بدأت أمس رحلات العودة إلى أرض الوطن بالنسبة للحجاج الجزائريين، حيث حطت أمس أول رحلة بمطار هواري بومدين تحمل أول فوج من الحجاج يتكون من 262 حاج بينهم الوزراء الذين أدوا فريضة الحج هذه السنة ومسؤولين، وكان في استقبالهم رئيس الحكومة شخصيا وإطارات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف. وقال بلخادم في تصريح ل"وأج" أنه تنقل إلى المطار خصيصا من أجل "استقبال الحجاج" الذين عادوا على متن هذه الرحلة الأولى الرسمية، التي حطت بالمطار على الساعة صباح أمس مسجلة تأخرا عن موعدها بساعتين كاملتين، لكن ذلك لم يثن عائلات الحجاج في الانتظار منذ الساعة الرابعة صباحا وصول الحجاج الميامين بالسلامة. كما حطت عدة رحلات عبر مطارات مختلفة من الوطن حاملة الأفواج الأولى من الحجاج . و بالنظر إلى التصريحات التي جمعت بمطار هواري بومدين صبيحة أمس فإن كل الحجاج اتفقوا على القول بأن حج هذه السنة كان خاليا من المشاكل مثل الحوادث التي عكرت صفو أداء الركن الخامس من الإسلام في كل سنة من السنوات الماضية، كما لا حظ الجميع ان وقوف عرفة ورمي الجمرات بمشعر منى مرّ هذه السنة بسلام بفضل التوسيعات التي آجرتها السلطات السعودية في تلك المشاعر هذه السنة. لكن إذا كانت السعودية ركزت هذه السنة جهودها على حفظ سلامة الحجيج في مشاعر منى وعرفات باتخاذ الإجراءات المذكورة، فإن وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله اقترح، في تصريح خص به وكالة الأنباء الجزائرية يوم الخميس بمكة المكرمة، أن "تفكر السلطات السعودية في إنشاء خط سكك حديدية بين عرفة ومنى بصفتها وسيلة النقل المتطورة الأكثر سرعة" للتخفيف من عبئ التنقل على ملايين الحجاج مشيا على الأقدام وبالحافلات لبلوغ مشعري منى وعرفات. وفي هذا الصدد أكد مستشار الوزير في تصريح سابق ل"الشروق اليومي" أن الحجيج أصبحوا يتعبون جدا من هذا المسلك، خاصة وأن ما لا يقل عن 500 ألف حافلة تنطلق في وقت واحد لبلوغ هدف واحد وهو إيصال الحجاج إلى منى وعرفات، مما خلق هذه السنة جوا جد ثقيل من أبخرة السيارات ودخان الحافلات، الشيء الذي أدى بكثيرين إلى الاختناق من التلوث. ورغم أن الوزير أكد أن موسم الحج 1427ه (2006م) قد جرى هذه السنة في ظروف حسنة "لقد مر الحج هذه السنة بسلام ولم تعترضنا المشاكل التي عرفناها في السنة الماضية"، إلا أنه لفت الإنتباه إلى عدد من المشاكل التي تعترض البعثة الجزائرية دونا عن غيرها "لكون بعض الحجاج قدموا إلى الأراضي المقدسة وهم يعانون من فقر الدم وحالتهم الصحية لا تسمح لهم بتأدية مناسك الحج" وكان ممثله عبد الله طمين قد صرح مسبقا أن "من الحجاج من ياتي للبقاع المقدسة خصيصا للموت، بسبب حالته المرضية المتطورة" حيث يعمل هؤلاء الحجاج على إخفاء حقيقة مرضهم من ملفاتهم الطبية، مما يشكل عبئا إضافيا على عمل البعثة. وطلب الوزير بالمناسبة من الحجاج الميامين "عدم المغامرة والقدوم إلى الأراضي المقدسة في ظروف صحية لا تسمح لهم بأداء مناسك الحج في ظروف حسنة". وعبر الوزير عن ارتياحه للهدوء "الذي ميز موسم الحج خاصة وأن عدد الوفيات كان ضعيفا جدا هذه السنة مقارنة مع المواسم السابقة"، ملاحظا أن "نسبة الحجاج المسنين تتقلص من سنة إلى أخرى". وأضاف الوزير أنه يستحن أن يكون الحاج المسن مصحوبا بأحد أقربائه لأن الحج - حسب قوله - "لا يخلو من مشقة وخاصة بين عرفة ومنى حيث يتم التنقل بوسائل تقليدية أو مشيا على الأقدام". أما بعض الحجاج فعبروا في المطار عن ارتياحهم للظروف التي جرى فيها الحج هذه السنة خاصة و أن "وقفة عرفة تزامنت مع يوم الجمعة و هذا ما شجع تدفق الحجاج و المؤمنين في هذا اليوم" و بالرغم من هذا التزامن فقد "جرى كل شيئ على ما يرام" . أما أحد الحجاج فتأسف "لتشتت" الحجاج الجزائرين أثناء آدائهم لمناسك الحج معتبرا "أنه كان ينبغي على البعثة الوطنية أن تؤطر و تتكفل ببعض الحجاج بشكل أفضل"، مما يفسر وجود بعض التقصير من طرف مؤطري أفواج الحجاج. غنية قمراوي: [email protected]