حرضت الولاياتالمتحدة اليوم الجمعة الدول العربية على مقاطعة القمة العربية المقررة أواخر مارس الجاري في العاصمة السورية دمشق، واعتبرت أنه على الدول العرب التروي قبل اتخاذ قرار بالمشاركة بسبب المشاكل التي تعترض انتخاب رئيس جديد في لبنان. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك "لا نريد السعي للإملاء على المشاركين طريقة تصرفهم... ، إلا أنهم عندما يفكرون بالمشاركة في اجتماع سوريا من الواضح انه سيكون من مصلحتهم أن يبقى في ذهنهم الدور التي قامت به سوريا حتى الآن لمنع العملية الانتخابية في لبنان من المضي قدما". وكانت سوريا وجهت الخميس دعوة إلى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة للمشاركة في القمة العربية، في خطوة وصفت بأن الهدف منها قد يكون تهدئة أجواء التوتر بين دمشق من جهة والرياض والقاهرة من جهة ثانية، اللتين لوحتا بإمكانية مقاطعتهما لقمة دمشق في حال لم يشارك فيه رئيس لبناني جديد منتخب. ولم يتهم المتحدث الأمريكي صراحة سوريا بمنع حدوث الانتخابات إلا أنه قال "يجري الكلام كثيرا عن قوى خارجية تقوم بشكل أو بآخر بمنع هذا الانتخاب من الحصول"، وتابع "الكثيرون سموا سوريا من بين الذين يعرقلون إجراء هذه الانتخابات". ولا يزال لبنان من دون رئيس منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق إميل لحود في الرابع والعشرين منذ نوفمبر الماضي، بسبب خلافات كبيرة بين الأكثرية والمعارضة. وأدت الأزمة إلى تأجيل انتخابات الرئاسة 16 مرة منذ سبتمبر، وحدد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعدا جديدا لانتخاب الرئيس في الخامس والعشرين من مارس أي قبل أربعة أيام فقط من انعقاد القمة العربية. ووافقت الأغلبية البرلمانية والمعارضة على ترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان لملء الفراغ الرئاسي لكن انتخابه في البرلمان تعرقل مرارا، بسبب الخلاف على تشكيلة الحكومة بعد انتخابه، وسعت دول عربية في مقدمتها السعودية ومصر والأردن إلى إقناع سوريا بتسهيل إنجاز انتخاب رئيس للبنان باعتبار ذلك شرطا أساسيا من شروط نجاح القمة. وفي المقابل دعت الجامعة العربية على لسان أمينها العام المساعد أحمد بن حلي إلى ضرورة عدم الربط بين أي مشكلة وانعقاد القمة.