تحسبا للموسم الجديد تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي سطر برنامجا ثريا ومكثفا بتمارين شاقة حتى يتمكن رفقاء المهاجم البرازيلي المعول عليه ريكاردو كاكا; من استعادة إمكاناتهم الفنية والبدنية في أقرب وقت، ويكونوا على أتم الاستعداد عند انطلاق الموسم الكروي الجديد . الأمور الجدية والعمل التكتيكي تنطلق من أمريكا وقد بدا واضحا أن المسؤول الأول عن العارضة الفنية للنادي الملكي المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، قد حرص منذ الحصة التدريبية الأولى على فرض الانضباط والحيوية في العمل داخل التشكيلة، وذلك من خلال العمل التكتيكي الذي برمجه، حيث لم يترك مورينيو مجالا للتراخي لرفقاء الحارس المتألق كاسياس، وهو ما يعكس الرغبة الشديدة التي تحذوه من أجل قيادة التشكيلة إلى تأدية موسم في المستوى والعودة إلى ساحة التتويجات مثلما وعد بذلك الأنصار . تدريبات خاصة بالجدد حتى يستوعبوا أفكار مورينيو وقد عمد المدرب البرتغالي للنادي الملكي جوزيه مورينيو إلى تنظيم بعض المباريات المصغرة فيما بين اللاعبين منذ الحصة التدريبية الثانية، قصد الشروع في الأمور الجدية والعمل من الناحية التكتيكية، غير أن الملاحَظ على المسؤول عن العارضة الفنية الملكية، أنه ظل يوقف اللعب في العديد من المرات لتصحيح الأخطاء، وكأنه أراد أن يوصل رسالة خاصة للاعبين الجدد حتى يستوعبوا أفكاره التكتيكية وطريقته في العمل في أسرع وقت ممكن. ويبدو أن مورينيو لا يعترف أبدا بمبدأ التدرج في العمل وعدم الدخول مباشرة في الأمور الجادة منذ أول أيام العمل .
العمل البدني صباحا والفني مساء لربح الوقت وعلى ما يبدو فإن المدرب البرتغالي للتشكيلة الملكية جوزيه مورينيو لا يريد تضييع المزيد من الوقت من أجل الشروع في العمل الجاد ابتداء من الحصة التدريبية الأولى في تربص لوس أنجليس. والدليل على ذلك هو طريقة تعامله مع اللاعبين الذين ضغط عليهم منذ الدقيقة الأولى، وفرض عليهم تمارين قاسية في الصباح ليباشر العمل التكتيكي في المساء، رغم أن العادة اقتضت في الأندية المحترفة أن تباشر العمل في التكتيك والاستراتيجيات قبل حتى أن يعتاد اللاعبون على الأحذية الرياضية، وهو ما يعكس رغبة مورينيو في إيصال أفكاره التكتيكية إلى اللاعبين منذ اللحظة الأولى، بدليل أنه نظم مباريات مصغرة في نصف الملعب مكونة من ثلاثة فرق، حتى يفهم جميع اللاعبين ما الذي يريده منهم بالتحديد على عكس ما حدث الموسم الماضي، الذي شهدت فيه الحصص الأولى عملا بدنيا محضا. كناشه لا يفارقه ويسجل فيه كل كبيرة وصغيرة ويبقى الأمر الملاحَظ في التدريبات التي تخوضها التشكيلة الملكية تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو، أنه يبقى دائما وفيا لعادته بما أنه معروف عنه أنه يحمل دائما في يده كناشا لا يفارقه أبدا، يكتب فيه كل شيء حتى لا يغيب عنه أي تفصيل مهما كان صغيرا. ويظل مورينيو واقفا في منتصف المباريات التطبيقية، ولم يكن يتردد أبدا في إيقاف اللعب في العديد من المرات لتصحيح الأخطاء التي وقع فيها أشباله، وذلك قصد تزويدهم بالتعليمات اللازمة وبعض النصائح. وكان الجميع يسمعون صراخ مورينيو على اللاعبين وترديده بعض العبارات مثل "الكرة الكرة"... "اللمسة الأولى اللمسة الأولى".. "نحو الجناح سريعا، بسرعة"... وهي العبارات التي كانت تدوّي جامعة كاليفورنيا. بدأ بتطبيق خطة 4/3/3 لتعويد أشباله عليها ومثله مثل جميع الأساتذة الممتازين، لم يتردد مورينيو في الثناء على أشباله حين يطبقون حرفيا ما يريده ويقومون بشيء يعجبه حتى يرفع معنوياتهم ويحفزهم أكثر، حتى يدرك اللاعبون أن المهم في مثل هذه المباريات التطبيقية ليس تسجيل الأهداف والفوز وإنما تطبيق تعليمات المدرب بشكل صحيح. كما سمحت الحصص التدريبية بالتعرف على نظام اللعب، الذي يبدو أن البرتغالي سيستخدمه في مباريات هذا الموسم، والذي سيكون بنسبة كبيرة 4/3/3، وهو ما جعله يشرع في العمل التكتيكي مع أشباله بما أنهم متعوّدون على خطة 4/2/3/1. وقد كثف مورينيو من التمارين الخاصة بالضغط على حامل الكرة، والحركة بدون كرة. يسهر على راحة اللاعبين للتعود على العمل بسرعة كما يهدف البرتغالي الى إيصال أفكاره في أسرع وقت ممكن الى اللاعبين الجدد، وهم فاران، كاييخون، شاهين (الذي أصيب) وكوانتراو.. دون نسيان لاعبي الكاستيا. أما لاعبو الفريق الأول فقد سبق وأن لعبوا بنظام 4-3-3 في مبارتي الأتليتيكو وإشبيلية في الكالديرون والبيزخوان. وبعد الذهاب الى منطقة الإقامة وأخذ قسط من الراحة، باشر الجميع التدريب في المساء بنفس الوتيرة وبنفس الحماس من مورينيو، حاملا لملفه، ومسمعا صوته في الجامعة بأكملها..! التزام كبير بالتوقيت في التدريبات يبدو أن مورينيو قد قرر الاستغناء عن ال "mou pad" واستبدله بملفه القديم وساعتي يد للتحكم بشكل أكبر في التدريبات.. فالساعة الأولى خصصها لمن يريدون العمل أكثر لاستعادة اللياقة (مثل كاكا الذي يعمل لمدة أطول من زملائه)، والساعة الأخرى لبقية اللاعبين. بول بورجيس يشرف على حالة عشب ملاعب جامعة كالفورنيا. البرتغالي جلب معه حتى أخصائي الملاعب. جوزيه مورينيو لا يترك أي شيء للصدفة، ويتضح ذلك جليا هذه المرة بعد أن تحصّل على قدر أكبر من السلطة في النادي الملكي، فقد قرر أن يغيّر الهيكل التنظيمي، ويقوم بالعديد من التعديلات الإدارية ليعمل كل من هو في النادي من أجل هدف واحد ووحيد، وهو الفوز في كل مباراة كل يوم أحد وأربعاء. الهيكلة الجديدة تفرض المزيد من الالتزامات على الجميع، وخير مثال على ذلك بول بورجيس أخصائي الملاعب، الإنجليزي الذي أتى الى ريال مدريد قادما من الأرسنال منذ 3 مواسم، الذي فُرض عليه السفر مع الفريق الى الولاياتالمتحدة بطلب من جوزيه مورينيو. المدرب البرتغالي يريد أن يجعل الأخصائي يعدّل له الملاعب كما يريد هو ولاعبوه. ويبدو أن الأمر فعلا قد تحقق، فقد لاحظ الجميع تحسّن حالة العشب كثيرا عن العام الماضي.. وكدليل على رغبته في السيطرة على كل شيء بأدق التفاصيل، فإن مورينيو نفسه هو من عيّن قائمة موظفي جامعة كاليفورنيا الذين سيرافقون البعثة المدريدية خلال إقامتها هناك، فيجب أن لا ننسى أنه الموسم السادس الذي يأتي فيه البرتغالي الى هذه الجامعة، لذلك فإنه يعرف جميع الموظفين فيها شخصيا، فردا فردا، ويعرف جيدا من أحسنهم كفاءة ومن هو في حاجة له.