كان سيدات 2024 :الجزائر ضمن مجموعة صعبة برفقة تونس    الرابطة الأولى موبيليس: مولودية وهران تسقط في فخ التعادل السلبي امام اتحاد خنشلة    إجتماع أوبك/روسيا: التأكيد على أهمية استقرار أسواق النفط والطاقة    المؤسسات الناشئة: ضرورة تنويع آليات التمويل    تصفيات كأس إفريقيا-2025 لأقل من 20 سنة/تونس-الجزائر: ''الخضر'' مطالبون بالفوز لمواصلة حلم التأهل    لجنة تابعة للأمم المتحدة تعتمد 3 قرارات لصالح فلسطين    تنظيم الطبعة ال20 للصالون الدولي للأشغال العمومية من 24 إلى 27 نوفمبر    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    مولي: الاجتماع المخصص للصادرات برئاسة رئيس الجمهورية كان مهما ومثمرا    ميلة.. تصدير ثاني شحنة من أسماك المياه العذبة نحو دولة السينغال    بنك الجزائر يحدد الشروط الخاصة بتأسيس البنوك الرقمية    الرئاسة الفلسطينية تؤكد ضرورة قيام المجتمع الدولي بالعمل الفوري على وقف العدوان الصهيوني المتواصل عل الفلسطينيين    أوبرا الجزائر تحتضن العرض الشرفي الأول للعمل الفني التاريخي ملحمة الرمال " تاهقارت"    الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في أوروبا يثمن قرار الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين صهيونيين    منظمة العفو الدولية: المدعو نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة الجنائية    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    دعم حقوق الأطفال لضمان مستقبل أفضل    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدان حكيم في حوار مثير للشباك:
بن شيخة مدرب مغامر وشجاع وواثق من قدراته
نشر في الشباك يوم 22 - 01 - 2011

سعدان قام بواجبه على أكمل وجه وكان الوقت قد حان ليترك مكانه
كان أحد أفضل لاعبي البطولة الوطنية والمنتخب الوطني، وأحسن ما أنتجته الكرة الجزائرية على مدار الزمن، إنه اللاعب الدولي السابق ولاعب شبيبة القبائل سابقا وابن مدرسة الحراش حكيم مدان، الذي قرر أن يفتح قلبه ل «الشباك»، ويتحدث بصراحة كبيرة عن كل الأمور التي تتعلق بحال الكرة في الجزائر. كما عرّج في حديثه معنا على المنتخب الوطني، وموضوع استقالة سعدان، وقدوم الجنرال بن شيخة، وكل المشاكل التي يعاني منها. وتحدّث عن البطولة المحترفة وعن القوانين الجديدة التي وضعها رئيس الاتحادية محمد روراوة، التي أكد أن مستواها تحسّن بالمقارنة بما كان عليه في الماضي. كما تطرق إلى موضوع نواياه في عالم الكرة المستديرة ومستقبله. وتمنى أن تعطَى الفرصة لجيله حتى يساعدوا بخبرتهم ويعوّضوا ما فاتهم بسبب الفترة الصعبة، التي منعتهم من مواصلة التألق وإهداء العديد من الألقاب للجزائر رغم أنهم كانوا منتخبا قويا، لكن غياب الدعم المعنوي والمادي حال دون ذلك.
بداية، كيف هي أحوال مدان؟
الحمد لله، كل شيء على ما يرام. وعموما، أنا في صحة جيدة. وأشكر الله عز وجل على هذه النعمة. وكما تعرفون، أنا الآن أعمل كمناجير عام لشبيبة بجاية، وأسعى جاهدا لتأدية مهامي على أكمل وجه، وتشريف العقد الذي يربطني بالإدارة المسيّرة.
