وعشاق الإثارة والفرجة بالليغا، سوى عن العلاقة الغرامية الغريبة التي أضحت تربط بين إدارة النادي الملكي بوكيل الأعمال البرتغالي الشهير خورخي منديز، الذي أصبح له ضلع كبير في محيط النادي بعد الصفقات التي قام بها في السنوات الأخيرة مع مسيري نادي العاصمة الإسبانية، حيث استغلت بعض الأطراف الفرصة والغموض الذي يسود هذه الصفقات المتكررة من أجل تفجير قضية من شأنها أن تهز أركان النادي الإسباني المتوج بكأس الملك الموسم الماضي .
يتعامل مع النادي منذ عدة سنوات وكان وراء صفقة كوينتراو ولعل الأمر الذي جعل العلاقة بين المناجير البرتغالي الشهير وإدارة النادي الملكي تنفجر لتتحول إلى قضية تصنع الرأي العام بإسبانيا، هو الطريقة التي تتم بها كل الصفقات الخاصة بالريال، باعتبار أن أفضل وكيل أعمال في العالم خورخي منديز يتعامل مع إدارة النادي الملكي منذ سنوات عديدة، وفي كل صائفة يصنع الحدث باستقدامه على الأقل لاعبين جديدين إلى التشكيلة، مثلما حدث في فترة التحويلات الصيفية الحالية، عندما كان رواء عملية انتداب المدافع الأيمن البرتغالي لنادي بنفيكا كوينتراو في صفقة بلغت قيمتها 30 مليون أورو، وهو ما زاد من الشكوك التي تحوم حول هذا الرجل وعلاقتها بالنادي الإسباني، الذي يتعامل معه منذ عدة سنوات، منذ عهد الرئيس السابق رامون كالديرون الذي تعامل معه في صفقة انتداب المدافع البرازيلي القوي بيبي من بورتو .
خورخي مينديز أصبح يشرف على خمسة لاعبين في الريال وباستقدامه لمواطنه المدافع الأيمن لنادي بنفيكا كوينتراو إلى التشكيلة الملكية، فقد ارتفع عدد اللاعبين الذي يشرف عليهم وكيل الأعمال البرتغالي الشهير خورخي منديز من تعداد الريال، حيث نجد في مقدمتهم النجم العالمي الشهير كريستيانو روناردو الذي كان وراء استقدامه أيضا من مانشتر يونايتد في صفقة تاريخية بلغت قيمتها رقما خياليا وهو 94 مليون أورو، كما أن وكيل الأعمال نفسه كان وراء انتداب بيبي من بورتو ب 30 مليون يورو، مثلما كان الحال في صفقة اللاعب الأرجنتيني دي ماريا من بنفيكا ب 25 مليون أورو، دون نسيان مدافع تشيلسي الذي بلغت قيمته 8 ملايين أورو في صيف 2010 .
ويعد أيضا وكيل أعمال المدرب البرتغالي مورينيو وإذا كان إشراف وكيل الأعمال البرتغالي الشهير خورخي مانديز على خمسة لاعبين من التشكيلة الملكية أمرا طبيعيا ومشروعا، فإن الأمر الذي يستدعي الذكر هو أن نفس الرجل يعد في الوقت نفسه وكيل أعمال المسؤول الأول عن العارضة الفنية للنادي جوزيه مورينيو، الذي يشرف عليه منذ مدة ويتولى كل الأمور الخاصة بمستقبله والإجراءات الإدارية المتعلقة بذلك، والكل يعرف مدى النجاحات التي حققها المدرب الحالي للريال في ظرف سنوات قليلة فقط، بالنظر إلى الإنجازات والألقاب العديدة التي فاز بها والتي جعلت منه أفضل مدرب في العالم وأكثرهم شهرة.
