تصوير بشير زمري إصابة دركيين اثنين بجروح في انفجار قنبلة بشاطئ تيڤزيرت اضطرت عدة عائلات كانت تقوم بالتخييم على طول الشريط الساحلي الممتد من ولاية تيبازة الى غاية ولاية الشلف الى قطع عطلتها بعد كشف مصالح الأمن لمخطط إرهابي يستهدف العائلات المخيمة، خاصة بالجهة الغربية لولاية تيبازة، وتم إخلاء أغلب الشواطئ قبل أيام من الأجل المحدد للتخييم ك"إجراء وقائي" من اعتداءات إرهابية تستهدف المصطافين. * وفي موضوع متصل، أصيب منتصف نهار أمس دركيان بجروح بليغة في انفجار قنبلة تقليدية تم زرعها على مستوى شاطئ تسالاست بمدينة تيڤزيرت الساحلية بولاية تيزي وزو، و فادت مصادر محلية متطابقة، أن القنبلة تم وضعها قرب مركز الحراسة التابع للدرك الوطني في إطار مخطط دلفين الخاص بموسم الاصطياف، حيث تم تفجيرها في حدود الساعة منتصف النهار والنصف وهي الفترة الزمنية التي تشهد حركة نشيطة وإقبالا كبيرا من طرف المصطافين منهم مغتربين وآخرين من خارج الولاية. * وكانت عائلات موظفي شركة سوناطراك المخيمة بمنطقة بوشغال بتنس، قد لجأت الى حزم أمتعتها الأسبوع الماضي في حين كان يفترض أن تنتهي مدة التخييم في 18 من الشهر الجاري، وغادرت أيضا العائلات المخيمة بمناطق بني حواء وواد بوسكن وقوراية خيمها. * وقالت هذه العائلات ل"الشروق اليومي" إنه تم إبلاغها من طرف مسؤولي المخيم ليلا بمغادرة المكان في الصباح الباكر "لدواعي أمنية" دون تفاصيل أخرى، وأفادت معلومات متوفرة لدى "الشروق اليومي" أنه وصلتها رسائل تهديد بالتصفية والقتل من طرف جماعة ارهابية في حال عدم مغادرة المخيم، وكانت هذه العائلات قد ظلت في المنطقة رغم الاعتداء الإرهابي بالداموس نظرا لتوفر الأمن وتمركز رجال الدرك وأعوان الحرس البلدي في الشواطئ في إطار مخطط دلفين القاضي بتأمين موسم الاصطياف، وتم تسجيل في بعض الشواطئ انتشار أفراد الجيش، خاصة التي تقع في مناطق معزولة وتعرف إقبالا في ساعات الليل. * وقالت مصادر مؤكدة ل"الشروق اليومي"، إنه تم تسجيل تحركات إرهابية بالجهة الغربية لولاية تيبازة يرجح أنها لإرهابيين ينشطون تحت لواء التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) الذي تبنى الاعتداء الإرهابي الذي خلف مقتل 14 جنديا ببني ميلك بتيبازة. * وتكون هذه الإجراءات بحسب متتبعين للشأن الأمني "وقائية"، حيث تكون مصالح الأمن تتوفر على معلومات تفيد بمحاولة التنظيم الإرهابي استهداف هذه المخيمات الصيفية العائلية التي تشكل حاجزا أمام تحركات أتباعه وتنقلاتهم إضافة الى استهداف أفراد الأمن والحرس البلدي المجندين في هذه الشواطئ وعددهم محدود للاستيلاء على أسلحتهم وأيضا لفك الحصار عن الجماعة الإرهابية التي لاتزال تحت حصار قوات الجيش منذ عدة أسابيع وهي من منفذي اعتداء الداموس وتشتيت قدرات رجال الأمن، حيث سجلت عدة محاولات في هذا الإطار، حيث تمكن المواطنون من إحباط محاولة اقتحام قرية وبعدها اعتداء على أحد أفراد الدفاع الذاتي وسلب سلاحه مما يعتبر حسب مراقبين مؤشرا على زحف أتباع درودكال الى المعاقل السابقة لتنظيم "جماعة حماة الدعوة السلفية" تحت إمرة محمد بن سليم المكنى سليم الأفغاني لتفعيل النشاط الإرهابي، حيث كانت اللجنة الإعلامية للتنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال قد أشارت في البيان الذي تبنت فيه جرائمها بمنطقة الوسط الى أن منفذيها هم من "أسود الغرب" في إشارة الى أن الإرهابيين النشطين في منطقة الوسط قدموا من كتائب بولايات الغرب الجزائري، وتكشف هذه التحركات عن مخطط تنظيم درودكال لإعادة تفعيل المنطقة الأولى وهي منطقة الوسط لتفعيل النشاط الإرهابي على أبواب العاصمة. * الى ذلك، سبق تسجيل استهداف مخيم صيفي بمنطقة لرهاط بولاية تيبازة ليلة 12 جويلية 2006 تابع لمؤسسة نفطال، وتؤشر هذه التهديدات لعودة بقايا "الجيا" للنشاط بالمنطقة وتراهن قيادة درودكال على تيبازة للعودة للنشاط بمنطقة الوسط بعد تضييق الخناق عليها في معاقلها الرئيسية، كما يعتبر اعتداء أمس على مستوى شاطئ تيڤزيزت مؤشرا آخر على عودة أتباع درودكال الى استهداف أفراد الأمن في الشواطئ والمخيمات الصيفية للتشويش على موسم الاصطياف قبل نهايته وإثبات وجودها مع اقتراب حلول شهر رمضان في ظل العجز عن استهداف المراكز الأمنية والثكنات العسكرية إضافة الى اعتماد الاعتداءات بواسطة قنابل تقليدية والكمائن التي تعد من أسهل وأضعف الوسائل وطرق المواجهة.