بالمناسبة، كيف تسير الأمور مع شبيبة بجاية هذا الموسم؟
كيف تريدها أن تسير؟ كل على شيء على ما يرام ويسير كبقية الفرق الأخرى، ومنذ مزاولتي لهذه المهنة مع إدارة شبيبة بجاية لم أر أي شيء غير طبيعي، ولم أشعر بأي شيء آخر، بالعكس، أنا أحظى باحترام وبثقة كبيرة في بجاية، والجميع ساعدوني هنا.
قلت إنك تشغل منصب مناجير عام للنادي، ما هو بالضبط عملك ومهامك؟
نعم أنا أشغل منصب مناجير عام للفريق، وعملي أغلبه، أي 80 بالمائة، أنجزه في فترة التحويلات سواء الشتوية أو الصيفية، وأنا أقوم بمعاينة اللاعبين، أي أني من يشرف على عملية الاستقدامات، وهذا ليس بمفردي بطبيعة الحال، بل بعد التشاور مع الطاقم الفني والإدارة المسيّرة، دون الحديث عن عملية التسريحات في الفريق. أعتقد أنكم أدركتم الآن عملي ومهمتي. والحمد لله وبشهادة الجميع، فإلى حد الآن وُفقت في هذه المهمة ولم أخيب ظن الإدارة المسيرة أو الأنصار.
هل لنا أن نعرف سر نجاحك في هذه المهنة؟
في الحقيقة ليس هناك أي سر معيّن باستثناء الخبرة والتجربة التي كسبتها في الميادين المختلفة، واحتكاكي مع العديد من المدربين، وهو العامل الرئيس، الذي جعلني أوفَّق في مجالي هذا. صحيح أن الحكم عني سابق لأوانه لكن يمكن القول إن الانطلاقة موفقة، والنتائج التي حققتها الشبيبة إلى حد الآن أكبر دليل على ذلك. وأتمنى فقط أن تستمر على هذا المنوال.
ما هي الأسباب التي جعلتك تختار هذا المجال من العمل بدل، مثلا، التدريب؟
بكل صراحة، أنا شخصيا أجهل الأسباب الحقيقية التي جعلتني أختار هذا المجال من العمل حتى وجدت نفسي أشغل منصب مناجير عام، وهذا ربما لأنه المنصب الذي أجد فيه راحتي، أو أحبه أكثر من أي مجال آخر رغم تعدد المجالات. مهنة التدريب أيضا مجال رائع لكني فضلت منصب المناجير العام. وكما تعرفون، فالطموحات تختلف من شخص لآخر.
ربما تكون رفضت التدريب بسبب الضغط والمسؤولية الكبيرة؟
لا أعتقد ذلك، ولا أظن أن الضغط والمسؤولية هما سببا عدم اختياري لمهنة التدريب. على كل حال، كل شيء بالمكتوب. وكما كان مقدرا عليّ أن أكون «مناجير» عاما كان ممكنا أيضا أن أكون مدربا، نحن نسعى والباقي كله على المولى عز وجل. أدرك جيدا أن مهنة التدريب صعبة نوعا ما في بلادنا، خاصة وأن محبي الكرة الجزائرية يطالبون دوما بالنتائج الإيجابية، والكل يعلمون ذلك.
إذن، لحسن حظك لم تدخل عالم التدريب؟
أنا ابن كرة القدم ونشأت على حبها، ولا يمكنني الابتعاد عنها، وليكن في علم الجميع أني أختلف عن الجميع من حيث التفكير، ولا أريد أن أفعل مثل الكثير من اللاعبين، الذين ابتعدوا عن الميادين لمدة معينة ثم عادوا. وأنا ضد هذه الفكرة تماما، أدرك جيدا أن كل شيء بالمكتوب، وربما العديد لم يجدوا هذه الفرصة، وأنا أوفرهم حظا.
