الأورو في تصاعد في السوق السوداء التهب سعر العملة الصعبة في الأيام الأخيرة، وبلغ أرقاما قياسية في الأسواق الموازية، حيث جاوز سعر المائة أورو 12300 دج، ووصل حد ال 13000 دج، وهو رقم لم يسبق وأن بلغه في السنوات الأخيرة. * * وانتعش سعر الأورو أكثر على مستوى الحدود الشرقية، حيث أشارت تقارير سياحية تونسية إلى أن الجزائري يصرف 500 أورو خلال أسبوع، ما يعني أنه يصرف ضعفين ونصف ضعف المبلغ للذي يستفيد من منحة السفر، هذا طبعا إذا استفاد مبدئيا من المنحة، لأن أغلبية المسافرين سبق لهم وأن سافروا إلى الخارج خلال هذا الموسم، فسقط حقهم في منحة السفر. * وإذا كان الجزائريون قد صرفوا حوالي ثلث مليار أورو في تونس وحدها، فالأكيد أن مالا يقل عن 200 مليون أورو ضخّها السوق الموازي الذي انتعش هذه الصائفة بشكل لافت، وعرف الدينار التونسي في تبسة ارتفاعا بعد ركود أوصله إلى أقل من 5000 دج، حيث شهدت المراكز الحدودية الأربعة ارتفاعا في الوافدين، إذ وصل السعر في الأيام الأخيرة رقم 6400 دج لكل مئة دينار تونسي. * ويعتبر السوق الموازي في نهج 4 مارس بقلب تبسة من أنشط الأسواق على المستوى الوطني، لكونه يمثل بارومتر العملة على المستوى الوطني، خاصة وأن رجال الأعمال والمستوردين وحتى المسافرين إلى أوروبا صاروا يختارون مطارات تونس وموانئها في عملياتهم التجارية والسياحية نظرا للازدحام الذي تشهده الموانئ والمطارات الجزائرية. * وتزامن هذا التوقيت الذي عرف توافدا قياسيا للمهاجرين وأيضا تنقلا قياسيا للسياح الجزائريين نحو تونس الذي فاق المليون ومائة ألف سائح، وهو رقم أنعش تجارة العملة، خاصة وأن رمضان ضيّق زمن العطلة، وجعلها مقتصرة على شهر جويلية ونصف شهر أوت فقط، وتزامن هذا التوقيت مع اقتراب موسم العمرة في أواخر شعبان إلى بدايات شوال، ما زاد في استقرار أسعار العملة في هذا السعر المرتفع. ويرشحها لأن تحافظ عليه إلى ما بعد شهر رمضان، حيث يبدأ النزول إلى غاية اقتراب رأس السنة الميلادية.