بعض المفسرين قالوا إن موعد قيام الساعة قد يكون في عام 2022، والله تعالى أعلم، فهذا يتزامن مع انعقاد دورة مباريات كأس العالم في قطر. قبل ذلك التاريخ شرعت دولة قطر في تشييد ملعب لكرة القدم وبدأت ترسم الخطوط العريضة للأمن، وخصوصا أن المنتخب الإسرائيلي سيشارك في المونديال. تعتبر قرعة الفيفا التي رست على إخواننا القطريين إنجازا بحد ذاته، وخصوصا أن قطر هي أول دولة عربية ستجري على أرضها مباريات كأس العالم؛ السؤال الذي يطرح: هل يتحقق حلم العرب في احتضان كأس العالم، بالأخص القطريين؟ إذا ثبت تفسير الدكتور بسام جرار فإن قيام الساعة ونهاية الكون يصادف موعد انعقاد كأس العالم في قطر عام 2022 جاء بناء على معطيات وأدلة استقاها من القرآن الكريم؛ وفي حال تحقق قول الدكتور جرار فإن الفرحة الكروية لا تكتمل. بهذا تخسر قطر دراهمها بدون أن تحقق أي مكسب أو مردود مادي، وفي المقابل تشفي صدور قوم مؤمنين حينما يروا دولة إسرائيل تنهار أمام أعينهم بسواعد المخلصين، مصداقا لقول رب العزة "فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا". فبناء الاستاد الرياضي والمرافق الأخرى سوف يكلف قطر عشرات المليارات من الدولارات، فهذا ليس بمبلغ بخس تعجز عنه الدول النامية قاطبة، ثمة عجز في موازنات دويلات العرب، فتستجدي أرباب النفط في الخليج والسعودية لعل وعسى أن يمنوا عليها بمليون أو اثنين حتى يؤمنوا شعوبهم، فنرى تحميل الجمايل وبعدها يتنافخ مشايخ النفط والغاز وكأنهم قدموا الكثير. فالسؤال الذي يتدحرج أمامنا: ما مغزى أن تنفق حكومة قطر مليارات الدولارات على ملعب كرة قدم، وهي تعلم أنه لربما لا تستطيع أن تعيد ثلث المبلغ ولا حتى ربعه؟ هل فقط لمجرد الصيت؟ لماذا لم تصرف هذه المبالغ على أغراض تخدم قضايا الأمة المترامية، بدءا بالقضية الفلسطينية ومرورا بالعراق وأفغانستان؟ أين الأهم والمهم في الأجندة العربية؟! سبحان الله!! المعادلة أضحت عكسية تماما، لا يوجد أهم ولا مهم، فكله في الهوى سوى، المهم هو إنفاق الأموال على شيء لا يخدم الشعوب الإسلامية ويزيدها تفسخا ويساعد على تباعدها. لو أنفقت مليارات استاد قطر على النهضة العلمية وتوعية الشباب المسلم للنهوض بهم فكريا من أجل تحرير الأرض والعباد ليعود للأمة مجدها، لكان أفضل بكثير من خزعبلات كرة القدم وجنون الرياضة.. كادت الجزائر ومصر تشتبكان بعيد لقاء كرة قدم بينهما، ولأول مرة يتحرك الطيران العسكري الجزائري من أجل أن ينقل المشجعين إلى أرض الملعب، حيث كان اللقاء بين منتخب مصر والجزائر.. قصص مخجلة يندى لها الجبين، وتدغدغ مشاعر المتربصين لنا الدوائر، كل ذلك لأننا ما زلنا في طور التخلف بالنظر إلى الغرب الذي يمارس رياضة كرة القدم ومتفوق علينا بها، وفي نفس الوقت يبني مجده وكيانه ويطور اقتصاده ويسيطر على العالم من جميع النواحي. أقولها وبمرارة، مونديال قطر ليس مشروعا استثماريا ويرفع من شأننا، كما يصفه البعض، بقدر ما هو إسقاط فكري للعرب والأمة وضرب من ضروب الرجعية والانحطاط الفكري؛ ألم يعلم حماة النفط أينما وجدوا في المعمورة العربية وغيرها، والغاز الذي تسبح عليه قطر، أنه ملك الأمة جمعاء؟ كيف إذن تسرق أموال الأمة وهم في سبات؟ لماذا لم تتحرك، أي الأمة، وتوقف مهازل قادتها عند حدهم وتصدح بأعلى صوتها، كفى تخلفا وتخاذلا واستهتارا بالناس.. بالأمس البعيد كان هنالك أكبر برج في العالم أقيم على أرض دبي واليوم أكبر ملعب رياضي حسب المواصفات العالمية، وغدا لا ندري إذا كانت ثمة مفاجآت آخرى، والقدس تهود والشعب الفلسطيني يقهر، والعراق يدمَّر، وأفغانستان تصرخ، والكل يتألم، والعرب والأمة في وهن وانحطاط. عن موقع العرب أونلاين