بما أن بدايتك موفقة، هل هذا يعني أنك ستواصل في هذا المجال؟
كما تعرفون، كل شيء بالمكتوب، والمعطيات لن تبقى نفسها مع مرور الوقت، وكل شيء ممكن. حاليا، أنا أعمل كمناجير عام في شبيبة بجاية. وكما تدركون، فكل شيء يسير كما ينبغي وفي الطريق الصحيح بطبيعة الحال، بفضل النتائج الإيجابية. وهدفي الرئيس هو الاستمرار على هذا المنوال، وتشريف اسمي في هذه الساحة، التي اخترتها أن تكون مهنتي.
بدون شك، تطمح لأن تكون مناجير أحد الأندية الأوروبية؟
العمل في أوروبا حلم أي شخص، لكن قبل ذلك عليك أن تكون مؤهلا من كل الجوانب الفنية. وكما قلت قبل قليل، أنا الآن بصدد إثراء سجلي هنا في البطولة الجزائرية، كما أني لاعب دولي، وساعدني هذا كثيرا، دون أن أنسى الخبرة التي اكتسبتها فوق الميدان خلال مسيرتي الكروية في مختلف النوادي والمنافسات التي شاركت فيها. وسأواصل هذه المهنة في أي بطولة، ولا يهمني المستوى حتى أتحصل على الخبرة اللازمة. وحين أكوّن نفسي جيدا، إن شاء اللّه، سأعمل للنادي الذي يطلب خدماتي.
بخصوص المنتخب الوطني، ما تعليقك على التغييرات التي حدثت؟ وكيف تراها؟
ليكن في علم الجميع أن التغيير ضروري في بعض الأحيان لتحقيق «الدكليك» كما يقال، وتجديد الدماء، وهذا عادة ما يحدث في أكبر المنتخبات العالمية، وهذه هي قاعدة كرة القدم. أنا شخصيا لا أرى أن المشكل يكمن في سعدان أو على مستوى العارضة الفنية للمنتخب بصفة عامة، بل المعطيات هي التي تتطلب التغيير. سعدان أدى ما عليه وأنجز مهمته، والوقت قد حان ليترك مكانه لشخص آخر ليس أفضل منه بل طموح أكثر منه. وكلنا يعرف بن شيخة والخبرة التي اكتسبها في الميادين كلاعب أو كمدرب وليس نكرة، وعلى المنتخب الوطني أن يستفيد منها. الكرة الجزائرية اعتمدت كثيرا على المدربين الأجنبيين في الآونة الأخيرة باستثناء عودة سعدان، هو أول مدرب محلي قاد الخضر منذ مدة طويلة، وبالتالي التغيير الذي حدث، وعكس كل مرة، حيث يتم الاستنجاد بمدرب أجنبي عند الحاجة، فإن رئيس الاتحادية فضّل تجديد الثقة في مدرب محلي للمرة الثانية على التوالي.
نفهم أنك مقتنع بالعمل الذي قام به سعدان؟
لا أحد يُنكر أن شيخنا سعدان قام بعمل جبار، وتمكن من تحقيق نتائج معتبرة. ونقر بالعمل الكبير الذي قام به على رأس العارضة الفنية، أولا المنتخب لم يتأهل إلى نهائيات كأس العالم منذ 86، ولم يلعب نهائيات كأس أمم إفريقيا مرتين متتاليتين. وعلى هذا نحن نقول إن سعدان حقق أهدافه وأعاد هيبة الخضر. ويمكن القول إنه وضع الأساس والقاعدة، إن صح التعبير، وكان من الضروري أن يترك مكانه ويغادر منصبه من الباب الواسع. صحيح أن هناك ضغوطات راهبة عليه، وربما بسببها قدّم الاستقالة، لكنه قام بالشيء الذي يفيد المنتخب والكرة الجزائرية بصفة عامة، لينطلق عهد جديد مع المدرب بن شيخة، الذي يبدو أنه مصمم على النهوض بها أكثر فأكثر.
