أكدت أولى المؤشرات التي سبقت قمة دمشق العربية أن ظروف انعقادها سوف لن تخرج عن الأجواء التي سبقت كل القمم العربية وخاصة ما تعلق بدرجة التمثيل العربي فيها والتي عادة ما تحدد مدى نجاح أو فشل هذه المواعيد· ويبدو أن القمة العشرين المنتظر عقدها بعد غد السبت بمدينة دمشق السورية سوف لن تشذ عن هذه القاعدة التي أصبحت عاملا مشتركا للقمم العربية المتلاحقة التي بقيت بسبب ذلك مجرد لقاءات دورية لدول عربية نقاط خلافاتها أكثر من نقاط تفاهمها· بل أنها أصبحت مناسبات لنشر الغسيل أمام كل العالم فبدلا من تسوية هذه الخلافات فإنها كثيرا ما أفضت إلى ظهور خلافات أكثر وأعقد من سابقاتها· وبدأت هذه الخلاقات تظهر شيئا فشيئا مع اقتراب موعد القمة وتأكدت من خلال درجة التمثيل السعودي والمصري وقرار المقاطعة اللبنانية في انتظار العواصم العربية الأخرى وخاصة الخليجية منها· ولا يستبعد أن تحذو عواصم دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى حذو الرياض وخاصة وأنها سبق وأن اشترطت على السلطات السورية لعب دور ايجابي في لبنان لتمثيله في أشغال القمة· يذكر أن المشاركة السعودية في قمة دمشق اقتصرت على ممثلها الدائم في الجامعة العربية أحمد القطان قبل أن تأخذ مصر قرارا مماثلا عندما حصرت مشاركتها في وزيرها المنتدب المكلف للشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب· ورجحت مصادر دبلوماسية في العاصمة السورية أن تكون المشاركة المغربية والأردنية على مستوى وزراء الخارجية، ولكن قرار الحكومة اللبنانية بمقاطعة أشغال القمة يبقى الحدث الأبرز كونها المرة الاولى التي تقاطع فيها دولة عضو أشغال قمة عربية بسبب خلافات سياسية· وردا على القرار اللبناني، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن "لبنان خسر فرصة من ذهب بمقاطعته للقمة وإثارته للأزمة السياسية الحاصلة فيه وتدعيم الخطة العربية الرامية إلى إيجاد حل للأزمة"· وأضافت المعلم أن لبنان ضيع فرصة ذهبية أيضا لإثارة علاقاته مع سوريا"· وجاءت هذه التطورات أسبوعا فقط بعد الدعوة الامريكية باتجاه الدول العربية بالتفكير مليا قبل اتخاذ قرارها بالمشاركة في قمة دمشق بدعوى أن سوريا تقف وراء فشل عملية انتخاب رئيس جديد للبنان· وهو ما وصفته السلطات السورية بمثابة تشويش على القمة وسعي أمريكي واضح لافشالها خدمة لأهداف وأغراض واضحة من الإدارة الأمريكية الراغبة في التأثير على قرارات القمة وتحييد أي دور سوري في المنطقة أثناء رئاستها الدورية للقمة العربية·