أبو جمال، فنان كثيرا ما أضحكنا بمشاركته في عدة أفلام جزائرية منها »حسن طاكسي« مع المرحوم حسان طيرو. ولعل أكبر تألق جاء مع الممثل عثمان عريوات والمرحومة وردية في فيلم »الطاكسي المخفي«، أين لعب دور إبن وردية المتخلّف، من غير الأدوار التي كان يتقمصها في الكثير من المسلسلات الجزائرية. لكن شتان بين الماضي والحاضر الذي وجد نفسه وحيدا إلا مع المرض الذي لازمه منذ مدة وتسبب في بتر إحدى رجليه، حيث أصبح الآن لا يقوى على المشي إلا بالاستعانة بكرسي متحرك وكل هذا في غياب أي إعانة من المسؤلين عن الثقافة في بلادنا وتركوه يموت في صمت رهيب وكأنه لم يكن ولم يضحكنا... هل هذا هو التكريم بترك الفنانين يتخبطون في مشاكلهم وآلامهم ونحن نتفرج على النهاية المأساوية للذين جندوا أنفسهم للفن الجزائري وكل يدرك بأن الكلمة الطيبة والالتفاتة الصغيرة تداوي جروحهم النفسية، بالرغم من أنهم لم يأخذوا حقهم من هذا المجتمع الذي أحرقوا أنفسهم لكي يضيئوا عليه بنكتهم وخفة روحهم والأمثلة كثيرة، ليس أبو جمال فقط فهناك المطرب خليفي أحمد وسيد علي كويرات ونرجو التفاتة في حياتهم احتراما لهم ولا ننتظر التكريم بعد فوات الأوان، لأنه في هذه الحالة يعتبر جرما في حقهم، ونرجو من المنتجين الشباب أن يلتفتوا لهذه الشريحة لأنها هي من مهدت الطريق لهم لكي يصلوا اليوم، وخير مثال هو إدراج لخضر بوخرص للممثل أبو جمال في إحدى حلقات العمارة للرفع من معنويات الفنان وأن لا ينطبق علينا المثل »كي كان حي مشتاق تمرة كي مات علقولو عرجون«.