إذن نفهم أنك تعوّل كثيرا على بن شيخة من أجل تحقيق الأهداف الأخرى؟
بطبيعة الحال أعوّل عليه كثيرا، بل الجميع يعولون عليه. أعتقد أن اختيار بن شيخة في محله قرار صائب، وسيخدم الكرة الجزائرية، وسيصعد بها إلى الأعلى، فهو ابن حي شعبي فقط. أتمنى أن يكون جادا أو قاسيا بعض الشيء في قراراته ولا يعامل اللاعبين بود كبير حتى يُحسب أنه ضعيف، لأن المدرب مهما كانت علاقته باللاعبين جيدة، يجب أن يبقى حازما في اتخاذ القرارات، وخاصة التأديبية منها وما يتعلق بالأمور الانضباطية. وأنصحه بأن لا يعتمد فقط على المحترفين.
وكيف تعلق على الفشل الذي سجله في أول خرجة؟
من المستحيل أن تقيّم مدربا ما في مباراته الأولى! وعلى الجميع أن يكونوا أكثر واقعية، والوقت لم يحن بعد لتقييم نتائج المدرب الوطني الجديد ولايزال مبكرا، فكما تعلمون، بن شيخة التحق مؤخرا بالعارضة الفنية وفي منتصف المسيرة، وكان لا يملك فكرة كبيرة عن التشكيلة، أضف إلى ذلك أن امتحانه الأول كان خارج الديار وأمام منتخب كان يبدو مجهولا، دون أن ننسى الغيابات الكثيرة المسجلة آنذاك، وبالتالي هذا الفشل لا يمكن أن نحمّله بن شيخة.
يبدو أنك تفكر مثله، والدليل على ذلك أنه لم يعتمد على المحترفين كما كانت الحال مع سعدان؟
على الأقل بن شيخة قام بالتغيير، وكانت لديه الشجاعة والجرأة من أجل إحداث ثورة في تشكيلة المنتخب، وهذا دليل على أنه يريد أن ينجح في مهمته، ويريد أن يجدد دماء الكرة الجزائرية، وهذه المعطيات تؤكد أنه مدرب طموح ولا يفكر مثل الآخرين. نحن نقر بأن هذه القرارات خطيرة جدا، وهو يدرك جيدا أنها تكلفه غاليا في حال الفشل، لكنه غامر بكل ما جناه إلى حد الآن في عالم التدريب، وهذه هي صفات المدرب الناجح.
وما رأيك في قرار إبعاده لبلحاج وغزال وعبدون والبقية؟
بما أن الوقت قد حان لإحداث تغييرات على مستوى العارضة الفنية واستبدال سعدان ببن شيخة، فإن الوقت قد حان أيضا لإحداث تغييرات على مستوى التشكيلة والتعداد. وأنا شخصيا أؤيد قرار بن شيخة في استبعاد بعض المحترفين، خاصة أن الأوان قد حان لذلك، والفرصة مواتية. المنتخب تنتظره مباراة تحضيرية مهمة أمام لوكسمبورغ، وهي بحد ذاتها تحضيرية، فليحضّر لها كما ينبغي، وليمنح الفرصة للجدد. غزال وعبدون وكذا بلحاج عناصر جيدة، وقدّمت الإضافة للتشكيلة. لكن تراجع مستواهم في الآونة الأخيرة، ومن الضروري أن يبتعدوا قليلا عن التشكيلة من أجل العمل أكثر ليستحقوا المكانة، وهذه هي سياسة الكرة، واللاعب يضمن مكانته لمدة طويلة، وكل شيء متوقف عند الأداء.
