لم يظهر عناصر المنتخب الوطني الكثير في مواجهتهم الودية التي لعبوها أمام المنتخب الليبي عشية يوم الأربعاء الفارط، حيث ورغم إنهائهم المباراة متقدمين بهدفين لواحد، إلا أن أداءهم العام لم يرتق إلى المستوى المأمول، لاسيما خلال المرحلة الأولى من اللقاء، أين اكتفى صايفي وزملائه بالاستحواذ على الكرة في وسط الميدان دون تمكنهم من بناء هجمات خطيرة، خاصة وان عناصر دفاع الخصم أحسنوا تغطية منطقتهم، حتى ولو انهم اعتمدوا منطق الخشونة في كثير من الأحيان لصد المحاولات التي حاول ان يصنعها عناصر خط هجوم "الخضر". ومع ذلك فإن هذا الفوز المسجل سيكون وقعه كبيرا على معنويات العناصر الوطنية قبل اللقاء الرسمي ضد الرأس الأخضر بعد حوالي شهر فقط. وقد أجمع كل عناصر المنتخب الوطني أن أرضية الميدان أعاقتهم كثيرا على بناء اللعب وتطبيق الخطة التي رسمها كافالي خلال الشوط الأول، بالإضافة إلى شكواهم من اعتماد لاعبي المنتخب الليبي على الخشونة غير المبررة. أشبال كافالي اظهروا وجها مغايرا خلال الشوط الثاني، خصوصا رد فعلهم القوي على هدف السبق للمنتخب الليبي الذي وقعه احمد الشيباني في "د4" منه بعد خطإ فادح في محور الدفاع الذي تميز أداؤه بالبطء الشديد، من خلال التمكن من تعديل النتيجة بواسطة مخالفة من صايفي في "د63" قبل ان يرجح منيري الكفة برأسية في "د68". وعموما فإنه رغم المآخذ والسلبيات التي ظهرت على أداء العناصر الوطنية، خاصة على مستوى خط الدفاع، التي تجعل كافالي مطالبا بإعادة حساباته وايجاد الحلول المناسبة قبل مواجهة الرأس الأخضر في 14 مارس المقبل، فإن الذي يجب التنويه به هو ان منتخبنا نجح في ضم عناصر مميزة الى صفوفه على غرار بوعزة ومطمور وحسني، وقد تحلوا الى جانب زملائهم بالإرادة وحب الفوز الى آخر أنفاس اللقاء، وهي كلها مؤشرات توحي بأن المنتخب يسير في الطريق الصحيح وعلى الجميع مؤازرتهم والشد على ايديهم وليس العمل على إبعاد الجماهير عنهم، والا كيف نفسر فرض سعر 200 دج مقابل تذكرة مواجهة ودية، الأمر الذي جعل الإقبال يكون محتشما واقتصر على بعض الآلاف فقط. قالو بعد اللقاء ميشال كافالي (مدرب المنتخب الوطني) لقاء اليوم كان ثريا بالنسبة إلي من جميع النواحي، حيث كان يجب علينا الفوز وهو ما تحقق من خلال رد الفعل القوي للاعبين، خاصة وانه جاء بعد ان تلقينا هدف السبق من طرف الخصم، الأمر الذي اعتبره شيئا ايجابيا جدا لم يكن المنتخب الجزائري يتميز به من قبل، كما انني حاولت اعطاء الفرصة لجميع اللاعبين. محمد الخمسي (مدرب المنتخب الليبي) اللقاء عرف اندفاعا بدنيا رهيبا، خاصة من طرف عناصر المنتخب الجزائري الذين كان بعضهم يستحق الطرد، الا ان الحكم التونسي بدى متسامحا معهم كثيرا، وعموما فإن هذا اللقاء كان مفيدا جدا لعناصري الذين تراجع مستواهم بعد تسجيلنا لهدف السبق بسبب نقص التجربة لديهم. نحو نقل مواجهة الرأس الأخضر إلى عنابة قالت مصادر مطلعة للشروق أن الطاقم الفني للمنتخب ينوي نقل المباراة المرتقبة في شهر مارس المقبل ضد الرأس الأخضر إلى ملعب عنابة نظرا لتدهور أرضية ميدان ملعب 5 جويلية. وأبدى اغلب عناصر المنتخب الوطني تذمرهم الشديد من تدهور أرضية الميدان التي لم تعد صالحة للعب الكرة، في وقت يرى الجميع على مستوى الاتحادية والطاقم الفني أن ملعب عنابة هو الأفضل حاليا في الملاعب المعشوشبة طبيعيا. للإشارة فإن آخر مباراة بهذا الملعب تعود الى شهر سبتمبر 2004 عقب الهزيمة التاريخية والمذلة للخضر أمام المنتخب الغابوني بثلاثة أهداف نظيفة. تهميش كلي للعناصر المحلية عاد الحديث مجددا داخل المنتخب الوطني الى قضية اللاعبين المحليين، حيث أبدت العناصر الدولية والتي تنشط في البطولة الجزائرية تذمرها من طريقة تصرف كفالي، الذي يفضل عدم إشراكهم، إلا إذا صادفه مشكل مثل غياب عناصر مغتربة او محترفة في تلك المناصب. للإشارة فإن المباراة الأخيرة للفريق الوطني عرفت دخول الحارس قاواوي وحسني كأساسيين، حيث لعبا كافة أطوار المباراة، لعدم وجود عناصر بديلة لهم من المحترفين. حسين/ق