أعلنت ليبيا وأمريكا أمس، الحرب على ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' أو ما بات يعرف ب ''تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، استعدادا لنقل أسامة بن لادن قيادة العمليات الإرهابية إلى ليبيا. أكد مسؤول أمريكي كبير بطرابلس، أن الولاياتالمتحدة ''تأمل بتعزيز تعاونها مع ليبيا في المجال العسكري ولا سيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب''. وقال ''جيفري فيلتمان'' مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط بالوكالة، سنريد تعاونا معززا أكثر في المجال العسكري'' وأضاف خلال ندوة صحفية عقدها في طرابلس خلال زيارة له إلى ليبيا أن زليبيا والولاياتالمتحدة مدركتان للخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميس، مشدّدا على أن واشنطنوطرابلس متفقتان على التعاون من أجل الحيلولة دون حصول اعتداءات إرهابية جديدة في شمال إفريقيا. وتزامنت زيارة جيفري فيلتمان إلى ليبيا بعد ورود أنباء عن قرار القاعدة الأم بزعامة أسامة بن لادن إنشاء جبهة قتال في ليبيا على خلفية دخول تنظيم عبد المالك دروكدال الملقب بأبي مصعب عبد الودود في مرحلة يأس حسب اعترفات قيادي سابق في الجماعة المقاتلة الليبية نعمان بن عثمان الذي عايش التنظيم في أفغانستان، وقال بن عثمان في تصريح سابق، إن أسامة بن لادن يرغب في إيجاد موطئ قدم له في ليبيا عن طريق إعطاء صدى إعلامي كبير لأبي يحيى الليبي أحد قيادي التنظيم المرشح لزعامة تنظيم القاعدة بمنطقة الشمال الإفريقي بعد فشله في الجزائر. وحسب نعمان بن عثمان، فإن بن لادن يعتبر ليبيا أكثر منطقة يمكن أن تفيد توجهات التنظيم الذي بات يشعر أن وضعه داخل الجزائر دخل مرحلة اليأس''. وجاء تحرك الولاياتالمتحدةالأمريكية مع ليبيا بعد قطيعة دامت أكثر من عقد. وتسربت معلومات عن نية أسامة بن لادن تعين أبي ليث الليبي زعيما بجهة الشمال الإفريقي. ويرى خبراء في الشأن الأمني أن رغبة بن لادن تعيين أبي يحيى الليبي على منطقة الشمال إفريقيا وبلاد الصحراء الكبرى، راجع إلى جهله بالمسائل الشرعية ومهاجمته العلماء وكثرة أخطائه الميدانية. وقال القيادي السابق في تنظيم الجماعة المقاتلة الليبية، إن ''الغرض من إبراز شخصية أبي يحيى الليبي المتكرر ضمن أشرطة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وراء رغبة استخدام تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن لشخصية ليبية وليست جزائرية كأيقونة متكررة''. وأكد نعمان بن عثمان أن قيام القاعدة بتسويق شخصية أبي يحيى الليبي سببه مقتل العديد من قيادات هذا التنظيم الإرهابي للصف الأول والثاني خلال الحرب التي تقودها دول منطقة الشمال الإفريقي والساحل الصحراوي ضد الجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة. وتتركز أنشطة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بشكل أساسي في الجزائر، غير أن هذا التنظيم وسع قبل حوالي ثلاثة سنوات نطاق عملياته إلى منطقة الساحل، حيث غالبا ما يستهدف مصالح ورعايا غربيين.