المشكل في كون أطراف المعادلة من البرتغال ولعل الغريب في كل هذه الصفقات التي تقوم بها إدارة النادي الملكي، هو أنها كلها تعرف تواجد طرف برتغالي رئيسي في المعادلة، فخورخي مينديز هو الأشهر في البرتغال والعالم ككل، كما أن المدرب جوزيه مورينيو من البرتغال، ونفس الشيء بالنسبة للنجم العالمي كريستيانو رونالدو والمدافع الأيمن الجديد فابيو كوينتراو، وقبله ريكاردو كارفايو، وهو ما يؤكد أن البرتغال حاضرة بقوة في معادلة كل الصفقات بشكل جعل بعض المتتبعين يفجرون قنبلة مدوية ويتهمون المدرب مورينيو بتقاضي الرشاوي من أبناء جلدته رفقة وكيل الأعمال المذكور مقابل إتمام كل هذه الصفقات، التي نجدها دائما مرتبطة بهذا البلد، والدليل هو أنه حتى المدافع البرازيلي بيبي والمهاجم الأرجنتيني دي ماريا استقدما من أندية برتغالية. بعض الأطراف اتهمت مورينيو بالتعامل معه وأخذ الرشاوي وبالنظر إلى كل هذه المعطيات المشبوهة والصدف التي تتكرر في كل مرة، فقد فتحت بعض الأطراف المتتبعة لكواليس البطولة الإسبانية النار على المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي اتهموه بالتعامل رفقة مواطنه ووكيل أعماله بطريقة غير شرعية من خلال تقاضي الأموال ونسبة من هذه الصفقات التي يعمل المدرب على ترجمتها على أرض الواقع، من خلال تزكية اللاعبين ومباركتهم لدى مسيري الأندية التي يعمل فيها، وقد استدل معارضو مورينيو بالصفقة التي كان ورائها عندما كان مدربا للانتر، حيث استقدم مواطنه كواريزما الذي لم يلعب سوى دقائق معدودة فقط، وهو ما جعل الكثير يومها يتهم المدرب الحالي للنادي الملكي بتلقي الأموال مقابل استقدامه لهذا اللاعب بالتواطئ مع وكيل أعماله الحالي، الذي يكرر معه نفس العملية خلال كل صائفة. المدافعون عنه أكدوا أن الأمر منطقي بحكم أن الرجلان من بلد واحد ويعيش المدرب البرتغالي للنادي الملكي جوزيه مورينيو تحت ضغوط كبيرة من قبل عشاق النادي الملكي، الذين ينتظرون منه الكثير في الموسم الجديد وقيادة الريال إلى ساحة التتويجات ومعانقة الألقاب من جديدة، وهو ما استغلت بعض الأطراف المعارضة للبرتغالي من أجل نشر سموم الفتنة في الأوساط الكروية المدريدية والإسبانية على العموم، غير أن الأنصار الحقيقيين للريال والعارفين بكواليس الساحة المستديرة أكدوا أن ما يقوم به المدرب البرتغالي مورينيو أمر منطقي مقبول، لأنه المسؤول الأول عن العارضة الفنية للفريق ومن حقه استقدام اللاعبين الذين يراهم مناسبين وفقا لخطته في الميدان وطريقته في اللعب، بما أنه الشخص الذي سيلقى عليه كل اللوم في حال الإخفاق والجميع سينقلب عليه. من حقه شراء اللاعبين من الدولي الذي يعرفه والتعامل مع مواطنيه وقد اعتبرت الكثير من الأطراف المدريدية أن الضجة الإعلامية التي تم تفجيرها في الأيام الأخيرة ضد مدربهم البرتغالي جوزيه مورينيو غير مقبولة تماما ولا تعد سوى محاولة دنيئة من بعض المصادر الكتالونية الهادفة إلى تحطيم النادي الملكي وزعزعة استقراره قبل بداية الموسم الجديد، لأن ما قام به مورينيو أمر منطقي يحكم أنه المسؤول الأول عن الأمور الفنية وعن عملية الاستقدامات بعدما منحته الإدارة الضوء الأخضر والبطاقة البيضاء في التصرف، وبالتالي فمن المنطقي أن يقوم باستقدام اللاعبين من الدوري البرتغالي الذي يعرفه تماما المعرفة، ويعرف أيضا المواهب الشابة الناشطة فيه مثلما يفعله الكثير من المدربين في العالم. زيدان استقدم فاران وفينغر وبينيتيز يستقدمان أبناء جلدتهما أيضا وقد استغرب العديد من متتبعي الساحرة المستديرة سر الحملة الشرسة التي يتعرض لها المدرب البرتغالي للنادي الملكي جوزيه مورينيو، الذي يتهمه الكثيرون بالتعامل مع اللاعبين وتقاضي المقابل قصد استقدامه لصفوف النادي، فضلا عن تهمة تحويل الريال إلى فريق برتغالي محض، غير أن الحقيقة التي يتجاهلها البعض هي أن هذه التصرفات تعتبر أمرا عاديا ومقبولا في كرة القدم، فمثلا النجم الفرنسي السابق للنادي الملكي وأفضل لاعب في العالم زين الدين زيدان قام قبل أسابيع باستقدام مواطنه المدافع فاران للريال، كما أن المدرب الفرنسي لأرسنال أرسن فينغر يقوم بنفس ما يقوم به مورينيو وحول التشكيلة المدفعجية إلى فريق فرنسي محض، والكل يتذكر العدد الكبير من الدوليين الفرنسيين الذي كانوا ينشطون في تشكيلته الأساسية على غرار هنري، بيريس، فييرا وغيرهم، لكن الأمر كان مفيدا وحقق أفضل النتائج، شأنه شأن المدرب الإسباني السابق لليفربول بينيتيز، الذي استقدم عدة لاعبين إسبان إلى صفوف النادي على غرار تشابي ألونسو وتوريس، لكنه لم يتهم بالتعامل معه وتقاضي الرشوة مقابل ذلك، فلماذا كل اللوم على مورينيو ؟ إعداد: رؤوف.ب