اشتكى الكثير من المسافرين الجزائريين عبر الحدود نحو الشقيقة تونس من مضايقات (جديدة) لم تكن موجودة من قبل، وهو ما جعل الكثيرين يعزفون عن هذه السفرية، فتهاوى رقم المسافرين نحو تونس وانهار سعر الدينار التونسي في السوق الموازية إلى أقل من 5300 دج بعد أن بلغ في بعض السنوات سعر 8000 دج مقابل 100 دينار تونسي. "الشروق اليومي" تنقلت إلى المراكز الحدودية الأربعة بتبسة وهي المريج وبوشبكة ورأس العيون بالكويف وبتيتة ببئر العاتر، وتقصت أصداء كلها تشير إلى أن المسافر في الأيام الأخيرة، يتذوق (سينات) إضافية و(حرج) إضافي يهدد بالتخلي عن رحلة تونس نهائيا، ويهدد أكثر الأشقاء التونسيين في الموسم السياحي القادم، وكان آخر رقم للسواح الجزائريين الذين اختاروا تونس قد جاوز المليون ونصف مليون سائح. مصادر "الشروق اليومي" أكدت أن المعاملة (الجديدة) جاءت على خلفية تفكيك شبكة إرهابية في تونس قيل إن الحدود التونسيةالجزائرية كانت (مهدا) لها! وأكدت مصادرنا الأمنية أن العشرات من المسافرين الجزائريين أودعوا شكاوى لدى مصالح الأمن تخص المضايقات التي وصفها البعض بالمبالغ فيها مثل تفتيش السيارات بالكلاب المدربة، وهو ما أثار المسافرين وعاد بعضهم بمحض إرادته رافضا أن يشم كلب سيارته مع بعض الإهانة والشتم (المحترم!)، وبلغت درجة المساءلة عن انتماء المسافر السياسي من طرف شرطة الحدود التونسية، بل أن البعض تم إرجاعهم إلى الحدود الجزائرية وذنبهم الوحيد أنهم باللحية. وأكد مسافرون أن الإجراءات المشددة طالت حتى التونسيين الذين زاروا الجزائر، إذ شملت مساءلتهم الأمكنة والأشخاص الذين التقوا بهم، وبلغ السؤال والشك ألقاب بعض العائلات المنتمية إلى منطقة الشيخ العربي التبسي بعد أن قالت أوساط تونسية إنها قاعدة وبؤرة المجموعة السلفية للدعوة والقتال، وكان أحد أمرائها قد ألقي عليه القبض في تونس في الأحداث الأخيرة ضمن مجموعة ال 15.. ولم ينف عدد من رجال الجمارك والشرطة الأصداء والشكاوى التي أصبحت تصلهم من مواطنين تجمعهم بالشقيقة تونس مصالح تجارية وعائلية وأيضا سياحية، وهو ما جعلنا نتنقل إلى القنصلية التونسية في تبسة ونطرح هذا الانشغال على سعادة السيد عبد الباقي دلالي القنصل التونسي الذي رد على استفساراتنا. - ما حقيقة الإجراءات الجديدة بمنع الشباب الجزائري من دخول الأراضي التونسية؟ - - هذا كلام لا أساس له من الصحة، ولم يصدر من أي جهة كانت، سواء على مستوى القيادة العليا أو على مستوى الحدود. - لكن هناك من نسب لكم حديثا في هذا الإطار؟ - - أنا منذ أن حططت أقدامي في الجزائر لم أتحدث مع صحيفة، و"الشروق اليومي" هي أول يومية أتحدث معها، لأجل ذلك يبقى الكلام المنقول من نسج الخيال، أو على الأدق لا يهمني من قريب ولا من بعيد. - بماذا تفسرون المتاعب التي يلاقيها الجزائريون في تونس وعلى مستوى مراكز الحدود وتضاعف الشكاوى؟ - - حتى نكون صريحين، نحن في تونس يوجد لدينا مليون ونصف المليون جزائري يزورون بلدهم الشقيق، والقانون المطبق على المواطن التونسي هو نفسه المطبق على الجزائريين، وأؤكد أن الجالية الجزائرية في تونس لا تتعرض إلى أي مضايقات أو إجراءات تعسفية ولن تتعرض مستقبلا مهما كان الأمر. - هذا بالنسبة للجالية، وماذا عن الزوار والسواح؟ - - ما يجري حاليا، من إجراءات يدخل فقط في إطار الحيطة واليقظة المطلوبة والتفتيش، والتأكد من هوية أي شخص هو إجراء عادي نتمنى أن لا يفهم فهما سلبيا، بل هو من صميم القانون لا غير. - المؤكد أن الأحداث الأخيرة التي جرت في تونس لها علاقة بالمضايقات أو لنقل (الحيطة) التي يتعرض لها الجزائريون بمراكز الإخوة التونسيين؟ - - أنفي أي مضايقات.. ولعلمكم، فإن أخوّة الجزائريينوالتونسيين موجودة منذ الأزل، ونؤمن أن أي إجراء هو لصالح الشعبين والدولتين، فما يضر تونس يضر إخواننا والعكس. - لكن شكاوى المواطنين وتذمرهم قد تنسف هاته الأخوة أو تضر بها على المستوى الشعبي؟ - - هذا كلام غير وارد إطلاقا.. نحن الآن في تونس بصدد التحضير للموسم السياحي وسنوجه كالعادة دعوات الحب للإخوان الجزائريين فرادى وجماعات، وواثقون أنهم سيكونون كالعادة ضيوفا خفيفي الظل. - معنى هذا أن الأمور سمن على عسل؟ - - جيدة جدا.. كما كانت وكما ستبقى، وحتى نكون منطقيين وعمليين، فإن الزيارات المتبادلة حاليا، على أعلى مستوى تصب جميعها في أن العلاقة ما بين تونسوالجزائر تزداد متانة وصلابة. الأرقام تتحدث برغم الكلام التطميني للسيد عبد الباقي دلالي القنصل التونسي في مدينة تبسة، إلا أن الأرقام التي تحصلت عليها "الشروق اليومي" زوال أمس الثلاثاء، تؤكد أن الإحراجات التي تعرض لها الجزائريون في المدة الأخيرة جعلت رقم المسافرين ينزل بحوالي 45٪، وهو الأضعف في السنوات العشر الأخيرة. جيهان.د/ بلقاسم.د