خالف النجم البرازيلي للتشكيلة الملكية ريكاردو كاكا
كل التوقعات بعدما سجل تواجده في قائمة ال25 لاعبا الذين اختارهم المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو للعمل معهم هذا الموسم، حيث تنقل رفقة النادي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وسيكون حاضرا في جولة لوس أنجلس، وهو ما رفع معنوياته كثيرا قبل انطلاقة الموسم الجديد الذي يعول عليه من أجل رد الاعتبار لنفسه والعودة من بعيد بعدما حكم عليه كل المتتبعون بالموت .
يشرع في التحضير مع التشكيلة منذ البداية لأول مرة ولو نعود قليلا إلى الوراء، سنجد أن النجم البرازيلي للتشكيلة الملكية ريكاردو كاكا يشرع في التحضير مع الريال منذ البداية للمرة الأولى منذ انضمامه إلى البيرنابيو في صائفة 2009، حيث لم يكتب للاعب منذ ذلك الوقت أن تدرب مع زملائه في البداية، وكان في كل مرة يضطر للغياب وتأجيل اندماجه مع المجموعة لأسباب أو لأخرى .
في 2009 قدم مصابا وضيع فترة التحضيرات ولو نسترجع القليل من ذاكرتنا ونعود قليلا إلى الوراء، وبالضبط إلى صائفة 2009، سنجد أن النجم البرازيلي وأفضل لاعب في العالم قبل سنوات كان قد انضم إلى التشكيلة المدريدية وهو يعاني من إصابة، كان قد تعرض لها عندما كان يحمل ألوان فريقه السباق ميلان الإيطالي، وهو ما ضيع عليه جزءا هاما من فترة التحضيرات، ومنعه من الالتحاق بزملائه في الفترة الصيفية، الأمر الذي انعكس عليه سلبا بعدها طيلة الموسم، وحرمه من البروز بنفس الوجه الذي عود لعيه جمهوره عندما كان في أعز أيامه بميلان .
بعد المونديال تعرض لإصابة خطيرة وضيّع التحضيرات أيضا ويبدو أن سوء الطالع بقي يلاحق النجم البرازيلي عند بداية كل موسم، بشكل يحرمه من القيام بتحضير في المستوى وفرض نفسه منذ البداية في التشكيلة الأساسية، والدليل هو السيناريو المماثل الذي تعرض له في قبل موسمه الثاني مع التشكيلة الملكية، حيث لم يتمكن ريكاردو كاكا من المشاركة مع زملائه في فترة التحضيرات، بعد الإصابة الخطيرة التي تعرض لها قبيل مونديال جنوب إفريقيا مع البرازيل، وهو ما جعله يستهل الموسم بصورة سوداء بعدما ضيع التحضيرات، كما أنه غاب فترة معتبرة عن فريقه الموسم الفارط بعدما أبعدته تلك الإصابة قرابة 6 أشهر عن الميادين. الجميع حكموا عليه بالموت لكن أصر على الصمود وبالنظر إلى الصعوبات الكبيرة التي صادفها النجم العالمي البرازيلي ومعشوق الجماهير الميلانية سابقا ريكاردو كاكا في التشكيلة الملكية، فقد اضطر اللاعب إلى مواجهة موجة غضب عشاق النادي المدريداني وأقلام الإعلام الإسباني، الذي لم يكن متسامحا معه ولم يكن يفوت أدنى فرصة من أجل ذبحه، كما أن اللاعب راح ضحية الألسنة القبيحة والإنتقادات الغادرة التي كان يسمعها في كل مرة، بشكل اثر عليه سلبا وجعله يصاب بإحباط نفسي شديد، وهو الذي كان أفضل لاعب في العالم ويتطلع للبروز أكثر في البرنابيو قبل أن تطارده الإصابات ويحكم عليه الجميع بالموت ونهاية المشوار، غير أن كاكا كان إصراره على العودة شديدا وأكبر من أي شيء آخر، بدليل أن صمد أمام كل تلك الإنتقادات اللاذعة. اعتبروه صفقة فاشلة رياضيا بالنسبة للريال وقد استندت الأطراف المعارضة لتواجد النجم البرازيلي ريكاردو كاكا في تبرير عدائها له بالوجه الشاحب الذي ظهر به في كل مرة كان يظهر فيها بألوان الريال، مستدلين بعدد المباريات القليلة التي شارك فيها، رغم أن الجميع في إسبانيا والعالم ككل يعرف أنا كاكا كان مصابا وذهب ضحية سوء الطالع الذي يلاحقه، غير أن ذلك لم يشفع له لدى بعض الأطراف التي أكدت أنه يبقى صفقة فاشلة بجميع المقاييس، والدليل هو الأموال الكبيرة التي يكلفها لخزينة النادي مقابل الإكتفاء بالجلوس على كرسي الاحتياط في أفضل الأحوال.
