بفضل النتائج الطبية التي تمكنت من تحقيقها في المباريات الودية التحضيرية التي خاضتها استعدادا للموسم الجديد، وهي النتائج التي جعلت أشبال المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو يوجهون رسالة شديدة الجهة لجميع منافسيهم وبالخصوص العملاق برشلونة الذي يعول جميع الملكيين على الإطاحة به وإنهاء هيمنته على المنافسات المحلية والأوربية، وقد حققت التشكيلة الملكية لحد الآن فوزين أمام لوس أنجلس غالاكسي الأمريكي بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في المواجهة الأولى، قبل أن يطيح تشيفاز غوادلاخارا المكسيكي بثلاثية نظيفة في المواجهة الودية الثانية .
التشكيلة أكدت قوة كبيرة رغم أن المباريات ودية فقط ويبقى الأمر الأكيد هو أن تألق أشبال المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في المرحلة الإستعدادية لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يعكس المستوى الحقيقي لريال الموسم الجديد مادام أن الأمر يتعلق بمجرد مباريات ودية لا تهم نتيجتها النهائية بقدر ما يهم المردود الفردي والجماعي الذي يقدمه الفريق، كما أن التشكيلة الملكية واجهت أندية لا تضاهيها من ناحية القوة والإمكانات المادية والبشرية، وبالتالي فإن المستوى الحقيقي للريال سيظهر عندما يتواجه النادي أندية من نفس مستواه، ولكن هذا لا يمنعنا من الوقوف على بعض المؤشرات والملاحظات الإيجابية التي شهدها المعسكر المدريدي في موسمه الثاني مع المدرب جوزيه مورينيو.
كوينتراو الاكتشاف وأداءه كان مميزا ولعل أولى الملاحظات الإيجابية التي تم تسجيلها على مجريات التربص التحضيري الذي ترجيه التشكيلة الملكية بالأراضي الأمريكية استعدادا للموسم الجديد، هو الأداء المميز للمدافع البرتغالي الجديد المستقدم من بنفيكا فابيو كوينتراو، الذي كلّف إدارة ريال مدريد مبلغا ماليا ضخما قدر ب30 مليون يورو من أجل التعاقد معه، وقد نجح البرتغالي في خطف الأضواء من باقي نجوم التشكيلة الملكية بسبب اجتهاده في التدريبات والوجه الرائع الذي ظهر به في المباراتين الوديتين اللتين، واللتان استغلهما من أجل إبراز علو كعبه و توفره على كامل الإمكانيات التي تسمح له بفرض نفسه في التشكيلة الأساسية واللعب في مراكز مختلفة كظهير أيسر، كجناح أيسر وحتى كظهير أيمن. عودة كاكا إلى مستواه ستمنح مورينيو حلولا هجومية إضافية وفي المقابل فقد عرفت تحضيرات الريال والمباريات التي خاضها النادي في الأيام الأخيرة عودة النجم البرازيلي ريكاردو كاكا إلى مستواه المعروف تدريجيا أو بالأحرى استعادته للياقته البدنية، حيث تحول إلى واحد من أهم النجوم الذين سيعتمد عليهم المسؤول الأول عن العارضة الفنية الملكية البرتغالي جوزيه مورينيو في الموسم القادم في حال ابتعاد الإصابات عنه، حيث أظهرت المباريات الودية أن البرازيلي ما يزال يحظى بثقة الطاقم الفني ولم يفقد لمسته الساحرة المعروفة عنه منذ أيام تألقه مع الميلان رغم ابتعاده عن المنافسة لفترة معتبرة بسبب الإصابات، ومؤكدا بأنه قادر على تأدية دور أكبر في التشكيلة الملكية إذا استمر على هذه الوتيرة، مما سيتيح لمورينيو خيارات إضافية في الموسم القادمعلى مستوى الخط الأمامي.
