وكذلك الحارس الممتاز مبولحي الذي قدم مباراة كبيرة هو أيضا. ناصر بويش "المباراة تشبه كثيرا اللقاء مع سلوفينيا" وسط الميدان كان ضعيفا وجبور وجد نفسه في العديد من المرات منعزلا في المنطقة الأمامية ووحده أمام شباك الخصم، وكان يجب على سعدان دعم الخط الأمامي بلاعب أو إثنين على الأقل. المباراة وجدتها تشبه كثيرا مباراة الجزائر سلوفينا، حيث ظهر لاعبونا بنفس المستوى وبنفس طريقة اللعب تقريبا، وكانت لنا العديد من الفرص للتسديد إلا أن الحظ لم يكن حليفنا. المهم أن نتعلم من أخطائنا ونصححها مستقبلا والفريق مازال شابا وأمامه الكثير وعلينا أن نفتخر بمنتخبنا وبالوجه المشرّف الذي ظهر به في المونديال والحارس مبولحي قدم مباراة في المستوى المطلوب.