لن أغفر لحناشي .. محيطه متعفن وهو من عارض احترافي في فرنسا كان أحد أفضل مدافعي البطولة الوطنية في المواسم الماضية، وأحد أقوى اللاعبين في الجزائر، ولا زال يرى أنه قادر على مواصلة العطاء فوق الميادين، الأمر يتعلق بابن العملاق شبيبة القبائل والمدافع الدولي السابق زافور إبراهيم، الذي قرر أن يفتح قلبه ل"الشباك" ويتحدث بصراحة عن كل الأمور التي تتعلق بحال الكرة في الجزائر، كما عرج في حديثه معنا للمنتخب الوطني وإلى موضوع استقالة سعدان وقدوم المدرب بن شيخة والمشاكل التي يعاني منها الخضر، كما تحدث عن البطولة المحترفة وعن القوانين الجديدة التي أقرها رئيس الاتحادية محمد روراوة، التي أكد أن مستواها تراجع كثيرا وتدهور بالمقارنة مع ما كان عليه في الماضي، كما تمنى أن تعطى الفرصة لجيله حتى يساعدوا بخبرتهم ويعوضوا ما فاتهم بسبب الفترة الصعبة التي منعتهم من التألق وإهداء لقب للجزائر رغم أنهم شكلوا منتخبا قويا لكن غياب الدعم المعنوي والمادي حال دون ذلك في هذا الحوار الذي جمعنا به، كما يكشف لنا قائد تشكيلة شبيبة القبائل سابقا أمورا لم يتحدث عنها لما كان في الشبيبة، كما يحدثنا عن بعض المغامرات التي حدثت له قبل الوصول إلى الفريق القبائلي وعن كيفية التحاقه بشبيبة بجاية، دون أن ينسى الخروج قليلا عن ميدان الكرة لنكتشف وجها آخر عن اللاعب الذي اتضح أنه فعلا يعشق الكناري، كما أنه طموح للغاية ويملك الكثير من الأماني ينوي تحقيقها في حياته الرياضية. السلام عليكم، كيف هي أحوالك إبراهيم؟ كأي جزائري أنا بألف خير والحمد للّه، عموما أنا في صحة جيدة وأشكر اللّه -عز وجل- على هذه النعمة، وكما تعرفون أنا الآن في نهاية مسيرتي الكروية وعلى أبواب الاعتزال والوقت قد حان لفسح المجال للبقية. وكيف تسير الأمور مع فريق شبيبة بجاية؟ واللّه الحمد للّه، كل شيء على ما يرام ومنذ التحاقي بهذا النادي في الصائفة ما قبل الماضية لم أر أي شيء غير طبيعي لا داخل الميدان ولا خارجه، صراحة ناس بجاية طيبون كثيرا ولم يتركوني أشعر أني غيّرت الأجواء. نفهم أنك تفكر في اعتزال الكرة؟ إلى حد الساعة لم أتخذ القرار النهائي ولم أعتزل عن الميادين كلاعب، ولكن الوقت قد حان لذلك وكما تعلمون المسؤولون عن الكرة الجزائرية أقروا قوانين جديدة وعلينا أن نحترمها والعمل بها وأعني بكلامي هذا أنهم أجبرونا على الاعتزال قبل فوات الأوان وبطريقة غير مباشرة بسبب القوانين الجديدة التي سنّتتها الاتحادية في البطولة المحترفة. إذن هذا الموسم هو الأخير لك كلاعب؟ في الحقيقة لا أريد استباق الأحداث خاصة وأننا في بداية موسم جديد والمشوار لا يزال طويلا، ولن أخفي عنكم أني مركز جدا على مهمتي مع شبيبة بجاية وكل أملي في تقديم كل ما لدي لهذا النادي الذي وضع الثقة في إمكاناتي، ولا أريد أن أخيب ظن المسيرين والطاقم الفني وعلى الأقل ليكون موسمي الأخير في قمة الروعة والخروج من الباب الواسع، عقدي مع الشبيبة سينتهي مع نهاية هذا الموسم وبعدها سأكشف كل شيء إن شاء اللّه. ربما تفكر في ولوج عالم التدريب بعد الاعتزال؟ بالفعل، فأنا بدأت أفكر في المستقبل وفي التحول إلى عالم التدريب، أنا الآن بصدد الدراسة ولقد تحصلت على شهادة الدرجة الأولى في التدريب وكنت أدرس الموسم الماضي بانتظام، كما أني لاعب دولي وساعدني هذا كثيرا دون أن أنسى الخبرة التي اكتسبتها فوق الميادين خلال مسيرتي الكروية في مختلف المنافسات التي شاركت فيها، وسأواصل الدراسة حتى أتحصل على ديبلوم أعلى وسأسافر إلى الخارج لحضور التربصات، وحين أكوّن نفسي جيدا إن شاء اللّه سأشرف على النادي الذي يتصل بي، كما أني مستعد حتى لقبول منصب مدرب مساعد، ومع مرور الوقت سأعمل على الحصول على شهادة الدرجة الثانية والثالثة إن شاء اللّه، وهدفي منصب كله حول توظيف كامل خبرتي لصالح شباننا وأبنائنا. تقصد أنك تنوي دخول عالم التدريب قريبا؟ هذه النقطة لم أفصل فيها لكني بصدد دراسة كل العروض التي وصلتني من قِبل أندية عديدة طلبت خدماتي، وهذا ليس هكذا فقط بل بإمكاني ذلك ولدي الإمكانات والمؤهلات التي تسمح لي بذلك، أنا ابن كرة القدم ونشأت على حبها ولا يمكنني الابتعاد عنها سواء بقيت ألعب أو تحولت إلى مهنة التدريب، لأني لا أريد أن أفعل مثل الكثير من اللاعبين الذين انسحبوا من الميادين وتركوا المجال للانتهازيين الذين غزوا عالم الكرة وحوّلوه إلى "تبزنيس"، ولو كان "أصحاب الصنعة" لا يزالون في كرة القدم فإننا لن نسمع بالأشخاص "البزناسية" في كرة القدم الجزائرية. إذن أنت عكس الذين ينفرون من كرة القدم بعد الاعتزال ويعودون بعد سنوات؟ لكل شخص تفكيره وأهدافه، أظن أنهم يفضلون قضاء بعض أوقات الراحة بعد مسيرة طويلة فوق المستطيل الأخضر وسنوات من السفر والانتقال إلى البلدان والملاعب والفنادق، لذلك يفضلون الابتعاد قليلا قبل أن يعودوا لعالم الكرة، لأنهم كبروا فيه ولا يمكن أن يعيشوا بعيدا عن الكرة مثلي تماما، فأنا لا أتخيل نفسي في ميدان آخر ولا أنوي الابتعاد عن كرة القدم وأترك المجال للمتطفلين. قيل إنك غادرت شبيبة القبائل من الباب الضيق، هل هذا صحيح؟ لا هذا ليس صحيح إطلاقا ولم أغادر الشبيبة من الباب الضيق بل بالعكس تركت مكاني نظيفا ولم أرتكب أي حماقة مثلما يفعل البعض، ولن أخفي عليكم أني وبالرغم من كل ما حدث لي إلا أني لا زلت أحنّ لشبيبة القبائل ومن قال غير ذلك فهو مخطئ ولا يعرفني. لكن الأنصار اتهموك بالخيانة؟ الخيانة! أي خيانة يتحدثون عنها، أعتقد أنهم هم من خانوني ولم يقفوا إلى جانبي لأنهم لم يبحثوا عن الأسباب التي جعلتني أغادر، كان على الأقل رد الجميل لي بعد الذي قدمته لهم وللفريق بصفة عامة، على كل حال لن ألومهم وأعرف جيدا أن أشخاصا معينين من الإدارة القبائلية لطّخوا صورتي وسمعتي. قبل قليل تحدثت عن مشاكل كبيرة عشتها مع الفريق القبائلي، هل لك أن تسردها للعام والخاص؟ في الحقيقة مشاكل كبيرة وعديدة عشتها مع فريق شبيبة القبائل وكثير من الأشخاص أخطؤوا في حقي وبطريقة لا يتصورها أحد والشر كله جاء من الأشخاص الذين أعرفهم حق المعرفة. حققت كل شيء في مسيرتك الكروية لكن هدفا واحدا لم تحققه وهو الاحتراف؟ أتريد الحديث عن الاحتراف، فلنتحدث بما أنكم لا تملكون أدنى فكرة عن الموضوع، في منتصف مسيرتي مع شبيبة القبائل وصلتني عروض رسمية من الخارج ومن أندية كبيرة طلبت خدماتي وأصرت على التعاقد معي، لكن أتدركون من وقف في وجهي إنه حناشي وجماعته الذين أبوا أن أحترف في فرنسا آنذاك بدون أي سبب، وهو الشيء الذي كان ينقصني لتكتمل المسيرة بغض النظر عن التجربة الاحترافية التي عشتها مع السيلية القطري، لكني لن أغفر ولن أصفح لحناشي ما دمت حيا. إذن حناشي هو من رفض احترافك؟ ومن غيره، هل هناك رئيس آخر يحكم شبيبة القبائل غير محند الشريف حناشي، في ذلك الوقت وصلتني عروض من أجاكسيو، لومون وأوكسير وكلها رسمية لكن وكما تعلمون ما باليد حيلة. لكن حناشي معروف بتسريح لاعبيه للاحتراف خارج الوطن؟ هنا يكمن المشكل، إذ اكتشفت أن الاحتراف في شبيبة القبائل يتم على أساس "المعريفة وبالوجوه" وليكن في علمكم أنه لا يوجد في إدارة الشبيبة سوى "الخلاّطين" والأشخاص الذين يبحثون عن مصالحهم ولا يفكرون إلا في كيفية ربح الأموال، لكن من جهتي لم يحصلوا على أي شيء وأنا سعيد جدا بذلك. بالمناسبة كيف هي علاقتك بحناشي؟ لا أخفي عنكم، لقد قطعت علاقتي نهائيا بإدارة شبيبة القبائل وقطعت حتى الاتصالات بالمقربين من الرئيس حناشي، فمنذ أن غادرت الفريق لم أتصل بأي شخص لا حناشي ولا البقية رغم أنهم حاولوا مرارا التقرب مني لكني رفضت وهذه هي مبادئي. بخصوص البطولة المحترفة، هل ترى أنها تسير نحو النجاح؟ صراحة لا أراها تسير نحو النجاح ومن الصعب الحكم عليها في هذا الوقت فعلى الأقل مرور موسمين أو ثلاثة والأمر الذي أنا على يقين منه هو أن الاحتراف يجب أن يكون في الذهنيات قبل أن يكون فوق الميدان، لقد لعبت في قطر وأدركت معنى الاحتراف الحقيقي ولا أتصور أننا سنصل إليه حتى بعد سنوات طويلة بالنظر إلى المعطيات الواردة فعلى البطولة الوطنية أن تشهد تغييرات جذرية. لنتحدث الآن عن التغييرات التي طرأت على المنتخب، كيف تعلق عليها؟ على كل حال نحن نقر بالعمل الكبير الذي قام به سعدان على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، ولا أحد يُنكر أن هذا الأخير قام بعمل جبار وتمكن من تحقيق نتائج معتبرة، لكن التغيير ضروري في بعض الأحيان لتحقيق "الديكليك" كما يقال وتجديد الدماء، لكني شخصيا لا أرى أن المشكل يكمن في سعدان أو في العارضة الفنية بصفة عامة. إذن أين يكمن المشكل؟ المشكل الكبير والعويص يكمن في عقلية اللاعبين المحترفين الذين يتدخلون في عمل الطاقم الفني أكثر مما يركزون على أدائهم فوق المستطيل الأخضر، إذ تراهم يساهمون في عملية جلب اللاعبين وحتى في عملية تحديد التشكيلة الأساسية التي تمثل الخضر وهذا خطر كبير على الكرة الجزائرية المريضة إذ تراهم يعارضون مجيء لاعب معين ويضغطون من أجل جلب لاعب آخر وهذا خارج عن سيطرة سعدان، الذي وجد نفسه مضطرا لقبول كل قراراتهم والعمل بها بما أن ذات العناصر وجدت كل الدعم من المسؤولين الكبار. وماذا عن قدوم بن شيخة؟ صراحة الكل يعرف بن شيخة وأعتقد أن قدومه في محله وسيخدم الكرة الجزائرية وسيصعد بها إلى الأعلى، فقط أتمنى أن يكون جادا وقاسٍ بعض الشيء في قراراته ولا يعامل اللاعبين بود كبير حتى لا يحسب أنه ضعيف، لأن المدرب مهما كانت علاقته باللاعبين جيدة فيجب أن يبقى حازما في اتخاذ القرارات وخاصة التأديبية منها وما يتعلق بالأمور الانضباطية، وأنصحه بأن لا يعتمد فقط على المحترفين وعليه أن يهمشهم بعض الشيء لينضبطوا قليلا. بصفتك مدافع دولي سابق ما هي الحلول التي تراها مناسبة للنهوض بالكرة الجزائرية؟ صراحة لا نملك الحلول بما أننا نفتقر للانضباط والصرامة اللازمتين، كما أننا نفتقر للعديد من الأمور الخاصة بالتسيير، تعرف أن المنتخب يفتقر إلى مهاجمين يتمتعون بكل الصفات لكن هناك عناصر محلية بإمكانها أن تحل هذا المشكل، أرى أنه يجب الاستعانة بالأفضل ولمّا أقول الأفضل ليس فقط في الخارج إنما حتى في البطولة المحلية وبتكثيف العمل سيجد الطاقم الفني للمنتخب حلا، كما أرى أن نوعية اللاعبين الموجودين حاليا ليست في المستوى، وأقولها وأكررها على الطاقم الفني أن يسرح بعض المحترفين الذين يدّعون أنهم نجوم التشكيلة لأنهم لا يقدمون أي شيء سوى البلبلة والمشاكل.