لكن الشارع الجزائري مصدوم نوعا ما، هل هذا يقلقك قليلا؟
نعم، أدرك جيدا أن الشارع الرياضي الجزائري مصدوم نوعا ما من القرارات والتغييرات التي أحدثها بن شيخة، وهي إحدى المشاكل التي تعاني منها الكرة الجزائرية. أفهم جيدا لغة كرة القدم، وأدرك المودة والحب الذي يكنّه أنصارنا للاعبين، لكن المعطيات تختلف بالنسبة للمدرب، الذي لا يفكر سوى في تحقيق أهدافه، لهذا أطلب من أنصار الخضر أن ينتظروا قليلا ويمنحوا الوقت اللازم لبن شيخة إذا أرادوا تحسن منتخبهم، فبلحاج لاعب عادي كبقية العناصر الأخرى، ونفس الشيء بالنسبة لعبدون وغزال، والاختيار اختيار الطاقم الفني، ولا يمكن أن يناقَش معه الأمر.
عهد بن شيخة هو بداية عهد المحليين الذين عادوا بقوة؟
المواسم تختلف ولكل عهد معطياته الخاصة، فعهد سعدان والبقية كان مخصصا للمحترفين بدرجة أكبر، وأقل للمحليين، والعهد الحالي أي عهد بن شيخة العكس، ويبدو أنه يميل في الساعة للبطولة الجزائرية، خاصة أن في الوقت الحالي لا يوجد فرق بين اللاعب المحترف واللاعب الجزائري، لأن الكل الآن أصبحوا محترفين، فبطولتنا أيضا دخلت عالم الاحتراف من بابها الواسع، إذن كل شيء يتعلق بالعلم الوطني وبمن يستحق المكانة للدفاع عنه. والأحسن هو من سيستدعى وليس الأوفر حظا كما كنا نقول في الماضي. والدليل على ذلك أن كل اللاعبين المحليين الذين استدعاهم بن شيخة للمنتخب محقون لحمل الألوان الوطنية، مثلهم مثل المحترفين الآخرين.
كلامك يعني أن الوقت قد حان للاعتماد على سلعتنا؟
بطبيعة الحال، علينا أن نمنح لاعبينا فرصة خدمة منتخبهم الوطني، فهذا واجب الجميع وليس فقط اللاعبين المحترفين في أوروبا. وأعتقد أنا مثلا ربيع مفتاح ومترف وكذا زرداب وجابو والآخرين، والقائمة كبيرة بإمكانهم تقديم الإضافة، وهذا ليس لأنه استدعى ثلاثة عناصر من فريقي شبيبة بجاية بل هي الحقيقة، صحيح أن الوقت تغير لكن في عهدنا، من مثّل الكرة الجزائرية، ألسنا نحن المحليين؟ وهي هذه الحالة في كل البلدان المتقدمة.
لو كنت مكانه، هل كنت ستقدم على مثل هذه القرارات؟
في الحقيقة لا يمكن لي أن أكون مكان بن شيخة، حتى إن تفكيرنا تقريبا نفسه، لكن ربما سأقوم بخطوات أخرى، من يدري؟ لكل شخص نواياه، والحلول تختلف من إنسان لآخر، هذا لا يعني أنني لا أوافقه في قراراته هذه، لكن حاليا هو المدرب الرئيس، وهو من عليه أن يجد الحلول ويتخذ الإجراءات اللازمة.
ماذا لو أتيحت لك الفرصة لتقود المنتخب الأول، هل ستوافق على الطلب؟
قيادة المنتخب الوطني الأول حلم أي مدرب، وأمنية كل الأشخاص الذين يقتاتون رزقهم من عالم كرة القدم. ولا أعتقد أن هناك من يرفض مثل هذا العرض. صحيح أن المسؤولية كبيرة جدا، وعمل شاق وخطير، وفيها الكثير من المجازفة، لكن في نفس الوقت عرض لا يُرفض، خاصة عندما يتعلق الأمر بنداء الواجب، وبألوان بلادك وبالدفاع عن كرة قدم لوطنك، أنا لست مورينيو لأرفض قيادة الخضر، ولست أفضل من بن شيخة.
