لم يسبق للأورو أن سجل أرقاما خيالية منذ أن تم التداول به بداية القرن الحالي كما هو حادث في الآونة الأخيرة المتزامن مع فقدان الدينار الجزائري للكثير من قيمته، حيث استقر بيعه في الرقم 12600 دج لمئة أورو * وهي ذات الملاحظة على كل العملات الأجنبية، وحتى العملة التونسية سجلت أرقاما عالية في الولايات الحدودية مثل وادي سوف وسوق أهراس والطارف، وخاصة تبسة التي تعتبر عاصمة أسواق العملة الموازية والبارومتر الحقيقي لها بسبب استعمال أراضيها كمعبر للسواح نحو تونس والتجار الذين يفضل بعضهم استعمال موانئ ومطارات تونس لاستقدام مختلف السلع الاستهلاكية التي يتم إدخالها للأراضي الجزائرية عبر مراكز الحدود بولاية تبسة.. وكان سوق العملة الصعبة قد سجل العام الماضي أدنى مستوى له بنزوله إلى حدود 11500 دج لورقة المئة أورو، كما هوى الدينار التونسي إلى حدود 5000 دج .. لتسترجع العملة الصعبة وعلى رأسها الأورو ما ضاع منها في الأشهر الفارطة، حيث انتعشت بشكل لافت وبلغت أرقاما قياسية في السوق الموازي الممنوع بتبسة أين وصل سعر المائة أورو أزيد عن 12400 دج وهو رقم لم يسبق وأن بلغه في السنوات الأخيرة. * وخلال جولتنا الميدانية للسوق الموازي في نهج 4 مارس بقلب مدينة تبسة والذي يعتبر من أهم الأسواق على المستوى الوطني، أكد العديد من المواطنين الذين تحدثنا إليهم أن الدينار التونسي شهد بدوره ارتفاعا بعد ركود أوصله إلى 5000 دج، حيث جاوز هذه الأيام رقم 6400 دج لكل مائة دينار تونسي والسبب يعود إلى اقتراب نهاية السنة الميلادية، حيث سجل تنقلا قياسيا للجزائريين نحو تونس، وذلك للاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية، ناهيك عن رجال الأعمال والمستوردين الذين صاروا يختارون تونس في عملياتهم التجارية والسياحية إلى أوروبا ودول الخليج العربي وتركيا.. وفيما يلجأ البعض إلى تصريف العملة في السوق السوداء يبقى تضاربها يسيل لعاب السماسرة في السوق.. أما في بقية الأسواق الموازية فإن سعر الشراء استقر مابين 12500 و12550 دج ولم ينزل سعر البيع عن 12600 دج وهو الأعلى في تاريخ الأسواق الموازية مع الأورو الذي كثر عليه الطلب بسبب المستوردين والسياح وحتى الحجاج والمعتمرين وقلّ العرض بسبب نقص القادمين إلى الجزائر من المهاجرين الذين يفضلون الحضور في الصيف دون الشتاء .