يبقى الكثير من الجمهور الرياضي الجزائري يجهل عدة أشياء عن المدرب المساعد للمنتخب الوطني زهير جلول، الذي قيلت عنه أشياء كثيرة وأوّلت عنه عدة أشياء أخرى لم يكن لها أساس من الصحة، ولأن حديث العام والخاص في الآونة الأخيرة كثر عن جلول، الذي أبقى عليه الناخب الوطني مساعدا له رغم كل الضغوطات والاقتراحات التي عرضت عليه قصد تنحية، لعدم تقبلهم فكرة بقاء اللاعب السابق لأشبال رائد القبة والذي كان بمثابة المفاجأة الكبيرة لارتقائه إلى المنتخب الوطني، ارتأت "الشباك" أن تنشر بعض الحقائق عن هذا المدرب في مسيرته الرياضية حتى تزيل اللبس عن عدة حقائق وتكشف البعض الآخر منها في آن واحد، وتوضح بعض الأمور التي كان من الواجب توضيحها من باب المهنية ليس إلا. مسيرته كلاعب كرة قدم كانت مغمورة جلول لعب في أصاغر رائد القبة لينتقل إلى أواسط وأكابر "الكاك" بدأ زهير جلول، مسيرته الكروية كلاعب في الأصناف الصغرى لرائد القبة، وذلك مع بداية الثمانينات، قبل أن يتنقل للفريق الثاني في المنطقة أمل القبة، في صنف الأواسط سنة 1983، وارتقى بعدها إلى صنف الأكابر قبل أن يعتزل الكرة كلاعب في هذا الفريق المنتمي للأقسام السفلى سنة 1987، أي أربع سنوات مع "الكاك" كانت كافية ليعلق حذاءه، وعدا هاذين الفريقين لم يلعب جلول لأي نادٍ آخر في الوطن، وبقي لاعبا مغمورا لم يذع صيته على المستوى الوطني. لعب كمدافع ولاعب وسط مسترجع وكان يشغل جلول، منصب المدافع في وقت كان يلعب فيه أيضا وسط ميدان استرجاعي، معتمدا على بنيته الموفولوجية القوية لصد الكرات العالية واسترجاعها، وكان لاعبا متواضعا إلى حد ما، وهو ما حرمه من البقاء في رائد القبة، الذي كان يضم أسماء كبيرة آنذاك، وبالرغم من أن جلول، كان قوي البنية إلا أنه لم يكن يلعب بخشونة حسبما أكده الكثير من متتبعيه الذين يتذكرون ما كان يقدمه فوق ميدان ملعب بن حداد. لعبا سويا وكانا لا يفترقان حتى خارج الملاعب جلول وكِبير .. علاقة قديمة من أيام "الكاك" ويعتبر لمين كِبير، المحضر البدني للمنتخب الوطني سابقا، أحد أعز أصدقاء جلول، وتربطه به علاقة وطيدة منذ القدم، وتولدت عندما كانا يلعبان معا في فريق أمل القبة، فالكل كان يشهد لهما بهذه العلاقة سواء داخل الملعب أو خارجه، حيث كان دائما يحضران إلى التدريبات ويخرجان معا من ملعب بن حداد، وكانا يقضيان معا أوقاتهما خارج الملعب وتعدت علاقتهما مجال الكرة بكثير. الكل يشهد له بأخلاقه الحميدة وأكد الكثيرون أن جلول، صاحب مكارم وأخلاق حميدة، وهي الميزة التي لا يستطيع أحد أن ينكرها مثلما قال الذين تحدثنا إليهم في هذا الموضوع، حيث طوال السنوات التي لعبها في رائد القبة أو في "الكاك" لم يتعرض لأحد من زملائه أو مسؤوليه، ولم يقم بأي فعل مخل للانضباط ولم يخرج بتاتا عن القانون الداخلي الفريق، بل عكس ذلك تماما فقد أكد بعض اللاعبين الذين لعبوا معه في الفريقين، أن جلول، كان لاعبا خلوقا ومنضبطا، ويحب المزاح رفقة زملائه في الفريق في آن واحد. جلول