المتظاهرون يحبون الجزائر وهم من وقفوا مع الخضر في السودان في حوار مثير وشيق يكشف الدولي السابق حبيب بلعيد أسباب رفضه المنتخب التونسي، ولماذا فضّل الجزائر، ويتكلم عن حقائق لأول مرة، مؤكدا أن لقاء تونس الودي في فيفري القادم، يستهويه، ويحلم بأن يكون حاضرا من أجل عائلته، التي ستنقسم بين تونسوالجزائر، بالإضافة الى عدة أمور يكشفها لأول مرة عبر جريدة الشباك. حبيب، صباح الخير، كيف هي الأحوال؟ بخير والحمد لله. طمئنّي على البلاد كيف هي؟ بخير والأمور عادت الى طبيعتها، والأوضاع هادئة. إذن أنت متابع للمستجدات؟ بالطبع، وقلق على الشباب والجزائريين مثلي، ومتأسف للأعمال التي عرفتها الجزائر مؤخرا، خاصة أن الشباب الجزائريين يستحقون أفضل من هذه الأوضاع، إذ وقفوا الى جانب المنتخب، ويحبون الوطن كثيرا، وما سمعته عن أجواء السودان دليل على حبهم للجزائر. وهل أنت مطلع على ما يدور في الشقيقة تونس؟ نعم بواسطة أصدقائي هناك. وأتمنى أيضا أن تعود الحياة الى طبيعتها، لأن العيش في أمان وهدوء حق الجميع . كيف هي أمورك مع سيدان؟ بخير، نحن نحتل المرتبة الرابعة بفارق ثلاث نقاط فقط عن صاحب الريادة إيفيان، ومتأهلون أيضا الى الدور القادم من كأس فرنسا، حيث سنواجه ماتز في الدور القادم. وكما تعلم، نحن في راحة عقب مرحلة الذهاب، ونحضّر بجد لتحقيق هدف الصعود الى الرابطة الأولى. ووضعيتي أحسن من لاعبين آخرين. إذن تريد الصعود الى الدرجة الأولى؟ نعم، وهو حافز كبير لأني أحبذ اللعب على هدف معين، مثلا الموسم الماضي كنا نلعب على النزول الى القسم الثاني، والمعنويات كانت منحطة، لكني أفضّل اللعب على الصعود عوض اللعب في الدرجة الأولى على تفادي السقوط. وماذا عن المنتخب الوطني؟ بالطبع هدفي العودة الى الخضر عاجلا أم آجلا. وليكن في علمك أن رغبتي في العودة أكبر من أي وقت مضى. وأريد العودة سريعا لأني اشتقت الى ذلك. كما أن اللعب في الخضر فخر وشرف لأي لاعب. وأتمنى أن أكون حاضرا في المواعيد القادمة. هل لأن اللقاء القادم سيكون ضد تونس؟ يضحك... حتى ولو كنا سنلعب ضد مدغشقر فأنا أرغب في العودة الى الخضر رغم أني أعترف بأني لا أريد أن أضيّع لقاء تونس، الذي سيكون خاصا بالنسبة لي بما أن أصولي من جهة الوالد تونسية، ولقاء تونس سيكون له طعم خاص لعائلتي. كيف؟ لأني سأواجه منتخب بلد والدي، ولأول مرة سيجد صعوبة في اختيار الفريق الذي سيناصره إذا كنت أنا في تشكيلة الخضر طبعا. كان يمكن أن تكون من الجهة المقابلة؟ ولو أني لا أحبّذ العودة الى الوراء لكن ليس مشكلا، أنا أشعر أني جزائري أكثر من أي شيء آخر. كما أنه القدر، فكان ممكنا أن أدافع عن ألوان فرنسا لأني أملك الجنسية الفرنسية، ولعبت في المنتخبات الشبانية وكذلك الدفاع عن تونس بلد والدي، لكني فضلت الجزائر بسبب ارتباطي بالجزائر التي كنت أزورها، وبسبب أمي التي ربتني على حب الجزائر. البعض يتهمك بأنك اخترت الجزائر بسبب المونديال؟ عجيب! وأتحدى أي شخص يقول هذا. لو اخترت المونديال لكان بوسعي أن أشارك فيه في سن 19 لما وجّه لي لومير الدعوة للمشاركة مع تونس في مونديال ألمانيا 2006، إلا أني رفضت يومها الانضمام الى تونس، وهذا دليل على أن اختياري للجزائر لا علاقة له بالمونديال. هل يمكن أن نعرف سبب رفضك تونس؟ لا أدري بالضبط، ربما كنت صغيرا نوعا ما، وقرار مثل هذا يتطلب تفكيرا عميقا. كما أن والدتي كانت ترغب في أن ألعب للجزائر، ووالدي لتونس، مدربي في فرنسا، وكانت الأمور مشتتة نوعا ما علي، لذلك فضلت التريث وتأجيل الحسم الى وقت لاحق. رغم أن الجزائر الاختيار الأبعد إلا أنك فضلتها، كيف؟ أشعر أني جزائري، ووالدتي ربتني على حب الجزائر، التي كنت أزورها باستمرار لما كنت صغيرا، وأملك عدة ذكريات هناك، وأشعر أني جزائري. والدليل أني أملك مسكنا في الجزائر في مدينة وهران الجميلة، وكثيرا ما كنت ألتقي أنا وبلحاج وبودبوز وبوڤرة هناك في بيتي. إذن والدتك من وهران؟ ليس بالضبط، بل من مدينة الغزوات غير البعيدة عن وهران، وكنا نزورها في الصيف، وننتقل بعدها الى وهران للاستمتاع بجمال شواطئ هذه المدينة الجميلة. تبدو مرتبطا كثيرا بأمك؟ نعم فقد عشت معها لفترات طويلة قبل أن أنضم الى مركز كلرفنتان، حينها كنت أنتظر نهاية الأسبوع لأزورها في البيت، خاصة أننا كنا نقيم في هذا المركز، ونتدرب في الصباح، وندرس في المساء. وأنا محظوظ لأني تكونت في هذا المركز الذي أنجب لاعبين كبارا. هل أنت على اتصال بلاعبي المنتخب؟ أكيد، والعديد منهم، بالإضافة الى صديقي الحميم عبدون، فأنا على اتصال مع مجاني هنا في فرنسا، وكذلك دزة، الذي يتألق باستمرار في سوشو. وأتمنى له المزيد من النجاحات، بالإضافة الى يبدة وبوڤرة، الذي لا أضيّع لقاءاتهم وبقية اللاعبين. قلت إن عبدون صديقك المفضل، لماذا؟ كل اللاعبين أصدقائي وليس لدي أي مشكل مع أي أحد، إلا أن عبدون صديقي منذ فترة طويلة، ولعب معي في المنتخب الفرنسي لما كنا صغارا، هذا كل ما في الأمر. هو أيضا أُبعد من المنتخب، ما رأيك؟ عبدون لاعب ممتاز، ومستواه كان عاليا في فترة من الفترات، غير أنه يحتاج للوقت للتأقلم مع المنتخب والأجواء الإفريقية التي يلعب فيها لأول مرة. والمنتخبات ليست سهلة كما يظن البعض، والتأقلم يتطلب وقتا أطول عكس الأندية. ولو كان سيئا لما أمضى في الدرجة الأولى اليونانية، ويجلب اهتمام العديد من الأندية كما قرأت، ويستحق العودة الى الخضر أيضا. هناك أيضا بلحاج وغزال؟ ربما هي سياسة المدرب الجديد لدفع اللاعبين الى بذل مجهودات أكبر، لكن لا أحد يشك في إمكانات غزال وبلحاج، والذي يُعد من أقدم العناصر في المنتخب. والاستفادة من خبرته أمر ضروري ولا أحد يستطيع الشك في إمكاناتهم وانتمائهم وحبهم للجزائر. في مقابلة تونس سيوجه بن شيخة الدعوة للمحترفين فقط بسبب كأس إفريقيا للمحليين، التي تطمح للعودة؟ كما قلت لك بالطبع، وهذا خبر سعيد، ودون التقليل من إمكانات المحليين، الذين أتمنى لهم التوفيق في كأس إفريقيا، إلا أننا المحليين أيضا نملك مستوى يؤهلننا للعب في الخضر، وسأكون سعيدا إذا عدت مجددا للخضر، ونفس الشيء بالنسبة لزملائي بلحاج وعبدون وغزال أيضا. البطولة الألمانية مطمور وزياني يعانيان، ما رأيك؟ بالنسبة لكريم مطمور فقد كان مصابا الأشهر الفارطة، وحين عاد وجد الفريق في وضعية صعبة للغاية، يحتلون المؤخرة. وأدرك الوضع حين تكون النتائج غائبة في النادي والمعنويات منحطة، وهذا لا يساعدك على تقديم أداء جيد. وأتمنى أن يخرج سريعا من هذه الوضعية، في حين زياني لم يجد نفسه في البطولة الألمانية وطريقة لعب ناديه فولسبورغ رغم أنه لاعب كبير ولديه مكانة في العديد من الأندية الأوروبية، ولا يستحق ما يعانيه. وأرغب في أن يجد حلا سريعا ويمضي في فريق يناسبه ويستعيد مستواه، لأنه قطعة أساسية في الخضر، وساهم في نجاحات المنتخب. ربما سيمضي في موناكو؟ موناكو فريق قوي وكبير رغم أنه هذا الموسم ليس في أفضل حالاته. والبطولة الفرنسية تناسبه، لأنه يعرفها جيدا من خلال تجاربه السابقة مع لوريون وسوشو وتروا ومرسيليا. متى ستزور الجزائر؟ في الوقت الحالي لا أستطيع بسبب التزاماتي وكثرة المباريات في مرحلة العودة، وربما سيكون ذلك في لقاء تونس الودي إذا وُجهت لي الدعوة، وحتى لو توجه لي سأحاول أن أكون حاضرا. بماذا تريد أن نختم حبيب؟ شكرا لأنكم تذكرتموني ومنحتم لي الفرصة لأوضح الكثير من الأشياء. وأتمنى أن أعود للخضر سريعا وأشارك في لقاء تونس والمغرب، ونحقق تأهلا الى كأس إفريقيا. حاوره: كمال. م