الاستقدامات سمحت لمورينيو بالتنويع في اللعب والتكتيك وتبقى النقطة الأبرز التي سجلها المتتبعون على التشكيلة الملكية خلال فترة التحضيرات والمباريات الودية التي خاضتها في الأراضي الأمريكية لحد الآن، هي تنوع اللعب والطريقة الجماعية التي يطبقها أشبال المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، حيث أن الطاقم الفني الملكي شرع مبكرا في التفكير في المباريات الصعبة والمعقدة التي سيخوضها ضد أقوى الأندية في الموسم القادم خاصةً في دوري أبطال أوروبا، من خلال تجريب كل الحلول التكتيكية والمناصب الخاصة باللاعبين، كما أن الصفقات الجديدة التي أجراها النادي هذا الصيف هي الميزة الأكبر التي تساعد الفريق في تغيير خططه و الاعتماد على أساليب أخرى في اللعب لمواجهة معظم الصعوبات والعراقيل التي ستقف في طريقه مستقبلا. انسجام التشكيلة وتعود عناصرها على طريقة عمل مورينيو ولعل الأمر الذي زاد من تفاؤل عشاق الفريق الملكي الأبيض وجعل أكثر المتشائمين في صفوفه يتفاءل بموسم كبير وحافل الدرة المتقدمة من الانسجام التي وصل إليها اللاعبون، الذي بدأوا يتعودون على طريقة عمل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي يقود التشكيلة الملكية في الموسم الثاني، حيث بدأ الجميع يتعود على أسلوبه في اللعب وخططه التكتيكية، كما أنه لم يعد يخفى على أي من نجوم ريال مدريد الآن الطريقة التي يفكر بها المدرب البرتغالي الشهير بما في ذلك اللاعبين الجدد الذين انسجموا مع المجموعة بسرعة كبيرة، وهو ما لوحظ عند المدافع فابيو كوينتراو وكايخون وناشئي المدرسة.
تعيين زيدان مكان فالدانو واللمسة التي قدمها للتشكيلة وفي المقابل، فإن من بين التغييرات الإيجابية التي عرفتها التشكيلة الملكية هذه الصائفة، هي الاستقرار التام الموجود في الفريق واختفاء كل الصراعات من الجهاز الإداري بعد رحيل المدير العام خورخي فالدانو، الذي عمل المسؤول الأول عن العارضة الفنية البرتغالي جوزيه مورينيو على إبعاده من النادي وتعيين في مكانه النجم العالمي واللاعب السابق للفريق والمنتخب الفرنسي زين دين زيدان، الذي أعطى استقرارا أكبر ونفسا جديدا للفريق بالنظر إلى السمعة الكبيرة التي يحظى بها والخبرة التي يملكها في الميادين، فضلا عن معرفته التامة بكواليس النادي الملكي، وفوق كل ذلك فقد تحصل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو على كامل الصلاحيات للتحكم في جميع الشؤون الرياضية الخاصة بالفريق كالإشراف على الطاقم الطبي و على حماية اللاعبين وغيرها من الأمور التي تؤثر إلى حد ما في استقرار الفريق. غياب الضغط وتحضير التشكيلة في الهدوء التام كما أن أهم شيء يحظى به أشبال المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو هو الهدوء التام الذي يسود يوميات التشكيلة منذ انطلاقة التحضيرات وعودته للتدريبات بصفة رسمية استعدادا للموسم الجديد، حيث لاحظ الجميع أن ضغوطات المتتبعين وعشاق الفريق الملكي قد خفّت وزالت تدريجيا على البرتغالي المسؤول الأول عن العارضة الفنية للنادي جوزيه مورينيو وعلى اللاعبين، لتبقى كل هذه الأمور في صالح أبناء النادي الملكي الذين يسيرون في الطريق الصحيح ويتواجدون في أفضل رواق لتحقيق موسم كبير والعودة إلى منصة التتويجات لمعانقة الألقاب، ولو أنه من السابق لأوانه الحديث عن مثل هذه الأمور والتكلم عن الألقاب مادام الأمر مبكر والمنافسات الرسمية لم تنطلق بعد.
كأس السوبر الإسبانية أول اختبار رسمي ومهما يكن، فإن جميع أنظار عشاق النادي الملكي ستكون مشدودة يوم 15 أوت المقبل إلى الملعب الذي سيحتضن مواجهة كأس السوبر الإسبانية بين أشبال المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو والغريم التقليدي وبطل إسبانيا برشلونة، وهي المواجهة التي تعتبر أول امتحان رسمي وحقيقي بالنسبة للنادي الأبيض وستسمح للأنصار بالوقوف على المستوى الحقيقي لفريقهم المحبوب، خاصة وأن الريال أصبح يرعب جميع المنافسين بفضل المردود الباهر والانتصارات التي يحققها في المواعيد المحلية. إعداد: رؤوف. ب