وراء جلب كِبير للخضر لكنه لم يتمكن من تجنيبه "المقصلة" وكان لزهير جلول الفضل الأكبر في بلوغ لمين كبير المنتخب الوطني، حيث أكدت مصادر جد مقربة من جلول، أن هذا الأخير هو من عرض كِبير على الناخب الوطني رابح سعدان، والذي اطلع على سيرته وأُعجب بها كثيرا ووافق من دون إطالة على ضمه، وهو دليل آخر يكشف بأن سعدان يقدّر كثيرا جلول ويأخذ برأيه، غير أنه فشل هذه المرة في إنقاذ رأس رفيق دربه لمين كِبير، الذي طالته مقصلة رئيس الاتحادية الوطنية محمد روراوة، وأُبعد من الطاقم الفني للخضر، وهي مفس المقصلة التي كان معرض لها هو الآخر رفقة سعدان، غير أن القضاء والقدر حال دون ذلك. بعد سنوات من اللعب في الأقسام السفلى.. جلول ينطلق في أول تجربة له كمدرب أواسط أولمبي العناصر .. أول تجربة له في عالم التدريب! بعد أن اعتزل جلول اللعب، اتجه إلى عالم التدريب، أجرى أولى دراساته في المعهد التكنولوجي للرياضة وتحصل على الشهادة المؤهلة فباشر عمله، والبداية كانت مع أواسط أولمبي العناصر، الفريق الذي أشرف عليه لموسم واحد فقط، وهي أول تجربة لجلول زهير، في عالم التدريب وكان عمره آنذاك لا يتعدى 28 سنة. أصبح المدرب المساعد لسلطاني بعد موسم واحد مع أواسط أولمبي العناصر، ارتقى جلول، إلى الأكابر بطلب من إدارة الأولمبي، التي اقترحت على المدرب سلطاني، زهير جلول ليكون مساعدا له، وذلك بعدما أبدى مسؤولو هذه الإدارة رضاهم بالنتائج التي قدمها رفقة الأواسط، الأمر الذي رحّب به سلطاني ولم يعارضه، وحدث ذلك سنة 1990، غير أن جلول لم يواصل العمل في الرويسو، وفضل عدم العودة في الموسم الموالي، وكانت تجربة فريق العناصر الأولى والوحيدة لجلول قبل الانتقال للعيش في كندا. هذه هي المهنة التي كان يشتغلها بعد سفره إلى كندا جلول أنشأ شركة ل"الطاكسي وكراء السيارات" مع صهره في كندا ! وكان الموسم الذي قضاه جلول زهير في أولمبي العناصر، آخر موسم له بأرض الوطن، قبل أن يطير إلى المهجر ليسترزق ويكسب قوت عيشه الذي لم يكن ليوفره لعائلته البسيطة القاطنة بحي البدر بالقبة، فحط رحاله بكندا، وقضى هناك ما لا يقل عن 6 سنوات، عمل خلالها في بعض المناصب العمومية، قبل أن يستقر به الوضع ويعدل وضعيته القانونية بشكل رسمي، فأنشأ شركة صغيرة لاستئجار السيارات رفقة صهره الذي كان صاحب الفكرة التي جنى ثمارها. لم يشتغل كسائق طاكسي ومهمته كانت تسيير الشركة وعكس ما أُشيع وما يتداوله الكثيرون بأن زهير جلول اشتغل كسائق أجرة في كندا، ولو أن هذه المهنة تبقى شريفة، إلا أن الحقيقة ليست كذلك، لأنه كما ذكرناه سالفا، فإن جلول كان صاحب شركة للطاكسي وكراء السيارات، تماما مثلما يتواجد في أرض الوطن، وكانت مهته تقتصر فقط على تسير الشركة بمختلف شؤونها ولم يكن يجوب الشوارع الكندية بسياراته الصفراء، كما أوّله البعض وأراد أن يصوره. تجربة العناصر حفّزته على التدريب في كندا ولو أن جلول، طار إلى كندا لتحسين ظروف معيشته، إلا أن الهدف الأسمى الذي كان دائما يسعى إلى