قيل كانت هناك رغبة في ضمك للطاقم الفني، هل علمت بالأمر؟
حديث الشارع الرياضي لا أعمل به ولا آخذه بعين الاعتبار، وهذا لا يعني أنه لا يهمني بل لأنه غير جدي ولا أساس له من الصحة، سمعت عن هذه الإشاعات، لكني لم أتلق أي اتصال رسمي من الاتحادية.
قيل لنا إنك في اتصال دائم مع بن شيخة، ويستشيرك في العديد من الأمور؟
صحيح أنني أتابع أخبار المنتخب بكل دقة، ولا يحق لي أن أتجاهل المنتخب بعد المدة الطويلة التي قضيتها في التشكيلة كلاعب وكقائد للفرقة. ولن أخفي عنكم أنني في اتصال مستمر مع بعض اللاعبين والمسؤلين، وعلى اتصال دائم مع بن شيخة، فقبل كل شيء هو صديقي وتربطني علاقة جيدة معه، كما أنني في كل مرة أتقدم بنصائح له، ولتضيفوا لمعلوماتكم المباراة الأخيرة التي لعبها المنتخب الوطني أمام منتخب إفريقيا الوسطى. ولا أخفي عنكم أنني تفاعلت معها كأني لاعب فوق المستطيل، وتأثرت للهزيمة الأخيرة.
وماذا عن حظوظ الخضر في التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا؟
بإمكاننا التأهل نعم. كرة القدم لا تعترف بالمستحيل، فمسيرة التصفيات لاتزال طويلة، ولم تُلعب سوى مبارتين فيها إلى حد الآن. صحيح أن مهمة الخضر تبدو صعبة جدا، ويمكن القول عنها إنها مهمة مستحيلة، ومن الصعب على أيٍّ كان أن يجيب عن هذا السؤال الغامض، خاصة أن المنافس الشرس اسمه المنتخب المغربي، الذي شق طريقه نحو التأهل بفوزه الأخير خارج الديار ولو بصعوبة. وكما تعلمون منتخب واحد سيتأهل في المجموعة، وهذا يعني أن الجزائر مطالَبة بالفوز بكل اللقاءات المتبقية لتضمن المرتبة الأولى، وأي تعثر سيخرجنا من السباق. من جهتي، أنا واثق من زملائي السابقين في العودة بقوة إلى الواجهة، وكما قهرنا العديد من عمالقة الكرة الإفريقية بإمكاننا أن نقهر أي فريق.
قبل قليل قلت إن بطولتنا أصبحت محترفة، هل تراها تسير نحو النجاح؟
كما تعلمون، لكل تخطيط فكرة، والآن قمنا بالخطوة الأولى، أي في التسمية، حوّلنا بطولتنا إلى بطولة محترفة، وهو أمر مهم جدا، والباقي يأتي مع مرور الوقت. أعتقد أن الاحتراف في الجزائر يسير نحو النجاح رغم أنه من الصعب الحكم عنه في الوقت الحالي، فعلى الأقل بعد مرور موسمين أو ثلاثة. وأنا على يقين أن الاحتراف يجب أن يكون في الذهنيات قبل أن يكون في الميدان، وهو العامل الرئيس، الذي سيرفع من مستوى الكرة الجزائرية، وسيرفع من مستوى اللاعبين، وسيعود بالفائدة الكبيرة على المنتخب الوطني.
في ختام هذا الحوار، هل لديك ما تضيفه؟
بالمناسبة، أتمنى حظا موفقا لصديقي بن شيخة في مسيرته على رأس المنتخب، الذي هو ملك لنا جميعا، وإذا نجح فيها فالكل سينجح. وأتمنى حظا أوفر للمنتخب بصفة عامة. وأنا شخصيا بجانبه إذا أراد أي خدمة أو نصيحة. وإن شاء الله التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا سيكون من نصيبنا، لأنني أعرف جيدا مؤهلات بن شيخة وإمكانات اللاعب المحلي. ونحن هنا لندعمهم ولنساعدهم.
حاوره ياسر اغويلاس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.