الريال كان سيتخلى عنه لكنه أبقى عليه في آخر لحظة وكان النادي الملكي غير متحمس كثيرا من أجل الإبقاء على اللاعب البرازيلي في صفوف تشكيلته الموسم المقبل، بالنظر إلى موقف المسؤول الأول عن العارضة الفنية البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي كان قد دخل معه في نوع من الخلافات الموسم الفارط، ولم يكن متحمسا للاحتفاظ به في تعداده بالنظر إلى تألق مسعود أوزيل والأرجنتيني دي ماريا، غير أنه تراجع عن وضعه في قائمة المسرحين في آخر لحظة، وقرر الاحتفاظ به بعدما اقتنع أنه بإمكانه تفجير قدراته الموسم المقبل والعودة إلى مستواه الذي عرف به في ميلان قبل مواسم.
إبعاده عن البرازيل في كوبا أمريكا قد يكون مفيد له وحتى إن كان ريكاردو كاكا قد انزعج من الناخب البرازيلي الذي أبعده عن تشكيلة بلاده المشاركة حاليا في كوبا أمريكا الجارية وقائعها بالأرجنتين، وشعر بإحباط نفسي وهو الذي كان يأمل في التألق مع ألوان السامبا، إلى أن بعض المتتبعين والأخصائيين أكدوا أن الأمر كان مفيدا للاعب من الناحية الرياضية، لأن إبعاده عن المنتخب في هذه الفترة سمح له بالاستفادة من الراحة الصيفية قصد استرجاع أنفاسه، ومن ثم التواجد مع فريقه منذ أول حصة تدريبية له، وهو الأمر الذي سيمكنه من القيام بتحضيرات في المستوى للموسم الجديد عكس السنوات الأخيرة التي كان يغيب فيها في كل مرة بسبب الإصابة. اللاعب مصمم على استغلال فترة التحضيرات جيدا ويدرك ريكاردو كاكا أنه كان محظوظا من جهة عندما استبعد من تشكيلة البرازيل المشاركة في كوبا أمريكا حاليا، لأن هذا الأمر سمح له بالبقاء في الريال وتفادي قرار التسريح، لأنه لو تنقل إلى الأرجنتين رفقة منتخب السامبا لكان الأمر يعني نهاية مشواره مع التشكيلة الملكية، لأنه كان سيغيب وقتها عن فترة التحضيرات مرة أخرى، وهو ما يدركه اللاعب الذي يعول على الأسابيع المقبلة كثيرا من أجل استغلال المباريات الودية والتحضيرات الشاقة التي سيقوم بها مع النادي، قصد استرجاع إمكاناته الفنية والبدنية الحقيقية. وتأدية موسم في القمة لكي يرد على المشككين في قدراته وتحذو النجم البرازيلي السابق إرادة كبيرة وحماس شديد من أجل استرجاع مستواه والعودة إلى الميادين بقوة بعدما خمد لهب شمعته في الموسمين الأخيرين، وهو ما تجلى من خلال بدايته الأولى في التدريبات المدريدية، حيث تشير كل التقارير الإسبانية أن ريكاردو كاكا مصمم على تأدية موسم في المستوى ورد الاعتبار لنفسه من جديد لكي يرد على كل المشككين في قدراته، وأولئك الذين حكموا عليه بالموت ونهاية المشوار مسبقا، وذلك من خلال قيادة الريال إلى العودة لساحة التتويجات ومعانقة الألقاب. هل سيعود كاكا فعلا لمستواه الذي عرف به في ميلان هو السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح في الأوساط الكروية الإسبانية وجميع عشاق التشكيلة الملكية، الذين ورغم أنهم يتمنون عودة كاكا سريعا إلى مستواه المعروف والتألق في سماء البيرنابيو مثلما كان يفعله في سماء سانسيرو، غير أن بعض المختصين أكدوا أن هذا الأمر مستبعد جدا بالنظر إلى الإصابة التي تعرض لها اللاعب البرازيلي، والتي ستجعل عودته إلى المياديين بالتحدي المستحيل، خاصة وأن الريال يضم عدة لاعبين ينشطون في منصبه هذا الموسم، وكلهم يتمتعون بإمكانات خارقة، وبالتالي منافستهم سيكون أمرا صعبا عليه. إعداد: رؤوف. ب