بلوغه هو خوض تجربة تدريبية هناك، بعد تجربة صغيرة من هذا النوع بأرض الوطن، حيث عرض شهاداته التدريبية للاتحادية الكندية التي بدورها رحّبت بها ومهّدت له الطريق لتمنحه بعض الفرق الصغيرة حتى يشرف عليها، غير أنه لم يتمكن من البروز هناك ليعود إلى أرض الوطن بعدها. عمل كمتعاون في الاتحادية الكندية وإضافة إلى هذا، فقد عمل زهير جلول، كمتعاون مع الاتحادية الكندية التي عينته كمنسق لها بعدما أُعجبت بسيرته الذاتية وبالشهادات التي حصلها عليها بتقدير جيد، حيث بلغ هذا المنصب من خلال المرحلة الأولى بعد تدريبه الفرق الهاوية في كندا، والتي مهّدت له الطريق حتى يحتك بمسؤولي الكرة الكندية الذين أُعجبوا به وبأفكاره. عاد من الباب الواسع وعمل كمساعد لسعدان في سطيف وبعد سنوات طوال من الغياب عاد زهير جلول إلى أرض الوطن وقرر الاستقرار نهائيا، بعدما سئم من ديار الغربة ومرارة معيشتها، ولم يلبث قليلا حتى اتصل به الناخب الوطني رابح سعدان، ليعرض عليه العمل إلى جانبه كمساعد له سنة 2006 في فريق وفاق سطيف، وتحصل معه على اللقب العربي، وهو اللقب الذي عزز به مسيرته التدريبية. لا توجد أي علاقة مصاهرة بين الرجلين سعدان وجلول .. علاقة عائلية مزعومة! إضافة إلى قضية "الطاكسي" التي أُوّلت وشاعت بسرعة البرق، فإن القضية الأخرى التي لم تكن أقل كذبة من الأولى، والتي مفادها أنه توجد علاقة عائلية بين سعدان وجلول، تتمثل في أن جلول صهر سعدان، الأمر الذي دعا به ليقربه ويجعله مساعدا له، لا أساس لها من الصحة، غير أن الحقيقة ليست كذلك لأن هذه العلاقة علاقة مزعومة أطلقتها بعض الأطراف التي كانت تسعى لإيذاء جلول. صهر جلول من "الأرض النبيلة" بالقبة صهر جلول وعائلة زوجته من القبة وبالضبط من حي الأرض النبيلة، وكل سكان هذا الحي يُدركون هذا الأمر، وشتان بين القبة وباتنة، مسقط رأس سعدان، التي تبعد بحوالي 500 كلم عن العاصمة، الأمر الذي استغربه مقربون من زهير جلول، الذي يبقى ذنبه الوحيد التواري عن الأنظار ورفض الإدلاء بالتصريحات. مشري: "أعرف جلول جيدا وهو أهل للمكانة التي بلغها" وفي ذات السياق، قال رئيس نادي رائد القبة سفيان مشري، بأن مساعد المدرب للمنتخب الوطني زهير جلول، يستحق المكانة التي بلغها وهو أهل لها، وأضاف مشري "أعرف جيدا زهير جلول، لعبت لجانبه لسنوات في أمل القبة وكان لاعبا خلوقا ومحبا للكرة، كما كان يبحث دائما في مجال التدريب مذ كان لاعبا، لذا أنا لا أستغرب ما استغربه الكثيرون في تعيين جلول مساعدا لسعدان، فالكرة الجزائرية بحاجة لمثل هؤلاء المدربين الشبان .. جلول تحصل على شهادة في التدريب ولا أجد أي داعٍ يمنعه من أن يكون متواجدا في الطاقم الفني للخضر، هناك مدربون شبان دربوا مباشرة منتخبات قوية جدا من دون أي خبرة ولا تجربة، فلماذا نستغرب أو ننتقد جلول، هذه هي ثقافة الكرة الحديثة وما علينا إلا التفكير بهذا الشكل، ضف إلى هذا كله فإن لاعبي المنتخب الوطني يكنون التقدير والاحترام لجلول، ولم يرفضوه يوما".