نقلت، مؤخرا، صحيفة "إلباييس" الإسبانية، عن مصادر أمنية أمريكية وأوروبية، إن "جهاديين انتحاريين جرى تجنيدهم في اسبانيا يتلقون تدريبات على استخدام الأسلحة والمتفجرات، في صحراء منطقة الساحل القاحلة التي تمتد من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر". وقالت "الباييس" إن أسامة بن لادن، زعيم تنظيم "القاعدة"، تمكّن من إقامة "قاعدة لتدريب أعضاء تنظيمه وحلفائه الجزائريين في الجماعة السلفية للدعوة والقتال بمنطقة مالي"، وأشار نفس المصدر إلى أن تقارير المخابرات الأمريكية والأوروبية، أكدت أن هذه المنطقة الإفريقية الشاسعة، "تحولت إلى قاعدة جديدة للتدريب لتنظيم القاعدة والجماعة السلفية". وأوضحت صحيفة "الباييس" أن مسؤولا في المخابرات الفرنسية، أشار إلى أن المخابرات الإسبانية "تراقب باهتمام هذا المرتكز الجديد لتنظيم القاعدة في الساحل"، وقال بهذا الصدد، مسؤول في الحرس المدني الإسباني، إن ذلك "يشكل خطرا محتملا على فرنساواسبانيا". وحسب المصدر ذاته، فإن الإدارة الأمريكية أرسلت لمنطقتي تومبوكتو وجاو، في مالي، "قوات خاصة لتدريب قوات الجيش والأمن المالية على مكافحة الإرهاب والقتال في الصحراء، كما سلمتها مركبات وأجهزة اتصال"، لكن موظفا حكوميا في مالي، أوضح أن الشمال منطقة شاسعة، وأنه يصعب مراقبة الحدود، مشيرا إلى فشل المحاولة الأمريكية في هذا المجال. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أعلنت قبل أيام، عن إنشاء قيادة عسكرية إقليمية لإفريقيا، لمواجهة تحذيرات تنظيم "القاعدة" وشبكاتها، منها "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" (الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا)، وقد احتضنت السينغال، مؤخرا، اجتماعا لرؤساء أركان الجيوش الأمريكية وجيوش تسع دول من المغرب العربي والساحل، من بينها الجزائر، لبحث تعزيز مكافحة الإرهاب في منطقة الصحراء ودول الساحل. وكان المدعو عمار صايفي، المعروف باسم عبد الرزاق البارا، المسجون بالجزائر بعد تسلمه من ليبيا في العام 2004، هو أول من أنشأ - حسب بعض المؤشرات - نقاط الارتكاز الأولى لتنظيم "الجماعة السلفية"، في منطقة الساحل والصحراء الكبرى، عن طريق خطة المصاهرة، حيث يكون قد تزوّج ثلاث نساء من الطوارق "المتمردة" في شمال مالي. ج. لعلامي: [email protected]